|
ثرثرة ........ مجرد كلام
|
كنت فارغا الليلة كما قنينة مهملة، قررت أن أحمل بعضي على بعضي وأتسكع في الأسواق مسوغا لنفسي مفاعلة الظرف الآني المنذر بالفراغ ومتسقا جدلا بفعل معظم مخلوقات الله التي تمشي على قدمين، شحذت قدميَّ ووضعتهما ضمن غلاف من القماش المتين ماركة (بوما) يحقق لهما قدرا من الراحة وكثير من الأمان، وتحسرت بأسي على زمن كانت الـ (بــاتــا) رفيق طفولتي الأولى وسلاحي الباتع في منافحة أحجار الشوارع ومقارعة الكلاب الضالة
بدأت جولتي بمغازلة شارع التحلية من طرفه الغربي متنقلا بين حوانيت اللانجري وباعة الأقمشة والعطور مرورا بكم هائل من المقاصف التي تسوق الأطعمة السريعة المحشوة بالدسم المدهن وقنعت بمراودة الواجهات اللامعة ذات الزجاج الصقيل والاضواء الباهرة دون أن أجرؤ على ولوج إحداها ولو على سبيل الفرجة فتلك مغامرة لا يليق بجيبي مجرد الأمل بخوض غمارها أو التمرغ في وحلها اللذيذ
عليه فقد إكتفيت بمراقبة الآخرين يبعثرون الدريهمات يمنة ويسرى محدثا نفسي بأن كل ذلك هو من قبل العرض الدنيوي الرخيص والمتاع الزائد عن الحاجة والذي يشي بنزعة استهلاكية غير محمودة تؤثر سلبا على النظام الاقتصادي العالمي وانني بمحاربتي لتلك النزعة البائسة والفجة في آن إنما احقق وفرا لا يستهان به لفائض الدخل القومي وذلك أضعف الإيمان
تدحرجت هابطا الطريق شرقا وساقتني قدماي...
وإلى لقاء
|
|
|
|
|
|