|
Re: أزمة المفكرين العرب في مطلع القرن الحادي والعشرين... فقه الوشاية والنكا (Re: عباس فاضل العزى)
|
الاخ الفاضل زكى التحية لك وانت تتابع ما يكتب فى مختلف المحافل والشكر اجزله فى نقلك للمقال مما اتاح لى ولاخرين فرصة الاضطلاع عليه.
الاخ عباس: المشهد العربى عموما بكل مستوياته السياسى منها والثقافى يعكس حالة العطالة الذهنية و العقل المستقيل , ولعل ما حدث فى المنتدي لا يعتبر ازمة فى حد ذاته بقدر ما هو تاكيد على الوضع المازوم فى ما يسمى بالوطن العربى, صدقت القول حين قلت ان مثل هذه الممارسات تصيب بالغثيان والاستياء. اعتقد ان امة من محيطها الى خليجها كما يحلو للقومويين ترديدها يسيطر عليها الوعى الاسطوري لهى غير مؤهلة من انتاج خطاب سياسى او ثقافى عقلانى , فالعقلانية لم تعرف طريقها الى الوطن العربى بعد , وبدون العقلانية لا اري ان هنالك امكانية لناسيس وعى تاريخى بالتراث و بالاخر ومن ثم الوعى بالذات , فالامة التى يفتري باسمها هى احوج ما يكون الى عصر نهضة و تنوير تتجاوز به الوعى الاسطوري السائد الان و الذى اقل ما يقال انه يعبر عن العصور الظلامية العربية, دع عنك الحداثة و ما بعد الحداثة فالانتاج الحداثى لا يتاتى بدون ارساء دعائم العقلانية فى الفكر العربى وهو ما ليس متوفر فى الظرف الراهن. اتفق ان الحالة العربية تشهد تلاقى بين القومويين و الاسلامويين وهو ما يفسر ان الازمة فى قمتها على كل المستويات, اذكر اننا فى مطلع التسعينات كنا قد ادرنا حوارا مطولا فى الجامعات السودانية عن التقاطعات بين الخطاب القومى والخطاب الاسلامى و بالفعل فقد انضمت المجموعة الرئيسة للتيار القومى العربى فى السودان الى الحكومة الاسلامية فى السودان وفى تقديري ان القوميين يسعون الى استخدام ادوات خطاب الاسلام السياسي لتحقيق مشروعهم القومى بعد ان فشلت جدليات التاريخ فى تحقيق نبؤاتهم التى تشابه نبؤات قيام الثورة فى انجلترا , الملاحظ انه ما ان ترد مفردة العربية الا وتلحق بالاسلامية و ما ان ترد مفردة الاسلامية الا وتلحق بالعربية وهذا يعبر عن مدي تلاقح المشروعين بعد ان تخطيا مرحلة التقاطعات الاولية و استمرار هذه الوضعية سيلغى بظلاله على المشهد الثقافى العربى فى شكل ازمات يعاد انتاجها من حين لاخر.
ولك عظيم تقديري
بكري الجاك
|
|
|
|
|
|