|
|
 تاريخ حركة كوش وكيفية التكوين
|
تاريخ حركة "كوش" وكيفية التكوين
ترجع ظاهرة الصحوة النوبية إلى عوامل عالمية وقطرية، فعلى المستوي العالمي وبعد إنهيار المعسكر الشرقي الاشتراكي بدأت ظاهرة تحول الكيانات الحضارية والثقافية إلى حركات ذات مطالب سياسية كشكل من أشكال إدارة الصراع بعد إنتهاء شكل الصراع الإيديولوجي بين الشرق والغرب الذي ساد العالم في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
وعلى المستوى المحلي والقطري، فإن فشل المؤسسات السياسية السودانية اليمينية منها واليسارية على حد سواء، في بناء دولة مستقرة ذات مؤسسات دستورية. وما نتج عن ذلك من حروب أهلية وفقر وتخلف اقتصادي واجتماعي في وطن فيه من الإمكانيات المادية الهائلة والطاقات البشرية ذات القيم الحضارية الضاربة في جذور التاريخ كل ذلك أدى إلى ظهور الحركات الإثنية في الجنوب والشرق والغرب التي تطالب بسودان جديد يسود فيه قيم التداول السلمي للسلطة وعدالة توزيع الثروة والاعتراف بالتعدد الثقافي واللغوي.
وفي الشمال بدأ الوعي الحضاري بظهور الجمعيات الثقافية التي تعمل على إحياء التراث النوبي في فترة الديمقراطية الثالثة وبعد تأمر العميد عمر حسن البشير وزمرته على الديمقراطية وانقضاضهم عليها بدأت الحركة الثقافية تأخذ أبعاداً سياسية. وفي نهاية العام 1995م وصلت الأوضاع المعيشية في محافظة وادي حلفا بصفة عامة مدينة وادي حلفا بصفة خاصة حداً مأساوياً نتيجة وقف الملاحة بين حلفا وأسوان فتجمع بعض النوبيون إثر ذلك وأصدروا بياناً سياسيا ً يحمل اسم ((المركز ا لعام للتجمع النوبي)) وثم ظهرت بعد ذلك مشكلة أخرى فكان الألتفاف والتكتل والشعور بالضيم والتهميش ألا وهي مشكلة قيام سد كجبار ومحاولات إغراق المنطقة الجنوبية من المحس، وأصدر المركز العام للتجمع النوبي بياناً شهيراً بذلك. كان تجاوب النوبيون مع بيانات التجمع كبيرة وتطورت الآلة الإعلامية للتجمع بإصدار نشرة غير دورية تحمل أسم " نوبكين"
لم يكن عمل التجمع النوبي عملاً منظماً إذ لم يكن هنالك لائحة أو برنامج أو ميثاق عمل وكان الإنتماء إليه مفتوحاً ينحدر من كافة الأحزاب دون شروط عدا الانتماء الظاهر للجبهة الإسلامية، إزاء هذا الوضع أصر البعض على أن يصدر التجمع ميثاقاً يوضح فيه برنامجه ولائحة تحكم شروط العضوية وتحدد الهيكل التنظيمي وكان التجمع ممثلاً في رئيسه المسؤول الأول آنذاك بصدد إصدار الميثاق واللائحة ولكن رحيل رئيس التجمع عن دنيانا حال دون ذلك. وبعده تحت إلحاح الكوادر التي نشطت في عمل التجمع تم تكون مكتب جديد ومنذ اليوم الأول من تكوين هذا المكتب بدأ الانقسام داخله فكان الصراع بين الأعضاء حيث كان هنالك تكتل منهم يريد إصدار لائحة وميثاق للتجمع بمعنى أن يصبح التجمع تنظيماً مستقلاً لا تقبل ثنائية اللون السياسي وله أهداف وبرامج واضحة. أما باقي الأعضاء تمثل وجهة نظرهم في أن يكون التنظيم النوبي دون لائحة أو برنامج سياسي وأن تكون حركة سياسية مطلبية ذات برنامج تنموي أي مجموعة ضغط فقط.
إزاء هذا الصراع تبلورت الأفكار فكان الرأي بأن يكون هناك تنظيماً إثنياً وأصدرت المجموعة بيان تأسيسها في الأول من مارس 1997م تحت أسم "" حركة كوش للسلام والثقافة والدستور " ثم خضع البيان للمناقشة في ثلاثة حلقات مستقلة وتم تعديل بيان التأسيس إلى الصيغة المتداولة حالياً وأصدرت في يناير 1998م أيضاً الميثاق واللائحة وتعديل مسمى الحركة إلى ((حركة كوش للديمقراطية والدستور))وبموجب اللائحة تشكلت مكاتب تمهيدية تقود العمل حالياً لحين قيام المؤتمر.
حركة كوش للديمقراطية والدستور
يناير 1998م
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Ashraf yassin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست