كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه.
|
خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. بقلم / فاسكوالي فيليب نوحا [email protected] أن اهم ما ميز شخصية الدكتور جون قرنق دي مابيور زعيم الحركة الشعبية وقائد الجيش الشعبي لتحرير السودان وجعل منه رمزا لنضال سكان شعوب السودان على اختلاف اعراقهم ومعتقداتهم ومحل اجماعهم هو صدق ايمانه بحقوق شعبه وصلابته والتمسك بتلك الحقوق طوال مسيرته النضالية. كما تميز بتسامحه مع اعداء الأمس( حكومات الخرطوم) بعد أن انهارت دعائم الظلم العنصري البغيض على مدار تاريخ الوطن الحبيب منذ خروج الرجل الابيض. واذعن الانتهازيين المتربصين بالسلطة في المركز القبول بالعيش كغيرهم من المواطنين في ظل دولة المساواة والديمقراطية من خلال اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا . حينها نتذكر مقولته الشهيرة ( أن عيون شعوب السودان عن بكرة أبيها وعيون العالم بأسره تتجه نحوك ونحوي يا خرطوم) " المقصود هنا على عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني الاسبق ورئيس وفدها التفاوضي،، دعنا نتخذ عملية السلام ونتوصل إلى شكل من الاتفاق يرمي السودان إلى الاستقرار في اطار التحول الديمقراطي وظلت في الحرية يقول تحرير الظالم والمظلوم ووحدة الهامش والسودان وافريقيا رسالتي في الحياة منذ اللحظة الاولى التي اتخذت فيها النضال طريقا. مشيرا إلى أن الحرية ليست مجرد التخلص من الاغلال لكن الحرية أن تعيش حياة تحترم فيها حرية الآخرين وتعززها ، اننا في بداية المحك الحقيقي لاختبار مدى اخلاصنا وتجردنا بان الحرية لا تتجزأ فالاغلال التي تقيد واحد منا تقيدنا جميعا والاغلال التي تقيد قومي هي اغلال تقيدني كذلك. أن الانسان الحر كلما صعد جبلا عظيما وجد من ورائه جبالا يصعد معها ما الاشارة أن المرء في هذه الحياة عليه واجبين واجب تجاه والديه وزوجته وابنائه – وواجب تجاه قومه ومجتمعه ووطنه. وفي مجتمع الانسان السوي يستطيع المرء أن يوفق بين الواجين بما تيسر له من امكانيات و قدرات اما في بلد اسمه السودان فمن المستحيل على المهمش أن يفي بحقوقه. هكذا هي خواطر الرفيق الراحل ستظل هموم أي مناضل لان كل ما تتذكر هذا القائد البسيط المتواضع البطل الشامخ الذي ميز شخصيته بالإخلاص والتفاني في العمل الثوري والتفكير الذكي وسعة الافق وسرعة الاستيعاب والادراك المحكم في قيادة ثورة الخلاص الوطني موسوعة السودان الجديد ابرز قادة الثوار في القرن الـ21 كان يسكن الحاج يوسف في أواخر السبعينات والكل يعلم ما هو ذلك الحي في تلك الفترة وهو الضابط والعقيد في الجيش السوداني ،محاضر دكتور في أعرق مؤسساتنا التعليمية جامعة الخرطوم – كلية الزراعة ،مستشار هيئة البحوث العسكرية الزراعية . آنذاك في طريقه ليكون النائب الاول لرئيس الجمهورية الأسبق جعفر محمد نميري ، لكن رغم هذه المناصب الدستورية الرفيعة بكل ما فيها ترك وانضم لمسيرة النضال الوطني ثورة المهمشين للجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان حينها اندلعت شرارتها في بور – بيبور- ايوت بتاريخ 16/5/1983م. بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني الحزب الحاكم في الخرطوم تولى الرفيق بطلنا الملهم رسول المهمشين قائد الحرب والسلام وقائد الرؤية ( Visionary Leader ) كما سماه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش تولى نائب رئيس الجمهورية . ورئيس حكومة الجنوب وبحكم علاقته الدبلوماسية استطاع في ظرف محدد أن يقلل من الضغوطات الخارجية للدولة السودانية بفك شفرات الحصار المفروض ( الاقتصادي – الدبلوماسي) وحدوث انفتاح في شكلية العلاقات الدولية بين الخرطوم وواشنطن والاتحاد الاوربي . واعادة الثقة المفقودة بين ابناء الوطن الواحد ولأول مرة في تاريخ مطار الخرطوم منذ إنشاؤه يشهد حدث فريد من نوعه والاهتمام العالمي عبر الأقمار الصناعية ووكالات الأنباء والإذاعات العالمية لاستقبال دكتور جون بعد 21 سنة في الأدغال والغابات قادما من رومبيك عاصمة السودان الجديد . اهتمت مراكز بحوث ودراسات استراتيجية واصدرت كتب بهذه المناسبة. نعم تاريخ الشعوب وتجاربها من حولنا تؤكد في ظل الانظمة الشمولية ابطال السلام غالبا ضحايا . فمثلا اغتيال والتر روني صاحب الكتاب الشهير ( كيف ساهمت اوربا في تخلف افريقيا) بعدما اكتسح الانتخابات الرئاسية لقيادة دولة غينيا الكاريبية وهو صديق شخصي لقرنق في ( محطة تنزانيا) - ساموار ميشيل – جون كندي – أنور السادات – مهاتما غاندي ..الخ بكل تأكيد شخصية في قامة دكتور قرنق اذ وجد فرصة استمراريه في مؤسسة الرئاسة من خبرته النادرة وطموحه من أجل وحدة الشعوب وبعبقريته المعروفة سوف يكون السودان من قلائل الدول المتقدمة لكن السؤال الموضوعي الذي يطرح نفسه بعد مرور عام من اغتياله الغامض!!!! هل اسمه سيكون معلما بارزا لأعرق مؤسسات الدولة السودانية باعتباره رمز ورقم قومي يجب أن نفتخر ونعزز به جيلا بعد جيل مثله مثل جورجي واشنطن وجمعه كينياتا ؟؟؟ أم إلى مهب الريح مثله مثل على عبد اللطيف – عبد الفضيل الماظ- وليم دينق – الذين من أجل تحرير الوطن بذلوا ما عندهم !!! ألا يمكن أن نتفق أن الوطن ملئ بقيادات يمكن أن تقوده إلى بر الامان إذا وجد فرصة في اماكن صنع القرار ( قصر الدولة) كما قال استأذنا الجليل والمفكر الفذ ابرز كتاب أنجبته الدولة السودانية الفيلسوف الذي بذل ما عنده من أجل أن يعم السلام والاستقرار في وطننا الحبيب دكتور/ منصور خالد عبر كتابه ( النخبة السودانية ادمان الفشل)( نأكل اصابعنا لا نأكل قضايا الوطن) .اجابات الاسئلة آنفة الذكر ليست بالضرورة أن تجيب عليه صاحب المقال. سنظل أوفيا ومخلصين ابدا لروحك التي دفعتها ثمنا لحريتنا وكرامتنا وستهون ارواحنا في سبيل أن يكون السودان الجديد ممكنا وندرك أن الطريق أمامنا ليس مفروشا بالورود والاماني الطيبة، بل هناك مخاطر وتحديات حقيقة تستدعي اليقظة والحذر المستمدين ، لأن عدونا حتما لن يتفرج ونحن نحقق احلام وطموحات الشعوب المهمشة بنجاح لأنه بلا شك سيعمل على تكريس السودان القديم بكل الوسائل لاعادة انتاج الازمة. لكننا اكتسبنا المناعة اللازمة ضد كل الاساليب الماكرة ، وسنعد انفسنا لتفعيل معركتنا القادمة لتمضي الثورة ويستمر الكفاح والنضال حتى بلوغ غاياتها المنشودة واهدافها النهائية وسيسقط في سبيل تلكم المسيرة النضالية الطويلة الشهداء ،ولا أسف عليهم لان للحرية والكرامة ثمن. هذه هي افضل طريقة لذكراك الخالدة بعد مرور عام من اغتيالك الغامض يا دكتور ، بأن نهزم المحنة ويصبح كل منا جون قرنق حتى نكمل المشوار محققين الافكار والمبادئ التي آمنت بها قاتلت من أجلها ، فلئن مت فإن افكارك باقية فينا ، لأن الافكار والرؤى لا تموت، سنسلك الطريق والمدرسة التي أسستها وسنقفل باب المتاجرة بالقضية والى الابد امام الخونة والمنتفعين ليعلم سدنة السودان القديم انهم يصارعون جيلا شامخا لا تهزه الرياح والاعاصير فالويل والثبور لكل من تسول له نفسه لمحاولة اختراقنا وتمزيق وحدتنا ،أو النيل من تماسكنا لاجهاض اهدافنا. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزي والعار لأعداء الحرية والعدالة والمساواة سننازل من ينازلنا ولا نامت أعين الجبناء.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | فاسكوالي فيليب نوحا | 07-19-06, 02:15 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | فيصل محمد خليل | 07-19-06, 02:50 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | Nazar Yousif | 07-19-06, 04:10 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | Haydar Badawi Sadig | 07-19-06, 04:13 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | على بازرعه | 07-19-06, 09:11 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | shahto | 07-19-06, 10:24 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | Deng | 07-19-06, 10:45 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | Rakoba | 07-19-06, 10:58 AM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | shahto | 07-19-06, 05:25 PM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | محمد ابراهيم قرض | 07-19-06, 12:31 PM |
Re: خواطر من حياة الزعيم الراحل دكتور / جون قرنق بعد مرور عام من اغتياليه. | عمر ادريس محمد | 07-19-06, 06:36 PM |
|
|
|