كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ماذا ترك لنا جون قرنق ؟؟؟ (Re: ودقاسم)
|
فكرة السودان الجديد : ظل قرنق ينادي بإرساء دعائم الوحدة على العدالة والمساواة والديمقراطية ، ولم يكن مطلقا يرغب في تخليص جنوب السودان أو فصله ، إنما كان يريد لكل الوطن أن يصبح ملكا لشعبه وأن يصبح المواطن هو القيمة الأعلى في الوطن .. وقد أطلق قرنق فكرة السودان الجديد ، وجعل الفكرة ملكا للحركة ، ولكل الذين ثاروا ضد الظلم السياسي والاجتماعي ، حتى أصبح كثير من المعارضين السياسيين يتبنون هذه الفكرة وكأنها أصبحت فكرة مملوكة لكل السودانيين . ومفهوم السودان الجديد لم يكن يعنى بالجغرافيا أو رسم الحدود ، إو إقصاء مجموعة لصالح أخرى أو تمكين مجموعة على حساب أخرى . كانت الفكرة تنبني على أن السودان وطن شاسع ، وغني بموارده وبأهله ، وأن المشكلة السياسية والظلم الاجتماعي قد أقعدا السودان ، ووقفا في وجه تطوره . ولمعالجة وضع كهذا لابد من الانطلاق من حل هاتين المشكلتين . ومن الواضح أن المشكلة السياسية يكمن حلها في بناء نظام سياسي عادل يقوم على الديمقراطية والعدالة والمساواة ، ويؤسس للتداول السلمي للسلطة ، ويلغي كليا النظرة الأحادية ، والشمولية ، ويمنح الفرصة للتنافس الحر ... وفي فكرة السودان الجديد ليست الديمقراطية فوضى ، وليست متراخية ، وليست من النوع الذي يتكسب رزق اليوم ... فهي ديمقراطية مؤطرة بحقوق الإنسان ، وبالمواثيق الدولية ، وباتفاقيات تحفظ حقوق كل الأطراف ، وتحدد واجبات الأفراد والمجموعات ... ديمقراطية هدفها بناء الإنسان على المستويين المادي والفكري .. وهدفها التأكيد على حرية المواطن ، باعتبار أن الحرية هدف ووسيلة للإبداع والترقي والعطاء ... أما الظلم الاجتماعي فينبغي إزالته بتبني خطة للتنمية ، تكون طموحة ، ومتوازنة ، وعادلة . فكل أقاليم السودان لها الحق المتساوي في التنمية ، ولها النصيب العادل ، وكل أقاليم السودان تكمل بعضها بعضا ، وإهمال أي إقليم هو إهمال لأهله وإهمال لموارده ... وللناس عموما حقوق متساوية في موارد الوطن كله ... وعلى المستويين لابد أن تقوم المساواة على أساس المواطنة فقط ، فلا يكون هناك اعتبار لاختلاف العرق أو الثقافة أو الدين أو اللون أو النوع أو أي أسس أخرى غير إنسانية ....
|
|
|
|
|
|
|
|
|