الرئيس السودانى د جون قرنق

Osman Merghani Wrote:-
شاهدا ملك..!!

ليس لدى ادنى شك أن جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان هو "أذكى " لاعب على رقعة الشطرنج السياسي السوداني.. فهو يتحرك بتناغم كامل منسجم مع الاهداف التي يسعى إليها ويجيد استخدام كل الادوات المتاحة امامه لتحقيق أهدافه ولا يسمح للصدفة ان تخرجه من المسار الصاعد للغايات التي يرجوها لهذه الصفات فهو سياسي "عملي" يناسب ظرف الزمان الذي يعيشه الآن.
وليس من المنطق أن نطلب من "الذكي" أن يلعب بمستوى عقول من يشاركونه رقعة الشطرنج السياسي.. فكل ميسر لما خلق له.. ولهذل تبدو المسافة شاسعة كلما جاد الزمان بحدث تظهر فيه مفارقات السياسة والساسة في السودان .. كما حدث في "إعلان القاهرة" الذي وقع الأسبوع الماضي بين السادة الميرغني والمهدي وقرنق.
فالحدث بكل جوانبه سليم ليس عليه من عيب ويجمل الملعب السياسي السوداني بثنائية التلاقي بين الجنوب والشمال .. والأمة والإتحادي . والحدث السوداني في الأرض المصرية..لكنه في هامش صغير على ناصية البيان زرع الفخ الذي جعل من السيدين شاهدي ملك لصالح جون قرنق في نقطة خلافية تفاوضية بين الحكومة والحركة الشعبية.

كثيرة هي نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة في ملفات التفاوض بين الحكومة والحركة، فلماذا اختار منها "إعلان القاهرة" نقطة واحدة فريدة هي موضوع العاصمة ليضع فيه بضع كلمات مبهمة غير واضحة المعالم تطرح من الأسئلة أكثر مما تجيب عليه.. لمذا لم يشر البيان الي مسائل السلطة والثورة التي لا تزال في طي التفاوض.. الأمر واضح تماما لسياسي في "ذكاء" جون قرنق.. فالمطلوب شهادة الميرغني والمهدي على نقطة تناسب الخلفيات الجماهيرية التي ينطلقان منها .. الجماهيرية المرتبطة بالولاء الديني .. وهي رسالة في غاية الذكاء نجح جون قرنق في استثمار السيدين في ارسالها الي مختلف الإتجاهات.
من الواضح أن السيدين في "إعلان القاهرة" لم يقولا شيئا محددا عن قضية العاصمة .. لكن الأوضح من ذلك أن جون قرنق نفسه لا يريد منهما أكثر مما قالا .. مجرد اشارة موحية للبند لا يشترط تفاصيلها الفنية .. لان التفاصيل أمر ستتولى الحركة الشعبية تفصيله بالهوامش المناسبة لموقفها التفاوضي في "مشاكوس".
لا حرج على جون قرنق فيما فعل ..بل ربما رفع ذلك من ثقله في ميزان السياسة لأن القائد السياسي الحصيف هو من يحمل اهدافه بوعى وأمانة حتى يبلغها .. وقد حقق في متون ما تم الإتفاق عليه حتى الآن في "مشاكوس" غالب ما كان يرجوه وتبقى له القليل الذي يستثمر فيه البقية الباقية من سذاجة الملعب السياسي السوداني.

صدقوني .. ودون ادنى حرج .. نحتاج فعلا الى رجل في مثل هذه القدرات والتصميم ليكون في كابينة القيادة في السودان .. قرنق يستحق فعلا عن جدارة أن يكون في "القصر الجمهوري" .. وليس ذنبه لأن الآخرين لا يعرفون فن القيادة والسياسة ..!!