|
ود ابزهانة و قصة النص مليار دولار
|
قصة ود ابزهانة المشهورة في الأدب الشعبي السوداني تنطبق تماما على حال الحكومة السودانية هذه الأيام.
ود أبزهانة أشتهر بأنه كان يتناول طعامه في اللكوندة و يبيت في الجامع.( يعنى بصرف فلوسه على المظاهر والفارغة وما بيهتم بالاولويات.)
تذكرت قصة ود ابزهانة هذه عندما كنت أتحدث مع صديق عزيز في السودان أمس. كان يبدوا ساخطا على الحكومة بسبب صرفها البذخى والمتهور كما قال على مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة بالسودان.
صديقي هذا ليس له انتماء سياسي وعندما وقع انقلاب 1989 م قال لي: عارفهم جبهة بس خليهم يجربوا ما الناس كلها جربت فينا!!!!!
أمس قال لي انه علم ومن مصادر موثوقة أن الصرف على هذه القمة تجاوز نصف المليار دولار.
قلت له يا أخي قول كلام تانى.
قال لي أعطيك بعض التفاصيل و أنت على كيفك صدق أو لا تصدق:
العربات التي استوردت لتغطية مؤتمر القمة عددها 600 عربة منها 60 عربة توب كلاس مر سيدس أو بي إم دبليو وهى عربات مدرعة تبلغ كلفة الواحدة قريب لي مليون دولار. وباقي العربات للوفود منها منها الأودى و المرسيدس والبى إم كلاسات أقل باختصار كده العربات كلفت حوالي 100 مليون دولار.
نجى للفلل الرئاسية و تجهيزاتها وعددها أربعين جهزت بأحدث ما وصل له العالم في هذا المجال وكلفت الواحدة منهم حوالي مليون دولار.
ده غير السكن في الفنادق لوالى 5000 ألف شخص ولمدة 10 أيام في متوسط 200 دولار لليلة يعنى 10 مليون دولار.
ده غير تجديدات قاعة الصداقة والإصلاحات الكبيرة التي تمت بها وبأماكن أخرى في العاصمة الخرطوم ويقال أن تكلفتها تجاوزت ال100 مليون دولار.
الكيترنق ( catering) بالنسبة لخمسة ألف ضيف هذا غير السودانيين. يقال أن الشركة الفرنسية أعدت الوجبة الواحدة بمبلغ 40 دولار للفرد وعقدها قارب العشرين مليون دولار.
الصرف على الأمن والتأمين تجاوز ال 100 مليون دولار. المصاريف الأخرى من معدات وكمبيوترات وتجهيزات للصحفيين و كل الحاجات الما ظاهرة من شركات متخصصة في الدعاية والإعلان وما إلى ذلك والذي منه أعطيها 50 مليون دولار.
تعطيل دولاب العمل بالدولة لمدة ثلاثة أيام على الأقل 50 مليون دولار. وفى حاجات كتيرة نحن وانتم ما عارفنها. قروش إدفعت لفلان ولى علان عشان موضوع الرئاسة و الموضوع فشل في النهاية.
قال لي صديقي بي حسبتنا الششنة دي المبلغ وصل نص مليار بدون بند المؤلفة قلوبهم وأطلق ضحكة عالية قائلا بيكون الجماعة جيل أخدو كم؟ قلت له والله لا أدرى بحدوث شئ مثل هذا ولو فعل حدث تكون كارثة.
عموما خرجت من هذه المحادثة مقتنعا بأن ود ابزهانة( حكومة السودان) قد صرفت فعلا ما لا يقل عن نصف مليار دولار على هذه الاستضافة التي خرجت منا مولدها بلا حمص في النهاية.
نصف مليار كانت أولى بها بنود صرف كثيرة و أولها دارفور التي كانت سبب محاولة تولى الحكومة للرئاسة لمحاولة الالتفاف على هذه المشكلة. لو صرف هذا المبلغ على تنمية دارفور لاقتربت الحكومة من الحل و كبرت في نظر المجتمع الدولي دون الحاجة لرئاسة الاتحاد الأفريقي ولكن ماذا نفعل مع ود ابزهانة؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|