|
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) (Re: هشام المجمر)
|
الحكومة الديمقراطية الثانية (سر الختم الخليفة)
شكل سر الختم الخليفة الذي عمل معلما لفترة طويلة في الجنوب ما عرف بحكومة أكتوبر التي ضمت القوى الديمقراطية واليسار السوداني والنقابات، وكانت هذه أول حكومة وضعت مشكلة الحرب والسلام على رأس أولوياتها، وضمت الحكومة أيضا عضوين من الجنوب ولأول مرة يتبوأ جنوبي منصبا سياديا (وزارة الداخلية)، كما سعت الحكومة إلى السياسيين الجنوبيين في المنافي لكسب ثقتهم، ما أدى إلى تعاون القوة السياسية الجنوبية الأولى (اتحاد السودان الأفريقي الوطني/ سانو) مع حكومة أكتوبر. مؤتمر المائدة المستديرة 1965
استجابت القيادات الجنوبية لدعوة حكومة أكتوبر بالجلوس على طاولة المفاوضات، بعد أن أقر رئيس الوزراء سر الختم الخليفة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1964 بأن القوة ليست حلا لمشكلة الجنوب. فانعقد في مارس/ آذار 1965م مؤتمر المائدة المستديرة الذي ضم 18 ممثلا عن الأحزاب الشمالية و24 من السياسيين الجنوبيين بحضور مراقبين من غانا وكينيا وأوغندا ونيجيريا ومصر والجزائر. وكان ذلك المؤتمر أول محاولة سودانية جادة للبحث عن السلام. واتفقت هذه الأطراف على تقديم ثلاثة خيارات للمؤتمر تمثلت في الفدرالية والوحدة غير المشروطة مع الشمال والانفصال، وأبدى الجنوبيون رغبة في أن يكون البت في الخيارات الثلاثة عبر استفتاء عام، لكن الأحزاب الشمالية جميعها وقفت ضد تلك الرغبة، وأوضحت أن أقصى ما يمكن أن تمنحه للجنوب هو وضع خاص يشمل قيام مجلس تشريعي للإقليم ومجلس وزراء محدود تنحصر صلاحياته في أمور التعليم والصحة والزراعة. وبالطبع رفض الجنوبيون ذلك العرض وردوا بالمطالبة بالفدرالية. حكومات ائتلافية متعاقبة
بعد نهاية حكومة سر الختم الخليفة الانتقالية تشكلت حكومات ائتلافية تارة برئاسة محمد أحمد المحجوب وتارة أخرى برئاسة الصادق المهدي ، لم تر تلك الحكومات في المشكل الجنوبي أكثر مما رأى الفريق عبود، السيطرة على قلة من المتمردين والقضاء عليهم ومن ثم فتح الباب للسلام. وإن كان هذا التبسيط المخل بحقيقة المشكل يتفق مع عقلية العسكريين في نظام عبود، إلا أن ما يدعو للدهشة أن تتبنى نفس التوجه حكومة ديمقراطية على رأسها سياسي محنك وقانوني هو المحجوب، وكانت النتيجة تصاعد العمليات العسكرية والتجاوزات وارتكبت المجازر من قبل هذه الحكومات المنتخبة بما فاق ما ارتكبه نظام عبود العسكري من عنف. دستور عام 1968م الإسلامي وأثره: حكومات الائتلاف بين الحزبين الكبيرين الاتحادي والأمة لم تول اهتماما لقضايا السلام وإيقاف الحرب بقدر اهتمامها بالصراع على كراسي الحكم بين الحزبين. وقد دفع هذا الصراع أطرافه للاستعانة بالإخوان المسلمين القوة الناهضة آنذاك، التي كانت تطالب بالشريعة الإسلامية والدستور الإسلامي، ولكسب ودهم والاستقواء بهم في مواجهة الآخر انعقدت سوق مزايدة حول الدستور الإسلامي انتقلت إلى أروقة البرلمان وهناك نشب سجال بين دعاة الدستور الإسلامي والنواب الجنوبيين المنادين بالعلمانية. المناداة بالدستور الإسلامي كان من أدوات الصراع التي حاولت بها القوى الحاكمة القضاء على المعارضة اليسارية وتحجيم الرفض الجنوبي. هذه القوى التقليدية تناست مشكلة السودان الأولى الحرب في الجنوب ووجهت الضربة القاضية لتوصيات مؤتمر المائدة المستديرة، ما أدى إلى توتر سياسي واحتقان في الجنوب هيأ الأوضاع لاستيلاء الجيش على السلطة في مايو/ أيار 1969م ما عرف بانقلاب جعفر محمد النميري.
(يتبع)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 00:35 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 00:54 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 01:12 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | صلاح الدين عبدالله محمد | 08-08-05, 01:36 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | قرشـــو | 08-08-05, 01:52 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 02:22 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 03:15 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 05:28 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 07:13 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | محمد عكاشة | 08-08-05, 09:39 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 11:09 AM |
|
|
|