|
بهدوء......للانفصاليين فقط (1)
|
ينقسم هذا البوست إلى قسمين : القسم الأول يحتوى على مادة تاريخية راينا أنها ضرورية للخوض فى الجزء الثانى و الذى يتحدث عن مخاطر ومترتبات فصل جنوب السودان.
القسم الأول
تمهيد
الدعوة لانفصال الجنوب عن الشمال كانت تاريخيا مستنكرة من الشماليين وحتى من قسم من الإخوة الجنوبيين وقد ورد خيار الانفصال للمرة الأولى في مؤتمر المائدة المستديرة في مارس 1965 ضمن الخيارات الثلاث المطروحة للمؤتمر. إلا أن الدعوة للانفصال زادت حدتها وسط الأخوة الجنوبيين مع تخبط الحكومات المستمر في شمال السودان وارتكابها للعديد من الأخطاء و نقضها للعديد من العهود. و دعونا لكي تعم الفائدة نقدم عرضا تاريخيا للأحداث المهمة حتى توقيع اتفاقية السلام الأخيرة بنيفاشا.
(تنبيه: المقدمة مأخوذة بتصرف من مقال بقلم السيد/ يونان لبيب رزق أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، ورئيس مركز الدراسات التاريخية بالأهرام ورد بجريدة المعرفة الإلكترونية و العرض مأخوذ من مقال للسيد معاوية الزبير عن موقف الحكومات السودانية المتعاقبة رأيت إيراده بكامله لأنه مختصر ومفيد-نفس المصدر)
مقدمة
المعروف أن بريطانيا اتبعت سياسات خاطئة في خصوص العلاقة بين شمال السودان و جنوبه لأسباب تخص رؤيتها للمستقبل الجيوبولتيكى للمنطقة. أثناء الحرب العالمية الثانية وبعد إنشاء المجلس الاستشاري لشمال السودان اقتنعت بريطانيا بعد التخلف الذي ساد الجنوب بسبب سياستها هناك بأن العوامل الجغرافية والاقتصادية تحتم وحدة الشمال مع الجنوب كي يستطيع الجنوبيون الاعتماد على أنفسهم ويكونوا أندادا متساوين اجتماعيا واقتصاديا مع شركائهم وزملائهم من الشماليين. عقد اتفاقية فبراير/ شباط 1953 بين مصر وبريطانيا لتقرير مصير السودانيين والتي ترتب عليها نتائج عكسية على الجنوب، كان منها غضب الجنوبيين من أنه لم يسع أحد من المتفاوضين لمعرفة آرائهم، ثم ما جرى في الانتخابات التي أعقبت المعاهدة من إسراف للوعود التي قطعت لهم سواء من جانب الأحزاب الشمالية أو من جانب المصريين، وهي الوعود التي لم يتحقق منها شيء. ووصلت الشكوك إلى ذروتها عندما بدأ الشماليون عام 1955 في إعادة تنظيم القوات العسكرية وتقرر نقل بعض مجموعات الفرقة الاستوائية إلى الشمال، الأمر الذي انتهى بتمرد هؤلاء، وهو التمرد الذي كان بداية لتفجر مشكلة الجنوب ثم تحولها بعد ذلك وتحت الحكم العسكري الذي حكم السودان منذ عام 1958 إلى ثورة واسعة، وكانت بمثابة الحصاد المر للسياسة الاستعمارية في جنوب السودان.
"الحكومة الوطنية الأولى (إسماعيل الأزهري)
عندما استقر رأي زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي إسماعيل الأزهري على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان -بعدما كان داعية للاتحاد مع مصر- سعى إلى ضمان أصوات النواب الجنوبيين وموافقتهم على خطوته مقابل قبوله للمطالب الجنوبية. أعلن الأزهري الاستقلال في يناير/ كانون الثاني 1956م وشكل حكومته الأولى التي سرعان ما تناست وعودها للجنوبيين، خاصة في ما عرف بسودنة الوظائف، إذ لم تمنح الجنوبيين سوى ست وظائف من مجموع 800 وظيفة، ما أدى إلى استياء واسع وسط الجنوبيين وإلى جانب أسباب أخرى أدى ذلك في النهاية إلى اندلاع العنف وبداية التمرد في الجنوب. تراجع الأزهري عن وعده لمصر بالاتحاد ألب عليه القوى المؤيدة لمصر الذين عملوا على إسقاط حكمه، وقد وافق ذلك سعي النواب الجنوبيين الذين تحركوا في ذات الاتجاه، ما أدى لسقوط حكومة الأزهري وتشكيل حكومة من المعارضة بقيادة حزب الأمة الذي تولى سكرتيره العام عبد الله خليل الحكم مشكلا الوزارة الثانية بدعم من الإمام عبد الرحمن المهدي زعيم الأنصار. أدى تفاقم التمرد في الجنوب والضغط الداخلي من الأحزاب الاتحادية بقيادة الأزهري الساعية لاسترداد سلطتها إلى زعزعة الحكم ومن ثم قيام عبد الله خليل رئيس الوزراء بتسليم الحكم إلى القائد العام للجيش الفريق إبراهيم عبود، وكانت هذه بداية تدخل الجيش في السياسة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 00:35 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 00:54 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 01:12 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | صلاح الدين عبدالله محمد | 08-08-05, 01:36 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | قرشـــو | 08-08-05, 01:52 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 02:22 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 03:15 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 05:28 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 07:13 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | محمد عكاشة | 08-08-05, 09:39 AM |
Re: بهدوء......للانفصاليين فقط (1) | هشام المجمر | 08-08-05, 11:09 AM |
|
|
|