السخرة/ الطائفية: حرية الاختيار في الثقافة السودانية والفكر اليساري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 04:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسن ابو السارة(AbuSarah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2003, 01:59 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السخرة/ الطائفية: حرية الاختيار في الثقافة السودانية والفكر اليساري (Re: AbuSarah)

    الحلقة الثانية:
    فكرنا وثقافتنا في السودان هي ثقافة افريقية- إسلامية قوامها روح الجماعية والتكافل أي روح ( النفير) ، والذي لا يعرف " الفزع ) أو " النفير " " النجدة ) لا يعرف معنى الجماعية في الفكر الثقافة والعادات الاجتماعية السودانية،،، هذه المعاني تبدو أكثر وضحا في ذهنية أبناء الريف السوداني القادمون من مجتمعات قروية أو رعوية - زراعية...لأنهم يفهمون كيف يهب أهل القرية في صورة جماعية لزرع أو حرث ارض مواطن بالقرية طلب مساعدتهم أو مد يد العون لزيادة مساحة زراعة ارض زعيم القبيلة أو شيخ القرية ، في حالة الأول قد يكون ليس لديه أولاد يعينونه في زراعة مساحة كبيرة من الأرض لذلك تهب القرية لمساعدته في " ضحوة " أو " سربة ".
    وفي حالة مساعدة شيخ القرية أو القبيلة وقد يكون مقتدرا ماليا ويملك الأبقار والأغنام ، ولكن شيخ القرية بحكم مسئوليته أمام الحكومة هو دافع الضريبة عن أفراد قريته ، وأحيانا وهذا هو الغالب موظف الضرائب يقدم كشفا لشيخ القرية بعدد أفراد قريته وعليه أن يدفع عنهم الضريبة بغض النظر عن فقر بعضهم أو غناه ، يملك أو لا يملك ، هذا الحال ليس مع عهد الجبهة الإسلامية فحسب بل منذ التركية والي اليوم ،، لا أقول هذا الحديث كقارئ لكتب الإدارة الصفراء ولكن كابن ريف معايش للواقع عن كثب وعلى الطبيعة.
    لذلك تهب القرية في موسم الخريف لإعطاء الشيخ ضحو ة أو ضحوتين حتى يتمكن من الدفع نيابة عن أصحاب العثرات الذين لا يقدرون على تسديد ضرائبهم أو أن يكفل أيتاما في القرية أو نساء عجزة ،،، والله هذا ما عايشته بنفسي ورأيت الشيخ حسن صالح شيخ قبيلة البديرية الدهمشية يفعله ومن بعده ابنه وحفيده اليوم... وهذا لا ينطبق قريتنا فحسب بل وجدته في كل قرية زرتها في الشرق أو الغرب أو حتى الشمالية أثناء زياراتي للدبة وموري لبعض أقاربنا هناك...
    فبحكم تجربتي أن نهض مليون لينين او ماركس أو اجتمع اليسار من أقاصي الأرض وأدناه لا يستطيعون أن يقنعوني ان اكذب ما رأت عيني وحملت يدي وان يقولوا لي إن حرث ارض الشيخ أو مساعدة ضعاف المزارعين في القرية هذا سخرة.... شاهدت شخصا بإمكانياته الذاتية في قريتنا لا يستطيع أن يزرع فدانا واحدا او " مخمس " وبمساعدة أهل القرية يستطيع أن يزرع 5-6 أفدنه او مخمسات ويفوق إنتاجه في الموسم إنتاج أفضل أهل القرية ماديا.
    توجد اليوم أمثلة حية أدعو شباب "البورد" بتنظيم رحلة جماعية إلى " زريبة " الشيخ البرعي في شرق الأبيض ليروا أكثر من عشر (10.000) مريد يدرسون القرآن والحديث ويذكرون الله وعندما يأتي الخريف يهبون على قلب رجل واحد لزراعة وحرث "القيزان" والوديان ليجمع ريعها ودخلها في بيت مال الزريبة التي يرعها الشيخ البرعي .... هل ترون في هذا سخرة....!!! أم أن هناك مضامين ومناهج ثقافية وتحليلية يمكن أن تطبق غير المنهج الذي ينطلق منه خفاف العقول ممن وقعوا في دائرة الاستلاب الثقافي من أبناء بلادنا.

    المنهج الذي أتحدث عنه في حرية الاختيار بالنسبة لأهل السودان مخالف ويختلف كليا عن تصور حرية الاختيار في العالم الغربي سواء كان ماديا- شيوعيا- أو رأسماليا بحتا.
    فالإنسان وفقا لثقافتنا السودانية الإفريقية الإسلامية هو كائن إرادي انتقائي حر وكونه أي الإنسان إراديا فهذا يعني انه مخيرا في ما يختار.. فهو مخير بين بدائل وفرص متاحة له يختار بدائله بكل وعي وإرادة دون وصاية أو أبوية أو إملاء من أي طرف أخر.. فسلوك الإنسان بهذا المفهوم هو ما يقوله المرء ويعمل بمقتضاه في محيط عمله المهني أو إطاره الاجتماعي الذي يتعاطى معه ويمنحه الحنان الاعتبار الاجتماعي.. فالإنسان تبعا لهذا المفهوم السوداني العرفي والديني والقيمي فهو مخلوق "رشيد" ينظر في كل مسألة بعقلانية وبصيرة و هذا مصدر وسر التكليف بالاستقامة " قال تعالي: يا أيها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين" هذه دليل الرشد – العقلانية – الاستقامة ...

    أن الذين يتحدثون عن " السخرة" والتكوينات الطائفية يجردون الذين قاموا بهذا الفعل في الماضي من أهليتهم المعتبرة شرعا وعقلا ورشدا وقانونا وهم الذين قال فيهم ربهم " و إنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار" فالإنسان السوداني أيا كان انتماؤه لأي من التنظيمات السودانية الأصيلة الثقافة يتمتع بالوعي والرشد والقدرة على الاختيار في ان يقف مع الحزب الفلاني أو يدعم الجماعة الفلانية و له الخلفية والمرجعية القيمية التي توجه سلوكه أيا كانت درجة تعليمه اتفقنا أو اختلفنا مع تلك المرجعية لا نملك إلا أن نحترمها ، فإنسان السودان ليس كما تقول النظرية الإدارية الغربية " بأنه حيوان مادي نهم ما أن تشبع له حاجة حتى تظهر حاجة أخرى" أي إنسان تحركه غرائزه الدنيا... في هذا السياق استميح القارئ عذرا لأحكي الفذلكة الواقعية التالية:
    " حكى لي احد الزملاء من أبناء ولاية جنوب دارفور انه في الفترة الانتقالية قبيل الانتخابات البرلمانية نشط في منطقتهم شباب من تنظيم الجبهة ، وكلما ذهبوا في مكان ليبشروا بفكر الترابي وحركته قال لهم أهلهم الكبار أن الترابي علماني .. فبلغ الغيظ بالجبهجية الصغار أي مبلغ .. فأوفدوا احدهم إلى الخرطوم مصرين على حضور الترابي شخصيا لتقديم ندوة جماهيرية ليقنع عامة الناس في المنطقة بأنه ليس علمانيا.... وجاء الترابي وفي اليوم المشهود تحدث ببلاغته الاستقطابية المشهودة عن الإسلام وحرصهم على الشريعة وغيره ... وعندما انتهت الندوة ذهب منظموا الندوة إلى احد المواطنين الذين نصفهم نحن المثقفون بالتقليدين أو الطائفيين ممن يعتقدون بان الترابي علماني وغيرها .... فقال له يا عم فلان ايش رأيك بعد ما سمعت كلام الترابي دا صدقت انه ما كافر و لا علماني ..... فأجاب " الرجل" نعم يا ولدي صدقنا انه الترابي ما كافر و لا علماني ، ولكنا نحن غير ود المهدي ما بنصادق احد فكبر الرجل وصرخ لن نصادق غير الصادق ..... أكلوا ثوركم وأدوا زولكم """ المثل المشهور..
    هذا الموقف يؤكد بان هذا الرجل الأمي الجاهل في نظر البعض ، قد يكون أميا كتابيا ، ولكنه يحمل من البصر والبصيرة جعله وبدون مكابرة أن يغير رأيه بان الترابي ليس علمانيا وليس كافرا وهذا موقف رشيد وعقلاني ، وفي ذات الوقت اتخذ قراره السياسي بأنه سوف يصوت لحزب الأمة و لا يتعاقد سياسيا إلا مع الصادق المهدي وفي هذا حرية إرادة واختيار لا نملك إلا أن نحترمها ...

    الحلقة القادمة " حرية الاختيار في الفكر اليساري - الشيوعي / أو الرأسمالي.

    أخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح
                  

العنوان الكاتب Date
السخرة/ الطائفية: حرية الاختيار في الثقافة السودانية والفكر اليساري AbuSarah06-15-03, 12:23 PM
  Re: السخرة/ الطائفية: حرية الاختيار في الثقافة السودانية والفكر اليساري AbuSarah06-15-03, 01:59 PM
  Re: السخرة/ الطائفية: حرية الاختيار في الثقافة السودانية والفكر اليساري omdurmani06-15-03, 08:41 PM
  Re: السخرة/ الطائفية: حرية الاختيار في الثقافة السودانية والفكر اليساري AbuSarah06-15-03, 08:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de