السودان الشمالي مظلوم علي حساب الجنوب

الاخ أساسي

الذي يطالب الان بأنفصال الجنوب هو الذي كان قبل عقد من الزمان ينادي بتحرير الجنوب والجهاد ونشر الاسلام والثقافة العربية، عند فشل هذا المشروع وفشل مشروعهم الحضاري ينادون الان بفصل الجنوب.
عندما تفشل الحكومات السودانية المتعاقبة عن خلق أرضية ثقة بين الشمال و الجنوب لقدرتهم النادرة في خرق المواثيق وعدم الالتزام بهاالملام دائما هم الجنويبن.
هؤلاء الانفصاليون الشماليون الجدد هم نفسهم دعاة الحهاد ونشر الاسلام ولو بالقوة في الجنوب، لذلك وصفهم بالعنصرية مبرر تماما لانهم لا يؤمنون بالسوودان المتعدد الثقافات، ووينظرون بالدونية لبقية الثقافات الغير عربية و اسلامية.
موقف الجبهة الاسلامية دائما كان ضد الحاول السلمية هذا هو نموذج من تاريخهم القريب:
هم الذين عارضوا محادثات كوكادام التي شاركت فيها كل الاحزاب السياسية 1986
هم الذين عارضوا أتفاقية الميرغني وقرن 1988.
هم الذين عارضوا مذكرة القوات المسلحة في فبراير 1989 التي طالبت فيها حكومة الصادق بالحل السلمي وتوسيع المشاركة في الحكم.
شكلت حكومة الوحدة الوطنية (التي شاركت فيها كل الاحزاب السياسية ماعدا الجبهة الاسلامية) في بداية عام 1989 وكان أحد أهم أهدافها أيجاد حل سلمي للحرب، و هناك أتفاق علي عقد أجتماع بين الحكومة والحركة يوم 4 يوليو 1989، الذي سبقه انقلاب الجبهة المشؤم السيناريو الذي تبعه يعرفه الجميع.

الاخ أساسي هذا هو التاريخ الذي لايريد أمثال الطيب مصطفي وحسين خوجلي (شيوعي نص نص) من الشباب أمثالك أن يعرفوه أو يدركوا علاقته المأساوية بالحاضر، الجبهة الاسلامية أختارت خيار الحرب رغم أنف كل أهل السودان لحل مشكلة لاتحل بواسطة الحرب، الان يتباكون علي الخسائر التي سببتها الحرب في الشمال.
الظلم علي الجنوبين والاثنيات الغير عربية أو غير مسلمة اقع في السودان لاينكره إلا مكابر ومنافق وعنصري، فدعك عن المفهوم ومايدور في الذهن الشمالي وفي الجلسات الخاصة التي تردد فيها كل ماهو عنصري بدون تانيب للضمير وشعور بالذنب، ودعك من النفي البيلوجي للرجل الاخر كما قال الاديب (أبكر أدم أسماعيل)، فكل هذا ليس ما نحن بصدده الان، ماهو عاجل معالحته هو شعور الجنوبي بانه مواطن من الدرجة الثانية في بلده هذا ناتج من قوانين الدولة، من توزيع الثروة، من الاحتكار السياسي، من أنعدام المناخ الديمقراطي، وأصرار الحكومة علي وهم أسمه الثوابت.

كوف

كأنك لم تسمع بديزمون توتو ونلسون مانديلا وشعب جنوب أفريقيا الذين قدموا للانسانية نموذجا جميلا في بناء مجتمع متسامح متعدد ثقافيا وعرقيا ودينيا، وكأنك لم تسمع بغاندي الذي كان يصوم بالايام الطويلة غضبا من المتطرفين من أهله الهندوس ودفاعا عن المسلمين، وكأنك لم تحلم كمارتن لوثر كينق أنه في يوم من الايام سيكون هنالك طفل اسود وطفل ابيض يعيشون في سلام وحب في مجتمع معافا من العنصرية، وحلمنا نحن سذج السودان يوما جميعا كونك متحمسا من الطراز الاول لهويتك العربية الاسلامية قد تقوم بتقديم اجمل هدية للثقافة العربية الاسلامية المعاصرة المأزومة بخلق مجتمع يؤمن بالتعددية وأحترام الثقافات المتعددة، ويؤمن بالحب والسلام في السودان، لكننا نصحو من حلمنا لنجدك تقدم نموذجا مخجلا وتشيد واقعا مؤلما راح ضحيته الابرياء، وتفشل فشلا ذريعا وعندها تنادي بالفصل والاقصاء أو الموت والدمار، بمنطق علي وعلي اعدائي.
يتسأل كوف حائرا عن ماهي أوجه الشبه بين الشماليين والجنوبيين؟ ونسي أننا نشبه بعضنا تماما لاننا بشرا أولا،وأن غالبية أهل السودان أفارقة كما الجنوبيين ثانيا، ولاننا لنا أرضا وتاريخ مشترك ثالثا، وأجمل مافي بلدنا هو التنوع والتباين الثقافي الذي في تقديري سيكون مصدر قوة وعظمة السودان، وحلمك بخلق دولة من المخلوقات المستنسخة فهي جنتك أنت التي يشاركك فيها القليل .
عندما تستنجد ببريطانيا والولايات المتحدة لدعم وجهة نظرك، عندي لك أخبار سيئة، فمنظومة أفكارك التي تخص الثقافات الاخري والاديان، بالمقارنة فانك تشابه فيها معظم مؤيدي التيارات اليمينية العنصرية في اروبا وامريكا ومنهم من ينظر بالدونية والاحتقار للدين الاسلامي والمسلمين كما تفعل أنت للجنوبين، ومنهم من ينادي بطرد الاجانب والثقافات الدخيلة، ومنهم من يطالب بفصل الاجناس عن بعضها البعض لانها لاتشبهم في شئ كما تنادي أنت في السودان الان، لحسن الحظ في أروبا أصحاب هذه الاراء هم في الهامش السياسي ومنبوذون ولايمثلون إلا نسبة ضئيلة من المجتمع،ولسوء الحظ في السودان أن أصحاب الاراء المتطرفة هم المسيطرون علي الوضع في السودان ومن هنا تأتي الخطورة.
أنا لا أري أن هذه المجتمعات نموذج خالد بدون أخفاقات ولذلك حديث أخر، لكن أوربا قد وعت درسها في التاريخ في مسألة العنصرية من خلال الحرب العالمية الثانية و أكبر أهانة يمكن أن توجهها لاي أنسان في هذه المجتمعات بأن تصفه بالعنصرية، لذلك خلق نظام التميز الايجابي في فرص العمل والتعليم كما هو الحال في أمريكا وبريطانيا،بتأسيس منظمات مدنية قوية مدعومة حكوميا لمراقبة مشاكل التميز العنصري في العمل ،في معاملة البوليس، في السكن.
أنت أيضا تشترك في وجهت نظرك الانفصالية هذه مع مجموعة من أبناء الجنوب لكن لاسباب مختلفة تماما يرون أنه لاجدوي من أستمرار وحدة السودان وهي مجموعة، ويأست من أمكانية خلق نظام جديد في السودان يضمن العدالة ,احترام الانسان و تري في الانفصال عن الشمال جنة الجنوب التي تحميها من نار الشمال الي عانت منها طوال هذه السنين، قد أجد مبرر لمنطقهم رغم أختلافي مع أستنتاجه النهائي.
لكن أنفصال مروجي الاشاعات والتخويف والترهيب، وطبول الحرب منطقه معوج وأستنتاجه النهائي أعوج منه.


الاخ أساسي

صحيح أن الحرب بدأت منذ الخمسينات في الجنوب وصحيح أن الادارة البريطانية ساهمت بسياستها وكل الانظمة السابقة بعد الاستقلال لها دور يشكل أ و اخر في تعمبق الازمة، ومنطقك ايضا يشير الي أن المسألة كلها حرب من أجل الحرب ولأن أعداء السودان يريدون تفتيت وحدة السودان لذلك يستخدمون الجنوبين لتحقيق هدفهم. وهذا منطق مختل درجت الانظمة السودانية الشمالية منذ الاستقلال في أستخدامه لانه منطق بسيط لايحتاج الي إثبات أو برهان وفعال في الشحن العاطفي، كما فسر جورج بوش للشعب الامريكي 11/سبتمبر قائلا "أنهم يكرهون أمريكا لانهم لا يحبون حرياتنا وديمقراطيتنا"، الاجابة في الحالتين هي الظلم لكن الظالم دائما يريد تفسيرا مخادع ليصدقه هو أولا ولتؤمن به الجماهير ثانيا.