لو تُرك امر الثورة، والتغيير في السودان في ايدي التيار العروبي المتمثل في البعث العربي، و القوميين، والناصريين، لا تحلموا بأيّ تغيير او حتي دولة..
هؤلاء مشروعهم لا يختلف عن مشروع الإنقاذ الإسلاموي عروبي، فهم يمثلون الوجه الآخر لذات العملة الرديئة..
ما تفوه به وزير إعلام الثورة للأسف هو خطاب يمثل تيار، وليس دولة محترمة، تُقاس فيها الإمور بموازين السياسة، والمصالح..
نحتاج لثورة لنخرج من براثن التيارات التي اقعدتنا عن ركب الامم، وهي للأسف صناعة مخابرات دول في ذاتها متخلفة، و غارقة في الجهل، والديكتاتوريات، و الانظمة الشمولية..
يحزنني ان تتبنى نُخب تدعي العلم، والتنوير لهذا المسخ الذي لا يمت لثقافتنا، او مجتمعنا بصلة، وفي ذات الوقت يتصدرون امر الثورة، والتغيير بوضع اليد..
للأسف لو لم تتبنى اجيال الثورة، والشعب السوداني خطة للتخلص من هذا المرض، فسنظل في الصراع بين من يريد ان يُدخلنا الجامع حسب فهمه الخاطئ للدين، و يتاجر به، ومن يريد ان يُخرجنا منه ليُدخلنا إلي الحانة العربية التي تعُج بكل ما هو سيئ وقبيح..
ما ذنبنا ان نظل في هذا الوضع المقرف؟
إلي متي ستنتهي هذه الصورة المشوهة المفروضة علي الشعب السوداني رغماً عن إرادته؟
هل سنتحرر من هذه التيارات التي لا سند شعبي خلفها سوى انها تجيد الخُبث في الخطاب، وتتبني النهج الشعبوي في إدارة امر السياسة؟
خليل محمد سليمان
العنوان
الكاتب
Date
السودان بين الجامع والحانات العربية.. بقلم خليل محمد سليمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة