بعد انتصار امريكا في الحرب العالمية الثانية فرضت على اوروبا الدولار كغطاء بديل عن الذهب...وأخذت امريكا تسيطر على أوروبا عن طريقة الطباعة الاعتباطية للدولار (رب رب رب رب) ، أوروبا استيقظت وطالبت أمريكا بالذهب..أمريكا دقت الطناش ، وحتى لا ينهار الدولار سعى نيكسون إلى السعودية حيث اتفقت امريكا والسعودية على عدم بيع البترول الا بعملة الدولار فظهر التحالف البترودولاري ونجا الدولار الأمريكي.
عندما لا يكون هناك قيمة مساوية تغطي العملة فأنت إذن لا تحمل نقوداً بل مجرد ورق ملون. فلنعد إلى جنيهنا... كم عدد احتياطي السودان من العملة النقدية. بحسب صندوق النقد كانت قيمة الاحتياطي عام ٢٠١٥ لا تتجاوز ١٧٤ مليون دولار. أما اليوم فالواضع ان خزينة حكومة السودان من الدولار تكاد تكون صفرية. قد يعتقد البعض ان قيمة الدولار اليوم مائة جنيه سوداني... لو كنت تعتقد ذلك فأنت واهم. إذا كانت اهم وظيفة للنقود هي تسهيل تداول السلع فلابد ان تكون قيمة العملة حقيقية. نتيجة طباعة العملة بشكل اعتباطي أصبح هناك الان عدد جنيهات سوداني يبلغ ..... خذ حقنة الانسلوين وحبة الضغط قبل ان تسمع... الكتلة النقدية الان اربعمائة ترليون جنيه...اي واحد امامه إثنى عشر صفرا (١٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠) فلنفترض أن احتياطي السودان من العملة الحرة هو نفسه ما كان عليه عام ٢٠١٥ اي مائة وأربعة وسبعين مليون دولار... فهذا يعني أن القيمة الحقيقية للدولار اليوم: اثنان مليون وثلاثمائة الف جنيه.(إثنان مليار بالقديم).. بمعنى.. انك اليوم لو اشتريت قطعة أرض بستة مليار فالواقع انت اشتريتها بثلاث دولار... واذا بعث منزلك بأربعة وعشرين مليار فأنت إذا تبيعه بستة دولارات... ولكن السؤال: أين يذهب كل ذلك الفارق المهول بين القيمة الحقيقية والقيمة المزيفة... إن هذا الفارق يغيب داخل التبادل الداخلي للسلع. لكن لو توقف التبادل فسيفاجأ الشعب بأن الورق الملون الذي بداخل جيبه لا يساوي أحباره السرية. ماذا تفعل إذاً أيها المواطن: الحل واحد.. الحل في البل اذهب للحكومة وطالبها بأن تعطك سلعة حقيقية بدلا عن الجنيه الذي بيدك ولو كانت جبنة مثلثات (لافاش كيري)... والحكومة ستعجز عن منحك ولو قطعة مثلثة واحدة بل ولا حتى قرمة. والحكومة لا تملك بترول لتربطه بالجنيه كما فعلت أمريكا وإنما لديها فقط القوة الجبرية التي تفرض بها على المواطن أن يتعامل بالورق الملون..(هو الآن أصبح بلون واحد بدرجات مختلفة فقط كالفرق بين الابتسامة والابتسامة الصفراء..)... مهما حاولت التفكير في ايجاد حل لهذه المعضلة فلن تجد لها حلاّ...إن وزير المالية هذا ربما يجد حلا إذا كان بامكان بقرة الهندوس المقدسة أن تخلق الكون من العدم. والحكومة تكذب وتطبع وتكذب...(رب رب رب) التي ضحك الناس منها وهم يضحكون على أنفسهم وخيبتهم في الواقع..هذا هو نفسه ما يحدث الآن... طباعة واستمرار في الطباعة... أنصحك يا مواطن.. لو كنت تمتلك جنيهاً واحداً فاشتري به تسالي(حب البطيخ) وخزنه لليوم الأسود...ولكن...هل ستقبل بائعة التسالي ببيع كنزها هذا لو كانت تعرف الحقيقة؟ أشك في ذلك..
احصل على Outlook for Android
01-24-2020, 10:05 AM
عمر عيسى محمد أحمد عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
أعطى الوالد مبلغ 2 ألف جنيه سوداني ( وهو ما يعادل 2 مليون جنيه سوداني قبل سنوات قليلة ) لأبنته لزوم شراء فستان حديث يجاري الزمن والموضة .. ولكن رفضت الابنة أن تستلم المبلغ بحجة ان ذلك المبلغ لا يستحق المجازفة والمساومة به أمام صاحب المحلات الفاخرة .. والذي سوف يضحك على ضحالة عقلها وقلة وزنها بين الزبائن !! .. فقال لها الأب : ( في الخمسينات من القرن الماضي تم عرض عمارة شاهقة كاملة بطوابقها في قلب الخرطوم بمبلغ 1 ألف جنيه سوداني .. وقد مثل ذلك المقدار الألف جنيه في حينه حديث المدينة والمجتمع السوداني .. وتداوله الناس لسنوات عديدة !!.. لأن ذلك المبلغ في حينه كان يمثل الرقم القياسي لقيمة عمارة في السودان منذ عهد التركية ،، واليوم ابنتي العزيزة ترفض أن تستلم ضعف ذلك المبلغ حتى تشتري لنفسها فستاناُ .. وتحتج قائلة أن ذلك المبلغ يعد مخجلاُ لشراء فستان لبنت من البنات !!!!!!!!!!! ) .. فيا عجباُ ويا عجباُ من أحوال الجنيه في السودان !!! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست