حين تهدأ الزوابع والرعود كالعادة في حالاتها النادرة تخرج الضباع من جحورها لتستعرض عضلاتها على الشعوب والملأ .. وتمارس ذلك النوع من المراسيم الصورية التفاخرية الباهتة .. وتلك الشعوب العربية والإسلامية والأفريقية تتعجب كثيراُ من أحوال وجدوى تلك التجمعات والمنظمات التي تدعي الأهمية .. حيث تلك هي منظمة الجامعة العربية ، وتلك هي منظمة الدول الأفريقية ،، وذاك هو مجلس التعاون لدول الخليج العربية ،، وتلك هي منظمة الدعوة الإسلامية .. مجرد مسميات تكتفي بالتواجد فوق وجه الأرض مظهراُ وصورةُ وليست لها تلك الآثار الفعالة في مصير الأمم .. ولم تكن لها تلك المواقف القوية في معالجة تلك الأحداث الكبرى في يوم من الأيام .. وبالمجمل فإن تلك المسميات قد فشلت فشلاُ كبيراُ في مهامها .. وقد أصبحت وبالاُ على شعوبها .. ولا تلبي إطلاقاُ متطلبات تأسيسها .. حيث لا تلبي طموحات الشعوب في دول الأعضاء فيها .. فهي كالعادة تفتقد الفعالية والأهمية عند الضرورة القصوى .. ومع مرور السنوات وتكرار الأحداث فإن تلك المنظمات قد خسرت المصداقية لدى الشعوب .. ودورها يتجلى فقط في تلك المظاهر البروتوكولية الفارغة وذلك في حالات ومراحل السلم النادرة .. حيث كالعادة تلك اللقاءات الشكلية ثم الإدانة والشجب .. ذلك الدور الباهت الفارغ الذي لا يليق إطلاقاُ بمكانة تلك التجمعات والمنظمات الدولية .. وقصة ( منظمة الجامعة العربية ) بالذات هي قصة لها الخصوصية في الخذلان .. حيث تلك الخلافات والانقسامات التي تواكب دائماُ مواقف واتجاهات الأعضاء فيها .. وهي تلك الخلافات السياسية البغيضة التي تختلف دائماُ مع مواثيق المنظمة .. ومن أسوأ المظاهر في تلك المنظمة أنها تتعامل في أجنداتها بشرعة الغاب .. حيث القوي هو من يحتل المكانة !.. وتلك الصورة أسقطت هيبة المنظمة في الحضيض .. ولا يلام الناس حين يسخرون من مواقف الجامعة العربية التي لا تملك مثقال ذرة من المصداقية .. وقد تكون تلك البائعة في أسواق النساء والحريم لديها الكلمة والمصداقية في قولها ولا تكون تلك المصداقية في أقوال وقرارات الجامعة العربية في يوم الأيام !.. فهي جامعة تجاري أهواء وسياسات دول الأعضاء فيها بطريقة مخجلة ومخذية للغاية .. وذلك بتطرف شديد دون مراعاة لأي شكل من أشكال الحياد .. وإذا قيل للشعوب العربية أن الجامعة العربية قد اجتمعت لمعالجة وبحث قضية من القضايا التي تهم الأمة العربية يسخر طفل الرياض في الدول العربية من تلك المهازل المتوقعة .. حيث كالعادة تلك الخلافات وعدم الاتفاق .. ثم التفرق دون قرارات تشرف الأمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست