الشعوب دائما مخدوعة وهي آخر من تعرف الحقيقة .. وعالم السياسة عالم يخالف المفاهيم الأخلاقية الموروثة .. والعجيب في الأمر أن الشعوب تصدق تلك المجريات في الساحات السياسية وتجاري الأحداث بمنتهى المصداقية والجدية !.. وتلك الخدع المتكررة تجري على الشعوب بمنتهى السهولة !.. وشعوب العالم تتسم بضعف الذاكرة ولا تتعظ إطلاقاُ بمجريات الأحداث السابقة !
يقال أن المرشد الأعلى ( الإيراني ) خاطب ( ترمب ) خلف الستار وقال له أن اللعبة بعد مقتل ( القاسمي ) أصبحت لا تطرب الساحة الإيرانية ولا ترضي ذلك الشعب الإيراني الغاضب الثائر .. فلابد من لعبة وخطوات أخرى مظهرية تخمد وتمتص غضب ذلك الشعب الإيراني الثائر الهائج ! .. وبالتالي فأنا سوف أوجه ضربات صاروخية مظهرية على القاعدة العسكرية الفلانية بالعراق في تمام الساعة كذا .. وعليك أن تحتاط من الأمر وأن تسحب جنودك من تلك القاعدة قبل الموعد المحدد .. وذلك في مقابل أتفاق جديد في العلاقة الأمريكية الإيرانية .. وفي نفس الوقت عليك أن تظهر نوعاُ من عدم الرضا والتأفف حتى تكتسب اللعبة مظهر الجدية لدى الشعوب في العالم .. فرد عليه ( ترمب ) قائلاُ : ( لقد اتفقنا إذن على اللعبة الجديدة وعلى الشروط الجديدة ) ،، وأنا سوف ألتزم وبالتالي سوف لن أجاري تلك الضربات بالمثل !! ) .. فكانت تلك التمثيلية الهزلية التي خدعت كل العالم !!.. والمضحك في الأمر أن أحداُ من الجنود الأمريكان لم يصاب بمجرد الخدش من جراء تلك الهجمة الصاروخية !! .. ولكنها كانت هجمة صاروخية كفيلة للغاية في إسكات وامتصاص غضب الشعب الإيراني .. ذلك الشعب المخدوع كعادة الشعوب الأخرى في العالم .. فنجده اليوم يردد بجدية بلهاء تلك الشائعات التي تقول أن الانتقام المزعوم لدم الشهيد ( القاسمي ) كان رهيباُ للغاية .. وكان انتقاماُ كبيراُ يليق بالفاجعة !.. وفي نفس الوقت نجد الأبواق الإعلامية توهم الشعب الإيراني بأن المئات والمئات من الجنود الأمريكان قد قتلوا في تلك الهجمة الصاروخية .. وتلك البراءة في الشعوب تحير العقول !!
الفاحصون المتعمقون في متاهات وأسرار السياسة يؤكدون أن مقتل ( القاسمي ) سوف يمثل أرضية راسخة لعلاقات جديدة ووطيدة وقوية بين أمريكا وإيران في مستقبل السنوات .. والساسة في إيران يرون أن تلك الحادثة قد أكسبتهم نوعاُ من التنازلات الأمريكية الجائرة !.. كما أنها مثلت فرجاُ كبيرا في العلاقة الأمريكية الإيرانية المتأزمة لسنوات طويلة .. وخاصة وهنالك إيحاءات أمريكية بدأت تردد بأنها تريد أن تخفف الضغوط على النظام الإيراني ,, وتخفف ذلك الحصار الاقتصادي .. وترمب يريد أن يدخل مع إيران في لقاءات توافقية شكلية فقط كما حدث سابقاُ مع كوريا الشمالية .. وذلك حتى يكتسب نوعاُ من الأرضية في الانتخابات الرئاسية المقبلة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست