حمدوك.. توهان وسط ركام التحديات بقلم د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 08:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2020, 01:18 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حمدوك.. توهان وسط ركام التحديات بقلم د. ياسر محجوب الحسين

    00:18 AM January, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة





    لعل الحكم الصادر في الخرطوم الأسبوع الماضي بالإعدام شنقًا على 29 من عناصر جهاز الأمن فى قضية قتل بشعة اهتزت لها البلاد في حق معلم وناشط سياسي، لا يعدو أن يكون ضوءا خافتا في نهاية نفق التحديات المعتم التي تحاصر الحكومة الانتقالية وتكاد تعصف بها عصفا.
    وهذه الجريمة وقعت إبان اندلاع احتجاجات ديسمبر من العام 2018 التي اطاحت بنظام الرئيس عمر البشير في نهاية المطاف، وتعجز الكلمات عن وصف بشاعتها وذكر تفاصيلها الُمخزية، إذ أن الأمر تعدى الضرب المبرح والتعذيب الوحشي. وليس من المقبول عقلا أن ينحصر الجُرم في المجموعة المحكوم عليها فحسب، فيعفى من مسؤوليتها قادة النظام السابق بأي حال من الأحوال، إذ أنها جرت وقائعها في معتقلات أحد الأجهزة الرسمية في الدولة. ولا يعقل أن يتم - على سبيل المثال - إعدام السائق الذي قاد السيارة التي أقلت الضحية والبواب الذي كان يقف على المبنى الذي عذب فيه القتيل دون أن يطول العقاب كذلك كبار المسؤولين مدنيين وعسكريين.
    وهناك من يرى أن القتيل لم يلتق قتلته في مناسبة اجتماعية وأن الذين اعتقلوه وعذبوه حتى الموت لم يكونوا على خلاف مالي معه أو نحو ذلك.
    بل خرج القتيل ثائرا على النظام بينما كان قتلته كجنود وضباط بجهاز الأمن يعتقدون بانهم يدافعون عن أمن البلاد كما يعتقدون خطأً أو ربما زين لهم من هم أعلى منهم مسؤولية.
    بيد أنهم كانوا ادوات فقط لنظام حاكم عجز عن تحقيق تطلعات ذلك المعلم المغدور ومعه ملايين من الشعب السوداني، نحو حكم رشيد عادل يوفر الحد الأدنى من العيش الكريم.
    واليوم ينتظر الناس من الحكومة الانتقالية الكثير لكن يبدو انتظارهم سيطول وسرعان ما يكتشفون أنهم استبدلوا طبقة سياسية فاشلة بأخرى فاشلة تحذو حذوها كوقع الحافر على الحافر، ليس هذا فحسب بل الدولة السودانية برمتها تغالب خطر الانهيار الذي تدل عليه مؤشرات جلية وواضحة؛ فالاقتصاد يتدهور بمعدل مخيف والعملة المحلية تتراجع أمام العملات الأجنبية بشكل كارثي. فضلا عن الانفلاتات الأمنية وتفاقم النزاعات القبلية في العديد من أنحاء البلاد. مع تزايد حالات الاقصاء السياسي والابعاد والعزل للعاملين في الخدمة المدنية من خارج منظومة الأحزاب الحاكمة وبروز خطاب الكراهية تجاه جميع مكونات الطيف الاسلامي.
    في غمرة التحديات التي تواجهها حكومة عبد الله حمدوك نسيت أن النظام السابق كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط في سبتمبر 2013 حينما قررت حكومته رفع الدعم عن السلع الأساسية فاشتعلت الخرطوم ومدن أخرى بمظاهرات ومواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وفق منظمة العفو الدولية، الأمر الذي أدى لتراجع سريع عن قرار رفع الدعم.
    واليوم تريد هذه الحكومة اختبار المختبر وتجريب المجرب والتفسير الوحيد لذلك أن كل الخيارات أمامها معدومة بسبب فشلها في طرح برنامج اصلاح اقتصادي جاد، ففي الأسبوع الماضي أجازت حكومة حمدوك موازنة العام 2020 التي تضمنت رفع الدعم لكن مرجعيتها السياسية ممثلة في تحالف قوى الحرية والتغيير أثنتها إلا أن البديل لم يطرح بعد.
    في ذات الوقت لوّح وزير المالية والاقتصاد بالاستقالة من منصبه حال عدم التوافق على سياسات الدفع المباشر بديلاً للدعم السلعي التي اقترحها في موازنة 2020، التي أرجئت بعد تدحل تحالف قوى الحرية ويرى الوزير أن الدول الناجحة تجاوزت الدعم السلعي إلى الدعم النقدي المباشر للمواطن.
    لا سبيل لحل الأزمة الاقتصادية بدون حل الإشكالات السياسية، التي من أهمها عدم الالتزام بمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وطغيان السلطة التنفيذية على باقي السلطتين القضائية والتشريعية وهو ما أدى إلى الإخلال بمبدأ الرقابة المتبادلة وكلها أمراض متوارثة من الأنظمة السابقة.
    ثم يأتي من بعد حل الاشكالات السياسية النظر في الإشكالات الاقتصادية على أن ترتكز على زيادة الإنتاج والإنتاجية وترشيد الإنفاق الحكومي، ومحاربة الفساد وإعادة هيكلة الجهاز المصرفي ووقف تعدد الرسوم والضرائب الأمر الذي أدى إلى فقدان ثقة المستثمر الأجنبي في الاقتصاد السوداني.
    إن الوضع المتأزم في البلاد يحتاج لقرارات قوية تغير النهج المتبع في إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية المتصاعدة ولا تكفي تصريحات رئيس الوزراء - الذي يبدو تائها - التي يغلب عليها التمني أكثر من الإرادة والعزم لمعالجة هذه الأوضاع. إن عدم الاستقرار السياسي سيفضي إلى تسريع معدل التراجع الاقتصادي وهروب الاستثمارات ليس الأجنبية فحسب بل حتى الاستثمارات الوطنية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de