بذلك كل يوم يتضأل الأمل في حدوث السلام المنشود تموت أجيال وتعقبها اخر بدون امل لحياة في وطن ضائع واهله غارقون في حب السلطة والجاه والمال حتى الثمالة. ويتفنن الساسة السودانيين من النخب في الاستهبال السياسي كوسيلة يتحقق بها أغراض خاصة ليست لصالح الوطن البتة وظلوا به يناورون يحاربون به الحق العام لتثبيت الباطل الخاص اجندة إقصاء الآخر عنوة وما انفكت تلك السياسات الظالمة من براثن التخلف والرجعية تفتق بوحدة البلاد واقعدت السودان في ذيل الأوطان المتخلفة الفقيرة الغير منتجة نتيجة لانتشار الحروب المضادة لتلك السياسات الظالمة في اطراف الوطن ويصبح السعي وراء تحقيق السلام حلم بعيد المنال إذ أن تلك الثلة من عديمي الوطنية دأبوا بخطط معمقة الإعاقة أي عملية سلام يمكن ان تحدث تحقق الامن والاستقرار لشعب السودان حتى ادى ذلك التعند إلى فصل الجنوب عن الشمال السوداني. وفي مفاوضات السلام التي تتأرجح في جوبا بين الحركة الشعبية شمال الجناح الرئيس بقيادة عبد العزيز الحلو ووفد الحكومة الانتقالية التي يقوده نائب رئيس المجلس السيادي فريق خلا حميدتي بخصوص عملية السلام في شهر ديسمبر ٢٠١٩م استخدم الوفد الحكومي بجلاء الاستهبال السياسي لترحيل موضوع علمانية الدولة أو تقرير المصير وهي مطالب للحركة الشعبية تحويلها إلى ما بعد المؤتمر الدستوري على الرغم من أن الخطوة الصحيحة للحفاظ على وحدة ما تبقى من وطن هو الموافقة على علمانية الدولة اختصارا لكل شيء ويتحقق السلام العادل ويشارك كل المواطنين في المؤتمر الدستوري ولكن وضح أن الطرف الحكومي غير راغب في تحقيق السلام ويسعى إلى عرقلة ذلك حتى يتسنى للنخب السياسية في المركز إعادة إنتاج نظام دولة احادية التوجه بصيغة جديدة حيث انه لا يوجد سبب موضوعي مقنع يؤدي إلى ترحيل مطالب السلام إلى ما بعد انعقاد المؤتمر الدستوري الذي بالتأكيد سيكون بمثابة سور الصين العظيم امام تحقيق أي سلام في السودان لأنه سيغلق الطريق أمام مستحقات السلام ومنعها بحجج واهية غير منطقية اللعب على وتيرة الدين والتدين ذريعة يتخذها تجار الدين لصالح مجموعات معينة وإبعاد المسلمين الآخرين زائد المسيحيين وهضم حقوقهم يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية ويمارس ضدهم باسم الدين كل الفظائع من الانتهاكات والإجرام السياسي . في الوقت الذي كان يتوقع الشعب السوداني وبعد ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م حدوث السلام حيث كان أحد أهم مطالب الثورة هو السلام لينعم الشعب بالأمن والاستقرار تضأل الامل في حدوث السلام العادل وذلك لعدم وجود الإرادة الصادقة لدي الوفد الحكومي هو قعد على ذات المرجيحة التفاوضية السابقة التي عطلت السلام لاكثر من ١٤ جولة وها هو الوفد الحكومي يتمرجح بين الخرطوم وجوبا في المرة الأولى عادوا إلى الخرطوم بحجة التشاور مع المسئولين لا ندري لو كان أولئك المسئولين من الحكومة الثورية أو أطراف المصالح الأجندة الخفية وفي المرة الثانية عادوا إلى الخرطوم وسمعنا بيانهم يرمي إلى انهم غير مفوضين على اكمال كل بنود التفاوض اهمها إعلان المبادي وما ورد فيها واهم ما فيها مطالبة الحركة الشعبية بضرورة علمانية الدولة للحفاظ على وحدة السودان أو حق تقرير المصير لكل من يريد وهذا البند ليس بجديد على طاولة المفاوضات وان كان غير واضح بهذه الصورة فيما مضي لكن حق تقرير المصير حاضر في المفاوضات كسقف تفاوضي منذ بداية الحرب في إقليم جبال النوبة في ٦/٦/٢٠١١م كبديل لإنهاء معاناة إنسان الهامش بعد إسقاط بند المنشورة الشعبية الوارد في اتفاقية السلام الشاملة بنفيفاشا في ٢٠٠٥م بفعل حكومة الكيزان . يبقي السؤال إذا كان وفد الحكومة الانتقالية وبأعلى تمثيل لها بقيادة فريق خلا حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة يدعي انه غير مخول لاقرار اهم البنود المحققة للسلام وهي علمانية الدولة أو تقرير المصير والوحدة الطوعية لماذا ذهبوا إلى التقاوض ؟؟ فما يجري من تماطل وتمرجح في عملية السلام هو استمرار النخب في الاستهبال السياسي لكسب الوقت وكنا لقد تحدثنا سابقا عن عدم إمكانية هذا الوفد الحكومي تحقيق السلام لأسباب واضحة وهي لايماننا بأن العسكر لا يمكن ان يحققوا سلاما مع ثوار هم حاربوهم لسنين طويلة كما ان استمرار فكرة السودان القديم معشعشة في امخاخهم وعدم الحياد لأنهم نفس الجنود الذين حملوا البنادق وقتلوا الشعب وكلهم من رحم النظام السابق ويحتفظ بالولاء له ويحملون نفس الأيديولوجية وانعدام الوطنية وتفضيل المصالح الخاصة ومن المفترض ان تكون مصالح الوطن فوق كل اعتبار إذا كانوا لقد حملوا السلاح لقتل الناس بحجة الدفاع عن الوطن فاجدى بهم الآن أن يكفروا عن ذنوبهم ويردوا للوطن حريته وللشعب كرامته. لا علاقة للدين بما يجري في السودان انما الفكر العنصري هو الذي يغذي مفهوم إقصاء الآخرين ولقد ادخل الدين في الصراع السياسي كعامل مساعد لتمرير اجندة العنصريين. والدليل أن كل المتصارعين في السودان غالبيتهم من المسلمين يبقى اخوانا المستعربين عنصريين وعاملين الدين فزاعة يحققوا به غاياتهم الخبيثة في الهيمنة والسيطرة على البلد كمجموعة لا تقبل القسمة فيه مع الآخرين في كافة أوجه الحياة. إذا لم يتحقق السلام في هذه الظروف الاستثنائية ستكون العواقب وخيمة على الوطن والخاسر الاكبر هو الشعب لأنه أكثر المتضررين من الحروب التي تنفق فيها أمواله وثروته ويقبع هو تحت خط الفقر والجوع والجهل والتخلف والمرض. إذا أصرت النخب في المركز على قيام دولة دينية او خلافة دينية او اي دولة ذي اي صبغة دينية وعدم الموافقة على الدولة العلمانية من الضروري عليهم الموافقة على حق تقرير المصير سلميا لأنه حق مشروع من حقوق الشعوب لكي يعيش كل السعوب في سلام وبدون سفك دماء وضحايا وان يتقسم السودان سلميا خير من أن يتقسم بالقوة الجبرية لأن الحروب لا كابح لها غير الموت ولن ينتصر فريق على آخر ولن يستقر محتل لأرض آخر ولن تهنىء الحياة لغزاي والنصر موعود بانفجار وتصبح الحياة جحيم. تحياتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة