|
Re: هكذا كانوا يفعلون ! بقلم زهير السراج (Re: زهير السراج)
|
( أصدرت توجيهات بعدم قبول أو تدوين أي بلاغ من اللجان الشعبية والشرطة الشعبية وشرطة أمن المجتمع وبالأخص ليلاً إلا بعد موافقة رئيس القسم شخصياً، توقفت هذه المهازل فورا ) .
الأخ الفاضل / زهيــــر الســـــــــراج التحيات لكم وللقراء الكرام
القصة الواردة في مقالكم هي قصة مؤثرة ومؤلمة للغاية في نفس الوقت .. والمعالجات التي قمت بها كانت صائبة مائة في المائة وعالية تستحق عليها الشكر والثناء والتقدير .. وسوف نفترض جدلاُ بأنك صادق في قصتك رغم أننا نشك في أن ذلك الوزير في وقته ( عبد الرحيم محمد حسين ) وكذلك المدير العام ( الفريق حسن أحمد صديق ) قد تصرفوا بذلك الأسلوب ( الأرعن ) دون أن تكون لديهم مبرراتهم .. وحين نقول ذلك نحن ننطلق من الحكمة العقلانية التي ترفض الأحكام على الأطراف في غياب إفاداتهم .. وقد علمتنا التجارب في هذا السودان بطريقة جازمة بعدم مجاراة الأقوال والعواطف بالفطرة السودانية المعهودة .
ولكن هنالك جوانب أخري تجبرنا الأحوال أن نقولها بمنتهى الصراحة .. في مرحلة من المراحل قد انفلتت الأمن في الأحياء السودانية بطريقة خطيرة للغاية .. وحينها استغاث الناس طالبين النجدة والحماية .. فكانت فكرة اللجان الشعبية بالأحياء .. وتلك اللجان كانت ومازالت مهمة للغاية في الحفاظ على نقاء الأحياء من ألوان الفساد والخمور والدعارة .. بجانب الشرطة الشعبية .. ذلك الجهاز الأمني الهام الذي قام ومازال يقوم بواجبات ضرورية للغاية في الأحياء .
الإنسان الذي يواكب قصتك من البداية للنهاية بطريقة حكيمة وعميقة يجد أن تلك الأطراف والجهات قد اجتهدت وكانت أهدافها نبيلة .. وهي حماية الأحياء من الفساد .. ولكنها قد أخطأت في أساليبها .. وذلك الخطأ في الأساليب رغم أن النوايا الحسنة السليمة لا يبرر إطلاقاُ التقليل من شأنها .. والشعب يعرف جيداُ أن تواجد تلك الجهات هامة للغاية في حماية الأحياء من الفساد والسرقات .. وليس من المقبول تقليل شأن تلك الجهات من مطلق المناوشات السياسية الكريهة .. وهو ذلك الشعب الذي يملك العقول في معرفة الصواب من الخطأ .
نقول ذلك القول لأن الألسن في هذه الأيام تتحدث عن تلك الفئات الشبابية التي تولت مهام اللجان الشعبية في الأحياء السودانية بعد الانتفاضة وهي تمارس نوعاُ من السلوكيات الغير أخلاقية والغير سوية .. قال أحدهم بالحرف الواحد ذهبت لمكتب اللجنة الشعبية ( سابقا ) بالحي لاستخراج ورقة تعريفية هامة .. وقد أزعجني ما رأبت من هؤلاء الشباب الذين يتواجدون في المكتب ويتولون المهام .. كانوا في وضع يتناولون فيه الخمور والمخدرات ويتداولون ألفاظ المجون والفواحش .. وحينها تمنيت لو عاد أفراد اللجان الشعبية من جديد .. حيث كان هؤلاء الشباب الأتقياء في سلوكياتهم وأخلاقياتهم .. وذلك الرجل يسترد قائلاُ : ( لعنة الله على انتفاضة وثورة مهدت الساحات لأمثال هؤلاء الفاسدين أخلاقاُ ومجوناُ ،، فهل كانت تلك الانتفاضة الثالثة بالسودان من أجل الفساد والانحلال ؟؟؟؟؟؟ ,, واللعنة ثم اللعنة على تلك الانتفاضة إذا كانت تلك هي أهدافها ومرامها !!!!!!!!!! ) .. انتهى بذلك كلام الرجل .
الأخ الفاضل زهير : الشعب السوداني يمر حالياُ بمنحنى خطير للغاية .. والحالة تقتضى نوعاُ من الحكمة والتعقل وعدم التسرع في إزالة أثار الماضي بحسناتها وسيئاتها .. وذلك لمجرد المناوشات السياسية .. فيجب على الأمة السودانية التمسك بالمكتسبات الفاضلة بشدة ويعض عليها بالنواجذ .. حتى ولو كانت تلك المكتسبات من قبل النظام البائد .. وفي نفس الوقت يجب عليها محاربة كل المظاهر والمفاسد التي كانت من النظام البائد .. ولا تجلبوا الويلات للشعب السوداني لمجرد الحروب والمناوشات السياسية .
وفي الختام لكم خالص التحيات
|
|
|
|
|
|