(في مناسبة مرور 55 عاماً على حل الحزب الشيوعي في 9 ديسمبر 1965) متى سمعت السيدين عبد العزير أدم الحلو وعبد الواحد نور يضعان العلمانية شرطاً للدولة السودانية المنتظرة عدت إلى وقائع الجلسة البرلمانية في الاثنين 15 نوفمبر 1965 التي قررت حل الحزب الشيوعي. وسألت نفسي: ألم يأت السيدان من الهامش متأخرين إلى هذا المطلب بعد أن قضى جيل آبائهم على "نوارة" العلمانية قضاء لم تقل بعده أحي يا العافية؟ ففي تلك الجلسة (رقم 20) تم عرض الاقتراح التالي للجمعية التأسيسية (الدورة الأولى): "إنه من رأي هذه الجمعية التأسيسية بالنسبة للأحداث التي جرت أخيراً في العاصمة والأقاليم، وبالنسبة لتجربة الحكم الديمقراطي في هذه البلاد وفقدانه للحماية اللازمة لنموه وتطوره، أن تكلف الحكومة للتقدم بمشروع قانون يحل بموجبه الحزب الشيوعي السوداني، ويحرم بموجبه قيام أية أحزاب شيوعية أو أحزاب أو منظمات تقوم مبادئها على الالحاد أو الاستهتار بمعتقدات الناس أو ممارسة الأساليب الدكتاتورية". وقدم الاقتراح: 1. السيد/ عبد الله الطيب جدو الدائرة 137 الفاشر الغربية. حزب أمة 2. السيد/ عبد الرحمن احمد عديل الدائرة 203 حمر الشرقية حزب أمة ؟. 3. السيد/ عبد القادر أوكير الدائرة 173 أروما. مؤتمر البجا 4. السيد/ محمد كرار كجر الدائرة 177 الاوليب. مؤتمر البجا 5. السيد/ مضوي محمد أحمد الدائرة 67 المسيد. اتحادي 6. السيد/ محمد يوسف محمد دوائر الخريجين. إسلامي وأجيز بأغلبية: 151 المؤيدون و12 والمعارضون 9 الممتنعون. ولم يعارض الاقتراح سوى الشيوعيون. وامتنعت طائفة من الاتحاديين. وقال الأب فيلب عباس غبوش من اتحاد جبال النوبة إنه سينسحب عند التصويب بعد القاء كلمة جمعت بين الاحتجاج للديمقراطية واستنكار الشيوعية. قال: قال السيد المسيح: أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر. نقف اليوم إجلالاً للرب العظيم الذي أعطانا الايمان. إنني أقف في جانب المعارضة ولكنني لست شيوعياً. إذا وقف جميع السودانيين صفاً واحداً فإن السودان لن ينهار، ولحققوا لهم ولغيرهم حياة أفضل. إن الامر أمر دين وهو أمر مهم ولكن ينبغي ألا نزج بالدين في السياسة وبالسياسة في الدين. ويجب الا توجه السياسة الضربات للديمقراطية لأنها مسؤولية كل انسان حر. إن الشعب السوداني خليط من الشعوب المتدينة وأخرى لا أقول إنها مُلحدة ولكنها أمية. وأود أن يحترم كل انسان مذهب الآخرين. إن الأمر الذي نحن بصدده الآن أمر مشين لأنه يطعن في الأنبياء وهم رُسل الله في الأرض، وأنني كزعيم ديني لا أقبل أن أقف في صف انسان يطعن في نبي. ان الذين صوتوا لانتخابي مواطنون إسلاميون وغيرهم، وأنا مسيحي استنكر وآسف على انتشار هذه الأفكار المضللة التي نحن في غنى عنها. وإذا ما طرح هذا الاقتراح للتصويت فإنني سأنسحب من الجلسة. لثوار الهامش حجة قائمة أن المركز هو المركز لو طالت عمامته. كلهم جلابة مندكرو إلخ. كلنا خطاؤون جِبلة فينا من لدن الزبير باشا أو أعيان أم درمان الذين ذاعت اساءتهم المعلومة للمرحوم علي عبد اللطيف في أوساطهم. فهل سيقبل ثزار الهامش منا، على هذه الحيثيات، تحميلهم مسؤولية إزهاق نوارة العلمانية في السودان بأيدي آبائهم من النواب الذين كانوا السهم الرامح في حل حزبنا؟ العلمانية تعيش انت.
العنوان
الكاتب
Date
ثوار الهامش: العلمانية تعيشو أنتو بقلم عبد الله علي إبراهيم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة