قال في إحدى القنوات الفضائية رئيس حزب اللصوص، المحلول، بولاية الخرطوم، التيييت انس عمر : "المؤتمر الوطني فكرة ليقظة امة، قادها جمال الدين الافغاني، والإمام محمد عبدو، و حسن البنا"
كنت اظنه في مثل هذا الظرف يقول.. يقظة امة قادها السلطان علي دينار، والإمام المهدي، وعثمان دقنة..
كلمات هذا الكوز التيييت توضح ان بلادنا ليست بخير، حيث صراع الهوية، الذي جعلنا نتبنى خطاب وافكار لا تمثل واقعنا، او وجدان الامم السودانية، في حالة إنفصام واضح..
اصبح السودان ارض لصراعات الافكار المستوردة، من اليسار إلي اليمين، في غياب الوجدان الذي يمثل الامة بشكل مخيف..
الامم الاصيلة دائماً ترتكز علي نقاط محورية، ذاتية في تشكيل وجدانها، يمكن ان تتأثر بمحيطها في حدود !!! دون الذوبان والتلاشي..
عندنا الصورة مشوهة بشكل كامل، حيث وقع السودان في مصيدة صراعات ما بعد الحرب العالمية الثانية العميقة، في طمس وإلغاء الهوية، ولا تزال ارضنا هي المسرح الوحيد المتبقي في العالم لهذا النوع من الصراع، ونتبناه ونقاتل بعضنا لأجله..
الأمم تتقدم من حولنا، واصبحت السياسة عندها بالمفهوم العصري هو صراع برامج، وتطور، من اجل رفاهية الإنسان..
الاصل عندنا يمثل نسخة مشوهة من صراع الحضارات، البائسة، من اليمين، إلي اليسار..
نتيجة هذا الصراع اصبح متجذر لعدم قيام دولة وطنية، ذات مؤسسات عميقة، مرتبطة بوجدان الامة، كقاعدة صلبة للإنطلاق..
في ثورة النهضة القادمة لهذه الامة نحتاج لدراسة، وتشريح دقيق، لهذه الظواهر، وكيفية حماية امتنا، وترسيخ مبادئنا، وإبراز هويتنا، بشكل حضاري، محترم بعيداً عن تبني صراع حضارات وافكار لا علاقة لنا بها..
لذلك يجب التركيز علي البحوث، والدراسات، الإجتماعية، ووضع خطة واضحة المعالم، للتحرر الوطني، لتنشئة الاجيال القادمة، بشكل صحيح، وصياغة تاريخ وحضارات الامم السودانية بشكل سليم..
واحدة من مهددات الامن القومي هي إهمال هذا الجانب، وما نحن فيه الآن يثبت هذه الفرضية..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست