بقلم/ علي تولي #إن قيل إنه تم حل الحزب المسمَّى زوراً بالمؤتمر الوطني، هذا الاسم الذي وصله بعد أن تبدل جلد حربائهم لألوان شتى، وما اضطرابهم في عدم الثبات على مبدأ اسم يجمعون عليه إلا لأنهم نزاَّعين إلى خيانة أنفسهم أولاً وخيانة منسوبيهم، وخيانة الشعب، بل ولخيانة أكبر تطال كل الشعوب. # إن قيل إنه تم حل حزب الشناعة والقبح في التعامل والسماجة المتعمدة في تمليك طباع منسوبيهم المنتفعين من مخطط التمكين، فلماذا يعلق هذا الحل بتوطئة تسمح له بالعودة لممارسة خبثه بعد عشر سنوات؟! فهو لا يحق أن يسمَّى حزباً فهو تنظيم إجرامي، أو مخطط تديره أفراد تستفيد من ورائه بذريعة التجديد في الدين وافتعال العداوة، وإيهام الناس بأن هناك عدواً يتربص بدينهم وخيراتهم وبأرواحهم، مما كان نتاجه اتاحة أرض السودان ميادين لتدريب وتفريخ التنظيمات الإرهابية؛ كما جعلت السودان معزولاً عن العالم وحرمانه من الفوائد المتبادلة بينه وبين الأمم. # إن قيل إنه تم حله ومصادرة ممتلكاته!! فهل كل ممتلكاته متاحة ميسوراً إرجاعُها وإعادتها، ويعلم كل سوداني أن ما بملكية أفراد هذه المؤسسة الإجرامية يساوي أضعاف ما يتوهمونه من دور المؤتمر الوطني وما ترونه من شركات ومؤسسات، تؤول للقوات العسكرية أو القوات الأمنية أو الشرطة أو المليشيات غير النظامية، وما يليها مجتمعة من منظمات نسوية وشبابية، وجمعيات مسجلة ووهمية؟ّ!. #إن قيل إنه تم حله!! ترى لماذا كل هذا التأخير وهذا المطال؟ّ! ومنذ أن تم جنوح قحت إلى سلم بئيس ينقص من مفعول الثورة كل يوم، والكل يرى التساهل مع البشير ورهطه، بل والشفقة التي انتابت نيابة وقضاء المؤتمر لمحاكمة البشير الذي ظل لثلاثين عاماً يرتكب الجريمة تلو الجريمة ليحاكم على حفنة أموال قيل إنها وجدت في بيته بقصر الضيافة، وكأنه بأهله وعشيرته أتى غريباً وافداً بريؤون مما اكتسبوا من أملاك الدولة وأموالها؟ إن السواد الأعظم من منتسبي هذا التنظيم الإجرامي والغون في المال العام على مستوى المركز والولايات ومستوى المعتمديات والمناطق، وجميعهم قد انتفع بهذا التأخير واستطاع أن يتصرف في ما بحوزته من الأموال والعقارات والصروح والشركات وما إلى ذلك. # وإن أتى هذا القرار بعد كل هذه الفترة!! فهناك ما يوازي هذا البطء في اتخاذ هذا القرار!! ولا يخفى أن ما كان يعرف بالمجلس العسكري بما يضم من بطانة من الضباط التي كانت تلتف حول البشير، نعلم جميعاً أنهم أشد حرصاً على أنفسهم من حرصهم على شرف وظيفتهم في أن يكونوا صالحين للوطن أو المواطن، بل يضربون بسهم بعيد، لم يرتد طرفهم إليهم بما هم فيه من إغواء الخليج، ومغازلة الدولارات مقابل الذهب والرجال، واللعب في ميادين المحاور، وبعد عامين سيمر على تاريخ دخول المستعمر التركي السودان مئتا عام، نأمل أن نكون أكثر اعتدادا باستقلالنا ووطنيتنا من أن نكون بؤرة أطماع في ذهبنا ورجالنا!! أي إن كان سبب استعمار السلطان محمد علي باشا للسودان هو العبيد والذهب، كما كان يشاع عنه بأن منطقة بني شنقول غنية بالذهب!! ما أشبه الليلة بالبارحة بأن ينهض من يسعى بين المجتمع بالترويع والاستغلال، كما كان يفعل الزبير باشا، ويتكرر الاتجار بالبشر!! وأن تنهب ثروات البلاد من مكنون آثار حضاراتنا القديمة، ويكون وطننا ساحة للنخاسة ومهانة الحكام والساسة!! # وإن أتى حل الجزب في هذا التوقيت!! هل امتلأت السجون في المركز والأقاليم بهؤلاء اللصوص والقتلة من لازالوا يتندرون ويتربصون بالثورة والثوار!! وقد نظَّموا المليشيات والكتائب لتعذيب وقتل وسحل الشعب السوداني!! وإن كانت هناك دعوى ضد الحزب بموجب استيلائه السلطة الذي نتمنى أن تكون العدالة سيدة الموقف باستقلاليتها التامة!! فهناك من الجرائم ما تندى لها الجباه حيث لم تعد تفارقنا مشاهد الملثمين والقناصة،، ولا يغيب عنا معسكرات النزوح التي تحكي أعوامها العجاف؟!! نريد قصاصاً وقضاء مستقلاً عادلاً لاستعادة الحق العام وأخذ كل ذي حق حقه…؟!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي تولي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست