في ساعة متأخرة . . تسلل اللصوص وسرقوا اللوحة من بيتنا القديم سرقوا الشمس والقمر وغطانا الغمام ورحل الحمام كان غماماً داكناً فأصبحنا في حيرة من أمرنا . . ! وتنفس الأطفال بصمت تنفسوا بخوف وتلتفوا حولهم حائرين أين الشمس والقمر . . ؟ إنسدت كل أبواب الأفق . . تمدد الظلام كالغمام وبكت القوافي وضاقت بالحزن الدورب وتوقف نبض الكلام وساد الصمت مشينا صامتين، مشينا جوعى، حفاة ، عراة . . مشينا مشردين لاجئين، بلا أوطان . . ! والسارق ظل مقيماً في بيتنا القديم وإنطوت أيام مات ضياؤها بين غابات الأبنوس والنخيل الطرقات ظل ينزف جرحها وتعالت سحب الدخان فوق ضلوع المدينة التي غاصت في بحر من الدماء ومات الحب على الطريق كما يموت الأشقياء . . ويدفن الشهداء بلا أكفان . . وعلى عتبات الخبز مات الكبرياء وإنتحر الوفاء ثلاثون عاما والنَّاس في وطني يبحثون عن مأوى وبقايا خبز يفك ريق الصباح وجرعة ماء تبل الحلق وحبة دواء تشد الحيل بحثوا عن بسمة تاهت خطاها كأحلام المساء آه يا وطني . . آه يا شعبي . . يا صخرة تحطمت فوقها أحلام الطغاة يا صهوة إستفاق حلمها قمر جديد كسر ظلمة الليل الطويل وفتح نافذة الحلم البعيد متوغلاً في المدى ينادي المطر خضرة ورذاذ منهمر نجمة وضاءة لينهض الوطن فوق الجراحات يعانق الذرى ويحيا الصغار ويكبرون ويشقون الدورب ويوقدون الشموع حملناك يا وطن وعياً وحلماً أخضر بطاقة خلاص من الجوع والفقر و الغربة والمنافي . . ! الطيب الزين قصيدة ألقيت في لقاء الجاليات السودانية في جامعة أكسفورد. السبت ٢٠١٩/١١/٢٣
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست