|
ردا على مداخلاتكم الأنيقة ، الأستاذ المحترم/ عمر عيسى محمد احمد (Re: عمر عيسى محمد أحمد)
|
تحايا متواصلة إليك أستاذ/ عمر في هذا الوطن الممتد من عمق افريقيا الى أواصل العرب وقمم الحضاراة والثقافات وأبها التجليات وندرة الطبيعة الانسانية السودانية التي تسع الكل ولا تفرق بين اي من أبناءها، هكذا تربينا في هذا الوطن بأننا ابناء ام واحدة وهي دولتنا الجميلة ، التى حاول من حاول تشويهها وزرع التفرقة العنصرية لكن رغم ذلك ثبتنا بمتانه حضارتنا وأصلنا الكريم ذاك العود المخضر الرطب الذي لم ييبس إلا في عقول الساسة ، برغم ذلك ثبتنا بدماثة أخلاقنا وعاداتنا وتربيتنا الكريمة. اذكرك أستاذ/عمر ، رغم تفضلك ، فأنا الضيف وأنتم اهل البيت هذا اولا ، وما دمنا نتكلم عن الوطن ، فلا يوجد ضيوف ، بل يحق لك ان تكتب ما تشاء ، ولي اي شخص ان يكتب ويطرح رؤاه بمايشاء -مادام لم يخالف آداب التخاطب العامه وحسن السلوك-. يحق لك ، يحق لي ، يحق لهم ، يحق لهن ، يحق لنا ، يحق لكل مواطن سوداني التعليق على اي مقال يكتب وينشر مادام النقاش عن الوطن ، فهو حق أصيل للجميع ، حق لا ينفرد به الساسة وان أدعوا الوطنية رغم تجردهم الكامل من الحس الوطني ، وهذا الجيش غير الوطني الذي يقتل ابناءه كأنهم اعداء ، فإني لا اخشى في قول الحق لومة لائم ، رغم ما قد يجلب علي ما لا يسر كما تفضلت وأسلفت الذكر ، لكن نحن لا نهاب الا وجه الله ، وماذا سيحدث أكثر من هذه الفوضوية غير الخلاقة البته ؟ تحليلك دقيق جدا ، لك معرفة حياتية رائعة جدا بالتحليل الانساني الوجداني ، الذي يقود الإنسان لاتخاذ قرارات عاطفية ، كما أوضحت بأن العواطف والانتماءات هي من تقود الفئات للدفاع عن بعض الشخوص ، وهذا ما جلب بؤس الشعب السوداني بحيث لا جدوى من ان يميل تحليلنا العاطفي لاتخاذ قرارات عامة جماعية مصيرية. تغيب العقول صناعة انقاذية بحته ، وللأسف استثمرها نخب قحت بما يخدم مصالحهم ونجحوا في ذلك نجاحا عاديا ليس باهرا ، بينما القوة الحقيقية هي تمليك الشعب الوقائع السياسية بمرها وحلوها وعدم تغيب وغسيل ادمغتنا التي كرمنا بها الله سبحانه وتعالى ، لكي نأخذ قرارات حقيقية نُحاسب عليها في دنيانا قبل اخرتنا ، ولقد حاسب الشعب جميعه على ذلك ودفعوا ثمنا عظيما جدا بانفصال جنوب سوداننا ، ومازلنا نمارس نفس أخطائنا والعجيب اننا نتوقع نتائج مختلفة ! تماما كما تفضلت ، ما يهمنا هو إخراج السودان من هذه الضائقة بغض النظر عن من هو القائد، لكننا نأمل ونسعى بأن تنجح سياسات حمدوك ، وهو شخص عملي جدا ، الخطأ خطأ ساسته الذين يتفاوضون نيابه عنه في الشق السياسي وهذا لا يعفيه من بعض الأخطاء الخاصة به. القرارات الشجاعة هي جوهر العملية السياسية الشعبية ، بينما المساومة هي اللغز الذي لا يستطيع العامة إدراكه ، كيف لحكومة مدنية ان تنجح وهي تعمل في ظل دولة شمولية ؟ إنه الانقلاب العسكري الانقاذي الثاني ، تم تجديد الوجوه فقط. الغرب مازالوا يضحكون علينا حتى الآن ، لأنهم يعلمون بان أسوأ طريقة لانتقال السلطة من جماعة الى اخرى عن طريق الثورة ، لان الأنظمة المُثار عليها لن تدعنا ننعم بكل ما كان يملكون من خيرات ، وسيجاهدون في تخريب كل شي حتى نندم على رحيلهم ، وان جماعات الضغط السياسي (اللوبي الرأسمالي) أيضا لن يرضوا بزوال فائدتهم التي كانت سنين وسنين في حجر نظامهم المُثار عليه من الشعب ، وايضا القوى الخارجية لن تدعنا ننعم بنظام ديموقراطي يخدم تطور وبنيان الشعب بما يُلبّي طموحاته ، والعسكر لن يرضوا بزوال سلطانهم التي كانت متفشية في كل أرجاء الدولة ، تحديات لا حصر لها ، تحديات تحتاج الى رجل نزيه ، انسان حقيقي به صفات "الانسانية" اي الرحمة والعدل وخوف الله وحبه لوطنه ولابناء وطنه المغلوبين على أمرهم ، شخص يراعي حق الضغيف قبل ان يرعي حق القوي والمتجبر ، يراعي حق الأرملة وحق الأم التي فقدت أعز ما تملك اي أبنها او ابنتها ، يراعي حق الفقير قبل أن يراعي مصالح الغني الذي يمرر سياسته رغم أنف الدولة ، شخص يضع قانون يسري على الجميع ، شخص يبني وطنه وليس بيته الخاص وحسابه الخاص ، "وان سألوك عن العدل قل مات عمر" ! والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، ولكم مني ولكل القراء عطر التحية والمحبة والإخاء في الانسانية وفي هذا الوطن الجميل رغم كل جروحه التي تزيّنه جمالا عام بعد عام يوسف نبيل فوزي
|
|
|
|
|
|