إستمعت لآخر لقاء للبرهان مع الجزيرة، فقارنته بما سبق من حديث لحميدتي، في معسكر قري، فوجدته الاسوأ وليته لم يتحدث..
ابدأ بما ذكره عن القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع..
هذا الامر لا يحتاج الي فذلكة او مراوغة سياسية..
يمكن ان تغيب بعض جوانبه علي الإخوة المدنيين، ولكن نحن كعسكريين نراقب ونرصد ونحلل بإحترافية.. " يعني ما بتعدي علينا"
عندما تقول بأن القوات المسلحة بخير انت تكذب، والدليل الوضع الشاذ الذي تعيشه البلاد الآن..
عندما تقول الدعم السريع جزء من القوات المسلحة وهو تحت قيادتها، انت تكذب ايضاٌ..
لو قلت الدعم السريع يعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة سأجد لك العذر بل سأحترم ما تقول..
الدعم السريع قيادته منفصلة، تأتي تعليماته وكل تفاصيله من اصغر تشكيل، الي اقدم قائد فيه، من حميدتي شخصياً، ولا يمكن لحميدتي ان يتخلى عن هذا الامر " لأنه لولا الدعم السريع كان إتشنق ضُحى كما قال"..
ميزانية الدعم السريع منفصلة تماماً، ولا علاقة لها بميزانية الجيش، لا في مرتبات الافراد، ولا في التسليح، من هنا يجب عليك إحترام جيشك، قبل الآخرين لأنهم يعلمون ذلك اكثر من غيرهم..
الآن اثق تماماً بأنك لا تمتلك الإرادة الكافية، لهيكلة القوات المسلحة، التي يمكن ان تكون كتلة صلبة تستوعب هذا الوضع الشاذ، وما اسهلها من خطوة ولكن!!!!
اعتقد انت وحميدتي رصيدكم في الشارع صفر، ما انتم عليه هو بحكم القوة، والامر الواقع، الذي فرضته قوى إقليمية معروفة، وللأسف إستجابت قوى التغيير لهذا الامر برغم عنفوان الثورة..
لديكم الفرصة لتقنعوا الشعب السوداني بأنكم مخلصين في نواياكم، وتبدأ هذه النية بإعادة هيكلة الجيش، الذي تتم فيه إذابة الدعم السريع داخل الجيش، وإعادة إنتشار القوات المسلحة تحت قيادة واحدة مهنية..
تعلم ان المخلوع البشير أُتيحت له عشرات الفرص، ليكون بطل قومي، ولكن كان اصغر واحقر من ان يرتقي لهامة هذا الشعب الكبير والكريم، فما هو إلا لص وضيع، طوت صفحات تاريخه المظلم ثورة عظيمة، رمت به في اقذر غُرف الزنازين التي اعدها لخصومه السياسيين..
اما حديثك عن مشاركة قوات سودانية في ليبيا، جانبه الصواب، الامم المتحدة ذكرت بشكل صريح وجود قوات تتبع لكم بشكل مباشر، ولم تسمي حركات الكفاح المسلح كما ذكرت، بإشارة فيها من الخبث، والتي تعتبر الآن في مفاوضات سلام مع حكومتك!!!
أما موضوع اسر الجنود السودانيين في داخل الاراضي السعودية، هو تصريح كارثي في حد ذاته، ومضلل، اعتقد لو كان كذلك فمن الاولى ان تعلن قوات الحوثي عن هذا الإنتصار، لطالما إستطاعت ان تأسر جنود في داخل العمق السعودي..
اما في شقه الآخر فهو ضربة كبيرة لجيش تحالفكم، الذي لم يستطيع حماية جنوده، في عمق دفاعاته، فمن الناحية العسكرية مسألة الاسر تعتبر اشد وقعاً من سقوط الصواريخ، او دانات المدفعية، خلف الخطوط..
الاكيد ان كل القوات السودانية تقاتل داخل اليمن بل في الخطوط الامامية..
اما عن مشاركة القوات السودانية وبقاءها في اليمن الإجابة كانت كارثية..
تبنيت سعادتك رؤية وقرار النظام البائد، في المشاركة، ونصرة الشرعية، التي هي قرار وتحالف إبن سلمان وإبن زايد..
كان عليك ان تحترم الثورة، التي قامت من اجل تصحصح كل هذه الأمور الشاذة، برغم ذلك نعي صعوبة سحب قوات مقاتلة في خطوط القتال الامامية، ولكن كان يجب ان يخضع هذا الامر إلي القرار السياسي، الذي يعتبر بالضرورة في النقيض من سياسات ورؤى وقرارات النظام البائد..
حديثك عن إستمرار القوات السودانية، والبقاء هناك حتي ينفضّ التحالف، او يحقق الشرعية، غير موفق ..ويقودنا للخلل الكبير في الوثيقة الدستورية، التي أُخفيت عن الشعب السوداني، وجاء بند العمل بالمعاهدات، والإتفاقيات الدولية، مفصلاً علي رغبة هذا الحلف، الذي لا ناقة لنا فيه ولا جمل، "لكنها إرادة الرز"..
نعلم ان اخطاء الوثيقة الدستورية كانت كارثية، ونبهنا لذلك مبكراً، إبتداءً بوضع الجيش، وقوى الامن، بعيداً عن السلطة التنفيذية، ثم لم تتحدث عن المعاهدات والاتفاقيات الدولية بشكل واضح حتي نضع حداً بيننا وبين اهواء ورغبات وقرارات النظام البائد..
في التاريخ لم نسمع يوماً بأن المملكة السعودية دعمت السودان ايام الإستقلال، او بعده، لا من قريب او بعيد..
في ذلك الزمان كانت عباءات حكام هذه البلاد ملطخة ببول البعير، فكيف بالله عليك يدعموا اول امة في القارة، ودول العالم الثالث، نالت إستقلالها ومارست الديمقراطية بشكل لا لبس فيه.. أمة اعلنت إستقلالها من داخل البرلمان، و دولتي "الرز" لا تعرفان كلمة برلمان حتي تاريخ كتابة هذه السطور..
اعذرني، حديثك لا يرقى لمستوى سيادة هذا البلد العظيم، عندما تحدثت بدعم يأتينا من دول رازحة في برك الجهل والتخلف إلي عصر قريب..
اما الامارات فكان تاريخ إنشاءها كدولة في الثاني من ديسمبر 1971 ..عليك قراءة التاريخ جيداً، و مراجعة امر سيادة هذا البلد الذي انت علي سدة حكمه..وأيّ إستقلال تقصد؟
اخيراً طالعت قبل ايام خبر بأن حمدوك إجتمع مع ابوبكر دمبلاب لهيكلة جهاز الامن، وفي حديث البرهان ان هذا الجهاز يتبع بشكل كامل للمجلس السيادي وهذا بنص الوثيقة الدستورية..
فبأي مدخل دخل حمدوك مع دمبلاب في هذا الامر؟
اعتقد هناك لعب علي الدقون، والامر فيه نوع من التخدير والمراوغة..
اجزم مثل هذا الهُراء سيدفع إلي ثورة أُخرى لا تبقي ولا تذر..
ارجو ان تستثمر ايّ فرصة من اجل بناء هذا البلد، لتضع لنفسك رصيد يمكن ان يفيدك ومن معك، وعليك بطاقم إستشاري بعيداً عن الجهل والعفوية والهبل، الذي قاد المخلوع إلي مزبلة التاريخ ومصيره الذي يستحقه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست