( السيد رئيس الوزراء المحترم حمدوك ، بأمانة إنت لافي في الفاضي.. ) ( هل فعلاً حمدوك ومستشاريه ( إن وجدوا ) يدركون ماذا تعني كلمة امن قومي بمعناها الشامل؟ ) .
الأخ الفاضل / خليل محمد سليمان التحيات لكم وللقراء الأفاضل
لقد شهد شاهد من أهلهم : أنت قد ذكرتنا بتلك القصة القديمة المشهورة عن كهنة ( فرعون ) .. الذين استطاعوا أن يوهموا فرعون بأنه محجوب عن الأعين لأنه ( رب مقدس ولا تراه أعين البشر ) .. فمشى فرعون بين الناس ( عرياناُ كما ولدته أمه وهو يتبختر ويعتقد أن أعين الناس لا تره !! ) .. حتى إذا مر بجماعة أشار طفل صغير بيده إلى فرعون وصاح قائلاُ : ( أنظروا إلى فرعون ذلك العريان !! ) .. وعند ذلك تملك الناس الشجاعة وصاحوا جميعاُ قائلين : ( عاش فرعون ذلك العريان !!! ) .
ونحن معظم أبناء الشعب السوداني نرى أن ذلك ( الحمدوك لافي في الفاضي ) كما تقول أنت .. ولكننا نخشى من القيل والقال .. ولن يتجرأ أحد بذلك القول قبل أن يعترف أهل ( كردفان ) مجبرين على الحال !.. حيث لا يتجرأ الآخرون بالقول حتى لا يقال عنهم أنهم هؤلاء ( أبناء النيل ) !.. وتلك النوايا الغير حسنة معروفة في البعض من أبناء الغرب .
وعزة الله فإن كل أبناء الشعب السوداني شرقا وغربا وشمالاُ وجنوباُ يضعون كل الآمال بعد الله سبحانه وتعالى في ذلك ( الحمدوك ) .. ويريدونه أن يأخذ كفايته من الوقت والشهور بالقدر الذي يمكنه من إخراج السودان من عنق الزجاج ومن تلك الضائقة والانهيار .. ولكن كما تقول أنت فإن خطوات ( حمدوك ) ليست بتلك السليمة الصحيحة .. بل هو يغرد خارج السرب منذ أن تولى الرئاسة .. والشعب السوداني يشاركك في تلك الصيحة بالصوت العالي ويقول معك : ( يا حمدوك عوووووووووك.. ) !!.. أنت حتى هذه اللحظات لم تستوعب المجريات التي كانت تجري في ساحات السودان لفترة ثلاثين عاماُ .. والذي يراقب حركاتك وسكناتك ( يا حمدوك ) يكتشف بأنك إنسان كنت خارج الأحداث السودانية كلياُ منذ فترة طويلة .. ولم تعش لحظة من اللحظات في تلك السنوات العجاف للإنقاذ ! .. بل كنت تعيش حياتك الخاصة بعيداُ عن مشاكل السودان .. ولا تعرف شيئاُ عن تلك المفاسد والأضرار التي أحدثها نظام الإنقاذ البائد في البلاد لثلاثين عاماُ .. والدلائل كلها تشير بأنه قد جاءك أحدهم يوماُ ثم طلب منك أن تكون رئيساُ للسودان !!.. وأنت قد قبلت بذلك العرض وكنت تجهل فداحة الأحوال .. وكان الأجدى بك أن تسأل الآخرين في الأول : ( ما بال ذلك البشير وجماعته ؟؟؟ .. وماذا فعلوا بكم يا شعب السودان ؟؟ ) .. ولكنك كالآخرين من أبناء السودان قلت في نفسك لقد دارت الدائرة لتكون لنا هذه المرة !!.. وذلك الظن يدخلك في إطار غير إطار طموحات الشباب الثوار .. لأنك لا تجاري إطلاقاُ تلك الطموحات العالية للشباب .. وأنت بالتمام والكمال تجهل المشاكل التي كانت قائمة بين الشعب وبين نظام البشير !! .. فيا عجباُ من فرعون يمشي عرياناُ بين الناس ويظن أنه لا يرى ولا يشاهد .. ويا عجباُ من شعب يرى المشهد ثم يسكت على مضض حتى يخاطر الآخرين !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة