[email protected] بهذا العنوان العريض يستطيع السودان من التخلص من فتنة العنصرية والجهوية والقبلية التي تنهش جسد البلاد في صمت وهي القاسم المشترك في جميع مشاكل الوطن من حروب وضغائن ويكفي ضياع جنوب البلاد بسبب احساس شعبه بالظلم والتهميش الثقافي حيث لم نشاهد اي عمل درامي قومي او حتي ادراج شخصيات من الجنوب لتكون جزاء من الدراما السودانية التي تعاني اصلا من الاهمال المقصود من النظام المقبور الذي كان يركز علي ادب وثقافة الحروب والعنف ويغفل عن اي عمل فني يدعم السلام الاجتماعي وفي النفس الوقت يعمل علي عكس الجانب السلبي من فخر واستعلاء مع تجاهل القيم الإنسانية النبيلة لدي القبائل الاخري
حاول النظام البائد استغلال الدين في تحقيق اهداف سياسية وقد كان السلام الاجتماعي في السودان ضحية لذلك العبث بتفريق الناس علي اسس قبلية وتفسير غير صحيح لقول الله تعالي
(انا خلقناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) صدق الله العظيم هي كلمة حق ارد بها تجار الدين باطل حتي تم تنفير الناس من الدين والدليل لهذا هجرة ابناء المناطق المهمشة الي دول الغرب الكافر في نظر المتطرفين ولم يهاجرون الي الدول العربية الا عبور ولم يسلمو كذلك من المضايقات علي طول الطريق الشاق
نعود الي موضوع العنصرية في السودان فنجد انها تنتشر بين جميع مكونات المجتمع السوداني في ظاهرة سلبية وهنا اشير الي انها ليس محصورة مابين عرق واخر بل تدخل حتي بين العرق الواحد نفسه بمعني توجد عنصرية وتميز داخل المكون الافريقي نفسه حيث تنظر بعض القبائل علي انها اعلي كعب من نظيراتها الاخري وكذلك نفس الشي ينطبق علي المكون العربي حيث تنظر بعض المجموعات الي الاخري علي انها الاكثر. شهامة والاوفر كرم وشجاعة وشرف وسيادة وفي الاغلب تكون المشاكل مابين الطرفين اشد واقوي حال حدوث اتفه مشكلة حينها يستنفر كل طرف انصاره
ولكن يمكن من خلال الثقافه وتحديد الفن والمسرح تقديم اعمال خالدة تزيل ما علق بالقلوب من ضغائن مع التركيز علي الاجيال الصاعدة فلا يوجد انسان خلق عنصري ولكن التربية هي التي تصنع منه شخص متطرف
لعذا يجب علي الدولة الجديدة الاهتمام بتنقيح المناهج التعليمية من الشوائب والتاكد من عدم وجود نصوص عنصرية والحرص علي تقديم مسرح مدرسي ينبز العرقيه والعنصرية فالمدرسه هي البوتقه التي تنصهر فيها كل الطبقات وقبل ذلك يجب اختيار كادر تعليمي قومي مع خضوع مؤسسة التعليم والتربية الي اشراف مباشر من ريئس الوزراء واختيار عناصر قومية ترفع تقارير شهرية لتراجع مع مجلس اعلي للتقويم
يلعب الاعلام دور كبير في ترسيخ الوحدة الوطنية بين الشعب لذلك يجب تقديم اعلام ايجابي من خلال تكثيف البرامج الثقافية خاصة الدينيه التي تحض علي التعايش السلمي بين الناس
واقامة فعاليات اعلامية في المدارس والجامعات والمعاهد ومواقع العمل لتعريف الناس عن اضرار العنصرية والتمييز بين المواطنيين وكيف ممكن ان تكون سبب في دمار البلد في الختام وليس اخر اقول ان السودان يحتاج الي موتمر سلام اجتماعي لمناقشة اسباب هذه الظاهرة الخفية التي يتجاهلها الكثير منا وان سياسة دفن الراس في الرمل لا تفيد بينما ظاهرة العنصرية والتميز تنهش جسد بلد لو اتحد لصار من اعظم البلدان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة