في ظل الارهاصات و الاشارات القوية بقرب حدوث تغييرات جذرية ينوي اجراءها اهل السلطان في حصتهم من الكيكة الحكومية و ايضا انصباء المتحاورين معهم و المتوالين و المتشاكسين’ و قرب تغييرات الولاة الصالح منهم و الطالح’ و في ظل هذا و ذاك تزداد حمى الاستقطاب و اشاعات الواتس اب و الفيس ’ لمن استطاع الي هذه الوسائط سبيلا, و غيرها من وسائط التواصل الاجتماعي و اصدار التكهنات ان فلانا مغادر و تلك اتية ’ و تزدهر تجارة القوائم المصطنعة و المنجورة من رؤؤس و اذهان فعل بها البوش و الدخان بكل الوانه الافاعيل. و كما ان ادمان الجميع و بدون فرز للسلطة ’ و التي هي اخطر من ادمان المخدرات و اشد فتكا و ضراوة’ تجعل الكثير من النافذين و الدستوريين و التنفيذيين و خصوصا الولاة يلجاون للتلميع بكافة الطرق و عمل المستطاع للبقاء في الكرسي الذي كنكشوا فيه و ذاقوا حلاوته و لم يصطلوا بناره و لو للحظة’ و يبدا مسلسل الانسلاخ و الانضمام و تكوين الاحزاب المخلقة وراثياً و غيرها من التجمعات و الحركات و الجهويات المنخنقة و النطيحة و ما اكل السبع و ما التفت عليه الشجرة التي تنبت في اصل الجحيم . و يبداء الامر بالاعلان عن الرغبة القوية و التاييد المطلق لبقاء السلطان الي يوم القيامة و التوقيع على العهود و المواثيق مع ثلة من اهل المصلحة ’ و عمل البراويز في يوم الزينة الذي لم و لن يخلفوه يوما! ثم ينطلق منادي الوالي ان سيزوركم كبيرنا يوم كذا في ساعة كذا’ و بعدها يتم عمل اللجان الخاصة بالزيارة المرتقبة و الفخيمة’ و تنشط اليات الوالي في تحصيل ( المعلوم) من المواطنين تارة لاجل ( النفيير) و اخرى لاجل( الفقير) و مرة اخرى و بصورة اشد من اجل ( الامير). و تتواصل الاتاوات و الجبايات من اجل اظهار (وجه) الولاية المشرق و عكس انجازاتها في عيون الاخرين’ و ايضاح مجهودات الوالي الهمام في النهوض بالولاية و انتشال مواطنها من وهدة البؤس و الجوع و نقص التنمية’ بعد ايهامهم انه قد بنيي لهم المستشفيات و مد لهم الطرق و ذلللها لهم حتى لا تعثر بغلة فيحاسبه الناس’ لا سمح الله’و ايضا كونه سقاهم شرابا طهورا حتى اضحت ولايته انهارا تجري و جنة لله في الارض’ و معجزة في التلاحم و الكرم و الدعم الشعبي و الالتفاف حول برنامج مولانا الوالي ’ على حد ما يصيحون بنا في غبوقنا و اصطباحنا. و لما كان مهما في زيارة كبير القوم’ ان يقوم بافتتاح بعض الاشياء و قص عدد من الاشرطة’ بمقص يحمله طفل او طفلة ساقه حظه العاثر ليتعلم اصول النفاق و فن الدغمسة في ارفع صوره’ و هنا يتم طلاء بعض المنشات القائمة منذ عقود و اطلاق اسماء جديدة عليها تتناسب مع ( المشروع الحضاري ) لدولة الوالي ’و يتم جمع بعض الاواني المنزلية و الاغراض الحياتية و نسميها معرضا للافتتاح الكبير’ و لا باس من تشغيل بعض المواسير الصدئة باعتبارها محطة للمياه و للتذكير ايضا بانه كم في بلادنا من مواسير! كما يتم سكب بعض الاسفلت على الردميات و اطلاق اسماء كذا مرحلة عليها’ ليفتتح الطريق الذي لم يكتمل ثلاث مرات في نفس الزيارة’ و نحن نقول لهم مبرووك ’ و لكنا لن نبرح الارض حتى يفتح الله لنا و هو (خير الفاتحين).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة