كثفت الاتصالات بين إسرائيل وحزب الأمة عشية الغزو الثلاثي (الإسرائيلي والفرنسي والبريطاني) لمصر. انضمت فرنسا وبريطانيا إلى إسرائيل في دعم وتطوير العلاقات مع حزب الأمة ضد مصر وضد الأطراف السودانية التي كانت تدعو إلى تحالف مع مصر. وفقًا لتقرير أرسله بالمون إلى وزيرة الخارجية جولدا مائير أخبر محمد أحمد عمر الإسرائيليين أن المهدي وحزب الأمة وكذلك أنصار طائفة الأنصار اعتبروا المصريين أعداء وأنهم سيكونون سعيد لرؤية ضعف قوة مصر وتراجع نفوذها.
ويضيف بالمون في التقرير أن هناك قوات سودانية تتنافس مع حزب الأمة. الأهم من ذلك هو طائفة الختمية وجناحها السياسي ، وحزب الشعب الذي يدعم مصر والناصرية بشدة ، وكذلك المجموعة الأزهرية والجنوبيين في البلاد. يذكر التقرير أن المجموعة الأزهرية والجنوبيون هم من الانتهازيين وقد ينضم معسكر مصر إلى أنصاره.
وغني عن القول إنه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية السودانية يواجه حزب الأمة خيارين. الأول هو أن الحزب يتجنب تمامًا اتخاذ موقف بشأن جميع القضايا المتعلقة بمصر من أجل تجنب استفزاز القاهرة لاتخاذ موقف عدائي صريح تجاه الحزب. يمكن لمثل هذا الإجراء أن يقود حزب الأمة إلى طريق يتلقى فيه معونة مالية متواضعة من مصر مما يزيد من النفوذ المصري في السودان. الخيار الثاني هو اتخاذ موقف واضح يعارض مصر والجامعة العربية. هذا سيزيد من الضغوط التي تواجه مصر وحلفائها من الدول العربية والاتحاد السوفيتي.
يشير التقرير إلى أن مصر تقدم دعما ماليا سخيا للأحزاب السودانية المعارضة لحزب الأمة. كانت توصية بالمون لمائير هي أن تقدم إسرائيل قروضًا لحزب الأمة بقيمة 100،000 دولار دون الحاجة إلى ضمان إضافي وقرض إضافي بقيمة 300،000 دولار أمريكي مباشرة إلى المهدي مقابل ضمانات في شكل سندات (أذونات أذنية). وأضاف بالمون أن فرنسا قد تقدم أيضًا دعماً مالياً لحزب الأمة نتيجة للعلاقات القائمة بين محمد أحمد عمر وباريس نتيجة لمبادرة إسرائيل ودعمها. في ختام تقريره طلب بالمون رد مائير في غضون أسبوع حتى يتمكن من تسليمه إلى محمد أحمد عمر
في 17 سبتمبر 1956 أرسل الدبلوماسي الإسرائيلي أوري لوبراني رسالة من القدس إلى إلياهو ساسون في ذلك الوقت سفير إسرائيل في روما يبلغه فيها بالقرارات التي اتخذتها إسرائيل فيما يتعلق بالسودان هذه كانت:
1. تقرر: الطلب من أفيا و كونيكوف في جنيف إمكانية إنشاء بنك زراعي في السودان ليوضع تحت تصرف مشاريعنا هناك
2. تقرر البحث في أوروبا والولايات المتحدة عن طرق لجمع الأموال لاستخدامها في المشروعات الاقتصادية في السودان
3. الاتصال بالفرنسيين لإشراكهم في المشاريع والأنشطة في السودان. تم إجراء محادثات مع جيلبرت الذي أبدى حماسة في هذه القضية ويسافر زيما ديبون إلى باريس لترتيب لقاء بين محمد أحمد عمر وجيلبرت.
4. تم الاتفاق مع Avia و Konikov على تقديم قرض للمهدي بقيمة 300،000 دولار أمريكي ، في مقابل سندات إذنية موقعة من المهدي لضمان سداد المبلغ. يتم دفع مبلغ 50.000 دولار أمريكي من هذا المبلغ إلى المهدي فورًا
5. اقترح وزير الدفاع ديفيد بن غوريون أن يسافر المدير العام لوزارة الزراعة الإسرائيلية حاييم جيفاتي فضلاً عن الدبلوماسي وعضو الكنيست إيهود أفرييل إلى أن يكون السودان على اطلاع على الأنشطة الإسرائيلية في السودان. لم يتضح بعد من سيسافر إلى السودان.
الهدف الإسرائيلي هو إرسال مبعوثين رفيعي المستوى إلى السودان لإضفاء الجدية المناسبة على التعاون بين إسرائيل والسودان وتطويره إلى مستوى عالٍ. وأضاف لوبراني في تقريره أن رئيس وزراء فرنسا ووزير خارجيته أبدوا اهتمامًا بقضية السودان وكلفوا كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية بتقديم مقترحات ملموسة لدعم حزب الأمة السوداني. على هذا الأساس ، قدمت وزارة الخارجية الفرنسية الاقتراحات التالية:
1. تقديم قرض إلى السودان بقيمة مليوني جنيه إسترليني
2. تقديم مساعدة مباشرة لحزب الأمة في الانتخابات البرلمانية القادمة من خلال توفير المطابع وتغطية السفر
3. إرسال مبعوث فرنسي خاص إلى الخرطوم تتمثل مهمته في شراء محصول القطن في مهدي ودفع ثمن القطن مقدما
4. الاتفاق الفرنسي من حيث المبدأ لمساعدة السودان في إنشاء سلاح الجو في شرط أن يتم الاتصال الرسمي بهذا الشأن بين الحكومتين الفرنسية والسودانية.
وأضاف أوري لوبراني أن محمد أحمد عمر بعد إكمال مهمته في باريس سيسافر إلى جنيف لاستكمال مع موشيه ساسون الاتفاق مع أفيا وكونيكوف https://wp.me/p1TBMj-rohttps://wp.me/p1TBMj-ro
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Tarig Anter
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست