اصدرت الجبهة الثورية السودانية بيانها الختامي لإجتماعاتها التى انتظمت منذ ٢٠ ديسمبر في مدينة العين السخنه بالقاهرة عاصمة الشقيقة جمهورية مصر العربية، وجاء البيان مثقلاً بالعديد من النقاط المهمة والتى تعبر عن مدى جدية الجبهة الثورية في المضي قدماً لتحقيق السلام الشامل والمستدام في السودان، وطى صفحات الحروب الى الأبد، حيث أكدت الجبهة الثورية في بيانها سعيها لشراكة في صنع وبناء السلام توحد شعبنا لبناء نظام جديد وأن تكون هذه الحروب آخر حرب في تاريخ بلادنا، كما اكدت الثورية إكمال مناقشة الجوانب الفنية لمنبر السلام والشراكة الإقليمية والدولية في صناعة السلام وتنفيذه في السودان. وهذا يعتبر من اجمل الاخبار السارة التى ينتظرها الملايين من السودانيين خاصة النازحين واللاجئين ومتضرري الحروب، كما يمثل انتصار للمبادئ الوطنية الخالصة ودعم كبير لاهداف الثورة في تنفيذ شعاراتها وإرادة الجماهير في تحقيق السلام وبناء سودان جديد خالى من الحروب، ايضا اشاد البيان الختامي للثورية بالإجراءات التي قامت بها الحكومة الانتقالية بإطلاق سراح المزيد من أسرى الحرب وإلغاء القرارات الجائرة للنظام السابق بحق قادة الجبهة الثورية ، وأكد الإستعداد للعمل المشترك مع السلطة الإنتقالية لتنفيذ كافة إجراءات بناء الثقة الواردة في الوثيقة الدستورية وكل ما نص عليه إعلان جوبا، كما قررت الجبهة الثورية إرسال وفد عالي المستوي للخرطوم لتعزيز الثقة ، وإعطاء أكبر قدر من المشاركة الجماهيرية والتفاعل مع الجماهير في عملية صنع السلام. ولعل حقيقة هذه النقاط تعتبر خطوه سبقت التوقعات عن كيفية سير وادارة هذا الملف نظرا للطريقة السابقة التى كان يعمل بها النظام البائد في التفاوض، وسوف نتوقع ان نشهد طريقة تفاوضية جديدة من نوعها وغير معقدة الحلول في كل نقاط التفاوض، خلاف تلك التقليدية المعقدة السابقة، كما ان قرار ارسال وفد عالى المستوى للخرطوم هو خطوة شجاعة وقرار موفقة لمزيدا من الثقة بين الاطراف، وينبقى ان يتحلى كل الاطراف بالموضوعية وان يتمتع الجميع بالحكمة والمرونه في طرح القضايا، وعليه اتمنى ان يحرص الرفاق في الجبهة الثورية و الحركات المسلحة الاخرى الغير منضوية في الجبهة الثورية على تقديم التنازلات بخلق فرص لادارة حوارات فيما بينهم من اجل الوصول الى تحقيق وحدة وصنع كتلة اندماجية تسهم بفاعلية في عملية تحقيق التغيير وبناء النظام الجديد، وعلى جميع السودانيات والسودانيين دعم هذا التفاوض بشكل كامل، لانه يمثل قضية وطنية يهم كل جماهير الشعب السوداني، وان السلام يعتبر العمود الفقري لعملية التغيير، كما يمثل احدى الركائز الرئيسية لبناء نظام جديد، وكلما كانت هذه الركيزة متماسكة وقوية حتما سوف نضمن سلامة بناء الوطن الجديد،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة