نعم كلهم خونة! ما هي الخيانة . . ؟ وما هو شكلها. . ؟ ونوعها . . ؟ ماذا يعني أن تخذل شعبك، وتخون تطلعاته، بل وتلحق به الضرر ، ستة عقود . . ؟ ماذا نسمي هذا النوع من الأفعال والتصرفات والمواقف ، في قاموس السياسة . . ؟ أطرح هذا السؤال وفي الذهن الكُلفة العالية التي دفعها الشعب السوداني من حياته، كم من الأرواح أزهقت، وكم من الدماء سفكت . . ؟ وكم من نفوس بريئة تعذبت . . ؟ كم من إمراة إنتحبت . . ؟ وكم من الآم والآحزان زرعت . . ؟ كم من إنسان فقد حلمه، وحقه في الأمن والإستقرار والتطور والتقدم . . ؟ إستطيع أن أقول بكل صدق أن كل الذين حكموا السودان منذ الإستقلال وحتى إنبثاق فجر ثورة ! كلهم خونة! خانوا الشعب، وخذلوه في تحقيق أماله وتطلعاته في الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية التي إنتصر لها مؤخراً في ثورة ديسمبر المجيدة . كل الذين حكموه خلال الستين عاماً الماضية، قادوه نحو الخراب والدمار، إنهم خونة حد النخاع . . ! مهما رفعوا من شعارات، يمينة أو يسارية، إشتراكية أو راسمالية، إسلامية أو غير إسلامية لم ير الشعب السوداني منهم سوى الخذلان والخوازيق . . ! ليس مهماً شكل ونوع الشعارات، المهم مضامينها، وحصادها في معاش الناس، في أمنهم وخبزهم وصحتهم وعافيتهم ووعيهم وسعادتهم . . ما الذي جناه الشعب السوداني من كل الشعارات وتجارب الحكم التي عرفها منذ أن رفرفت رايات الإستقلال . . ؟ لا شيء . . سوى الحسرة والندم . الإنسان السوداني بطبعه صبور، وتمسك بحبل الصبر ، كما يتعلق الغريق بالقشة في لجة البحر العميق، لكنه لم ير ضوءاً في نهاية النفق . . فسارع إلى طرح السؤال على نفسه، ما الذي ينقصنا في هذا البلد حتى نظفر بالخير والفرج . . ؟ فجاءه الرد من قلب الشوارع، التي لم تخذله يوماً، فخرج إليها شاهراً سلاحه المجرب، فكان الفرج الذي خلصه من أسوء خلق اللَّه، الذين بإسم الدين قتلوه، وسرقوه وشردوه وساموه شر العذاب، وها هو اليوم بعد الثورة كل يوم يفاجأ بحجم الخراب وأوكار الفساد . . !! هل هناك خيانة أسوء من ذلك . . ؟ الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة