اصدر حمدوك قرارا بتشكيل لجنة تحقيق مستندا إلى نصوص الوثيقة الدستورية. ونرد على ذلك بالآتي: اولا: لم يرد بالوثيقة الدستورية أي مادة تعطي حمدوك صلاحية تشكيل لجان تحقيق. ولذلك لم يستطع حمدوك وضع المادة التي تستند اليها في وثيقتهم (التحاصصية التي ليس لها علاقة بالدستور أساسا). ما يملكه حمدوك فقط هو تشكيل مفوضيات وفقا للمادة (38) الفقرة الخامسة:(ملاحظة: لا توجد فقرة رابعة في الوثيقة الموقع عليها.
اعطى حمدوك للجنة سلطاتها وفق قانون لجان التحقيق لسنة 1954. وهذا دليل على أن حمدوك لم يقرأ سطرا واحدا في هذا القانون ولم يعرف أن من شروط تشكيل لجان التحقيق أن تكون هناك (حادثة) محددة ومعينة تعيينا دقيقا يتم بناء عليها تشكيل لجان التحقيق وفق المادة (3) /1 والمادة (4) / 1. وتعيين تلك الحادثة (كان الأصح استخدام كلمة واقعة) ، مهم حتى لا يتم تشكيل لجنة تحقيق لا تعرف في أي شيء ستحقق. وكي لا تتحول لجنة التحقيق لمحاكم تفتيش تعيث في البشرية قبضا واستجوابا وهم لا يعلمون ما الذنب الذي جنوه. حمدوك عين لجنة تحقيق وجعلها في الواقع بديلا عن النيابة العامة والتي اعترفت بها وثيقة المحاصصة في المادة (31) والنيابة هي صاحبة الاختصاص الأصيل بتلقي البلاغات والشكاوي وفق قانون الاجراءات الجنائية. بل والأدهى والأمر أن السيد حمدوك لم يحدد في أي جريمة أو حتى مجموعة جرائم من طبيعة واحدة سيتم التحقيق فبها. لقد اشترى (الدش) قبل أن يمتلك التلفزيون. انشأ لجنة تحقيق لا تعرف في أي شيء ستحقق..اللعنة يا قوم.. تبا لهذا البلد وأنا حل في هذا البلد الذي يفقع المرارة ويحدث للشخص جلطة وتصلب في الشرايين بل وبواسير في الرأس. اللعنة...اللعنة... حمدوك قال بأن اللجنة تتلقى الشكاوى من الضحايا وأولياء الدم والممثلين القانونيين ولم نعرف في أي قضية.. فهل يجوز لأولياء دم من مات نتيجة حادث مروري تقديم شكواهم لدى هذه اللجنة؟ طيب.. على أي أساس حدد فترة الأشهر الثلاثة وماهو موضوع تلك الأعمال التي يجب أن تتم خلال الثلاثة أشهر؟ (الكزاز يصيب أضراس كل من يقرأ هذا الغثاء).. لم يحدد حمدوك أي سبب للقيام بأعمال كان من المفترض أن تقوم بها النيابة العامة...خاصة أنه لم يحدد أي جريمة أو جرائم فالآن ماذا سيفعل لو رفع جزء من أولياء الدم شكواهم للنيابة العامة ورفع آخرون ذات الشكوى أمام لجنته الموقرة؟ طيب.. من سيفصل في تنازع الاختصاص ونفس قرار حمدوك ذهب الى أن لجنته ستكون مستقلة عن الحكومة أو جهة عدلية أو قانونية؟ والفروض الأخرى كثيرة جدا... ليس هكذا تدار العدالة الجنائية... إلى متى يستمر هذا التخبط؟؟؟ هؤلاء القوم لا يملكون أي خبرات... فمن أين أتى هؤلاء؟؟؟
ملحوظة: كان الناس قبل قرابة مائتي عام يعتقدون أن الديدان تنبثق من العدم..لأنهم كانوا يرونها فجأة في اللحوم المتعفنة والجثث... اللهم أعنا يا كريم...
العنوان
الكاتب
Date
بطلان قرار حمدوك بتشكيل لجنة تحقيق بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة