لم أكن من المتابعين لمسألة إقالة مدراء الجامعات الحكومية وفق ما ذهبت إليه صغيرون. فهذا جل ما بإمكانها عمله إن كان ذلك بإمكانها (دستورا وقانونا). ولكن اليوم وقعت في يدي صورة من خطابها إلى مدراء الجامعات تطالبهم فيه بتعيين مدراء يكون أحدهم (مؤمنا بوثيقة الحرية والتغيير...). لقد استوقفتني هذه الجملة ورفعت ضغط دمي فورا لعدة أسباب منها: - أنها ذكرتني بالأنظمة الدكتاتورية التي كانت تصدر أوامرها بتعيين من هو مؤمن بأيدولوجيتها . في دول الاتحاد السوفيتي يجب أن تكون مؤمنا بالماركسية اللينينية لتحصل على حقوقك وفي الصين بالماركسية الماوية. وفي دول الإخوان المتأسلمين يجب أن تؤمن بنظريات سيد قطب وحسن البنا المضروبة ، ....وفي الدول الطاغوتية يجب أن تؤمن بالقائد والزعيم المبجل ونظرياته الوهمية (الكتاب الأخضر ، الاتحاد الاشتراكي ، المؤتمر الوطني...الخ). خطاب صغيرون لا علاقة له بالمؤسسات العلمية ولا التعليم العالي ولا يصدر من عقل انسان متعلم ناهيك أن يكون وزير التعليم ، بل هو خطاب قمعي يصادر على حقوق الكافة في تبني ما يرغبون من مفاهيم وأفكار. لا بل هو فوق هذا ينتزع كل حقوق الانسان كما فعل الكيزان بالضبط. هذا الخطاب مخالف للآتي: - العهد الدولي للحقوق المدنية والاقتصادية. - وثيقة الحقوق السارية. - جميع معايير حقوق الانسان الدولية. - القانون الإداري. - مبادئ المساواة أمام القانون. - مبادئ حرية الفكر والعقيدة. - مبادئ حرية التعبير. ...الخ. إنني أدعو جميع أساتذة الجامعات من مدراء وغير مدراء إلى الوقوف ضد القمع الجديد (والذي حذرنا منه منذ أول يوم لشلة قحط وتجمع أولاد قوش هذه) ، وسوف أتبنى ومعي مجموعة (محامون من أجل الحقيقة والدستور) رفع دعاوى قضائية لهم. هذه الصغيرون في الواقع لا تملك مسكة عقل تؤهلها حتى لكتابة خطاب متزن قانونيا وإنني لطاعن في توزيرها هذا بلا شك..يكفينا خبل سمية أبو كشوة التي مارست ذات الضلال في عهد الكيزان...فلن نسمح بعودة تلك العقليات البائسة مرة أخرى.
09-21-2019, 02:23 AM
مرتضي عبد الجليل
مرتضي عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 10-04-2010
مجموع المشاركات: 3097
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة