الأخت الفاضلة أسماء محمد عبد الله هذه مجــــــرد نظــــرة !!
لا نحمل الضغائن ضد المرأة .. فهي تمثل النصف المكمل لدائرة لا تكون عادلة ومنصفة إلا إذا تلاشت النظرة بمعيار الذكر والأنثى .. وحركة الإصلاح في أي مجتمع من المجتمعات قوامها دائماُ ذلك الرجل وتلك المرأة .. فلا بد من تلك الأدوار التي تقوم بها المرأة بجانب الرجل .. ولكن بكل صراحة ووضوح نتناول هنا أمراُ من قبيل الحوار الهادف المفيد .. وليس من قبيل المناكفة أو الأخذ والتجريح .. فنقول بالصوت العالي الشفاف الخالي من الضبابية أن هنالك مناصب ووظائف هي للرجل أنسب وأفضل .. كما أن هنالك مناصب ووظائف هي للمرأة أنسب وأفضل .. ولا نقصد هنا تلك المقولة المعهودة التي تفاضل المناصب بين الرجال والنساء على أساس المقدرات الجسدية والبدنية والعضلية .. حيث تلك الوظائف والمناصب التي تتحمل المشقة والجهد أحياناُ وتلك المناصب التي تحتاج للرقة والحنان .. وكذلك لا نكرر هنا تلك المقولة المعهودة التي تفاضل المناصب بين الرجل والمرأة على أساس المواقف العاطفية والمواقف الخشنة الصلفة .. ولكن الحديث هنا عن منصب وزارة الخارجية السودانية .. فذلك المنصب هو للرجل أنسب وأفضل كثيراُ من المرأة .. وخاصة في المرحلة الآنية التي تمر بها البلاد .. فهي مرحلة تحتاج لمن يكسر الحجارة جهداُ وعرقاُ حتى يقيم ذلك الجدار الآيل للسقوط .. ولا تحتاج في الوقت الحالي لوزيرة تلمع وتحافظ على زينة زجاج قائم على السليم !.. حيث ذلك الحرص على نعمة تحت الظلال !.. ووزارة الخارجية السودانية اليوم تمر بمرحلة حساسة للغاية .. وصاحب المنصب لوزارة الخارجية يحتاج لمواصفات أخرى كثيرة بجانب الكفاءات .. ومنها إجادة كل ألوان المراوغة والتحايل والتلاعب والقباحة والفصاحة .. ومنها تلك التسويات تحت الطاولات .. والتجرد من موروثات الحياء والاستحياء والحشمة والخشية إذا اقتضى الحال .. ولا يحتاج الأمر لذكاء القارئ بأن وزارة الخارجية تعني تعامل الآخرين مع دولة السودان .. فهي الواجهة التي تطرقها الصالح والطالح من كل بلاد العالم .. والمنصب ليس مجرد منصب يقبل القدوم عند الصباح والرواح عند المساء .. بل هو منصب يحتاج لرجل ماهر ماكر وعنيف ويعرف كيف تؤكل الأكتاف .. والحقيقة الأكثر خطورة أن في بعض دول العالم الثالث من بنظر تلك النظرة الدونية للمرأة دون النظرة للرجل عند التعامل .. في تلك الدول تتجلى عنصرية الرجل بشكل واضح ومفضوح .. ونجد تلك الظاهرة تتجلى بطريقة أوضح وأكثر في بعض دول الخليج العربي .. حيث ذلك التعامل المغاير كلياُ للأعراف الدولية .. رغم أن البعض في تلك الدول يخفي عدم تقديره للمرأة عند التعامل من قبيل البرتوكول فقط .. في الوقت الذي فيه يسخر في أعماقه من المرأة ومن أهلها الذين يوكلون الأمور في أيدي النساء .. وتلك علل كامنة في نفوسهم ونحن لا نملك في السودان لها العلاج .. وقد يتحايلون أحياناُ بعدم المرونة والانطلاق في حال التعامل مع الأنثى .. وتلك معضلة متوقعة في كل الأحوال .. وكان السودان في غنى عنها وليس مجبراُ لقلة الرجال !! .
العقلاء من أبناء السودان يسألون اليوم في حيرة عن المغزى والحكمة في اختيار حمدوك للمرأة لمنصب الخارجية في هذا الوقت الحساس !. إلا إذا كان المقصود هو إثبات حق المرأة في تولي المناصب بقدر لا يحتكرها الرجال فقط .. فنقول لحمدوك إذا كان الأمر كذلك فإن هنالك الكثير والكثير من الوزارات التي يمكن أن تشغلها المرأة السودانية .. إلا وزارة الخارجية !! .. فتلك الوزارة في حاجة شديدة لتولي الرجال في هذا الوقت بالذات .. وكان الشعب السوداني يتوقع أن يختار حمدوك في المرحلة الحالية أشرس الناس وأمكر الناس لقيادة وزارة الخارجية .. تلك الوزارة التي تحتاج اليوم للغربلة العنيفة في دواخلها وخارجها .. وقد تعشش في أركانها وزواياها عناكب الفساد والانتهازيين .. كما أنها هي الوزارة المنوط بها تعديل وجه السودان من صورة القتام إلى صورة تشرف مقام السودان .. والخروج بالسودان من حالات الحصار إلى حالات الانطلاق نحو الأمام .. وبالملخص المفيد كان الشعب السوداني يتوقع أن يختار حمدوك لوزارة الخارجية رجلاُ بمواصفات تعادل مواصفات ( أبو مسلم الخرساني ) لحصاد تلك الأعناق التي أينعت وحان قطافها .
وفي الختام خالص التحيات للوزيرة الجديدة .. ونتمنى لها النجاح كل النجاح .. كما نتمنى أن تخيب ظنونا في تولي المرأة لمنصب وزارة الخارجية السودانية في المرحلة الحالية .. وسوف نرقص كثيراُ إذا نجحت في رسالتها وقالت لنا يوماُ : ( لقد خسرتم الرهان !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة