أصعب إفادة جاءت على لسان والدة أحد المفقودين في فض اعتصام القيادة العامة ويدعى (فضل) قولها إن غياب ابنها يتراءى لها جلياً حين تتوسد يدها ليلاً وهي نائمة .
قالت إن شقيقه يماثله في الطول وحين يعبر باب المنزل ليلاً يخفق قلبها كثيراً و يتعثر عقلها بالسؤال أتراه فضل..!!؟
مفقودو مجزرة القيادة العامة والذين وحسب بلاغات الفقدان يتجاوز عددهم ١٧ أصبحوا قضية يصمت عنها المجلس العسكري اسم الدلع (المجلس السيادي ) ويهتم بها الناشطون والمنظمات .
وحدهم الآباء والأمهات وأسر المفقودين يتجرعون مرارة الفقد وعظم الحرمان ، والخوف والترقب من الأخبار غير السارة .
كلما رن هاتف او طرق ضيف الباب فإنه قصي او إسماعيل او عبادي او الهادي او آدم او حسن او ...
عشرات الآباء والأمهات يطردون هواجس القتل او سيناريوهات التعذيب او حكايات (السماكة) عن جثث النيل ، يطردونها وهم متمسكون بصورة معلقة على بلاغ فقدان إن فلان سيعود وإن طال السفر.
والدة إسماعيل تقضي يومها ما بين مكاتب جهاز الأمن والنيابة ، تبحث وأملها كبير أنه معتقل. والدة قصي تكتفي بمسبحتها ويا جامع يا رقيب . أما والد فضل، فيقضي نهاره ما بين مشرحة بشائر ومايو وأم درمان يقلب في الجثث ويبحث أيها وجه ابنه .
سعدية محمد علي والدة المفقود محمد أحمد محمود (٢٣) سنة حين تتحدث عن اختفائه تخرج تنهيدة حارة كافية لأحراق مدينة الخرطوم عن بكرة أبيها، تنظر في عيون صبية لم تكمل العشرين عاماً هي زوجة محمود الحامل في شهورها الأخيرة ، طفل سيطل على الدنيا دون أن يجد إجابة أين أبي؟ .
قضية المفقودين تتعاظم حين تقرأ مع تفاصيل الأطفال المشردين والذين اتخذوا من القيادة العامة مأوى وسكناً لهم ، وحين فُض الاعتصام لم يكن هنالك أب او أم ليبلغ عن فقدانهم مثلما بلغ أهالي قصي وصحبه .
اختفاء أشخاص من القيادة دون وجود بلاغات فقدان تخصهم يؤكد أن أرقام مفقودي فض الاعتصام بعيدة عن الواقع .
خارج السور :
قلب الأم دليلها وقلب ام فضل يقول لها إن عاد فضل فلن يكون فضل ابنها الذي تعرف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة