انتهى رفض طلبات تمثيل الحركات الثورية المسلحة ، بمحاصصات شديدة البياخة ومسبقا تم تقسيم الكعكة التي تسمى زورا وبهتانا بالمجلس التشريعي بمحاصصات تم الاتفاق عليها قبل اعلانها. اشخاص لم نسمع بهم من قبل تم تصديرهم كأبطال .. فقام كلب الشارع بطرد كلب البيت من بيته. الخطر أن السيطرة الإعلامية لن تفضي لديموقراطية. فكل من ضدنا كوز...حتى المناضلين ممن رفعوا السلاح ضد الكيزان صاروا كيزانا بعد سقوط الكيزان..يعني بلغ بهم الغباء أن تركوا الكعكة حتى أكلت وتم هضمها بل وتغوطها ثم اصبحوا كيزان...وذكرني هذا بقصة للمسيح حين كان يخرج الشياطين من أجسام الممسوسين؛ حيث جاء في انجيل مرقس: (وَأَمَّا الْكَتَبَةُ الَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالُوا:«إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ! وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ». فَدَعَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ بِأَمْثَال:«كَيْفَ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يُخْرِجَ شَيْطَانًا؟ وَإِنِ انْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا لاَ تَقْدِرُ تِلْكَ الْمَمْلَكَةُ أَنْ تَثْبُتَ. وَإِنِ انْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذلِكَ الْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ. وَإِنْ قَامَ الشَّيْطَانُ عَلَى ذَاتِهِ وَانْقَسَمَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَثْبُتَ، بَلْ يَكُونُ لَهُ انْقِضَاءٌ). لم يعد بإمكاننا فضح المؤامرة فإعلام الإسلاميين العسكريين وإعلام أولاد قوش تحالف ضد كل قوى الهامش ، والواضح تماما من خلال التصدير الإعلامي لوجوه معينة بملامح معينة أن الغرض هو الاستفزاز المفضي إلى تعميق الفجوة بين الشمال والغرب والوسط. مع ملاحظة أن الشرق لن يتم المساس به لأنه يملك مزايا استراتيجية لهذه النخب المتحالفة. في عهد البشير وحتى اليوم استخرجت منطقة أرياب وحدها عشرات الأطنان من الذهب ؛ وخدعوا أبناء أرياب فبنوا لهم مركزا صحيا تافها ومدرسة بائسة. موانئ الشرق تدخل للدولة مليارات الدولارات. وأبناء الشرق هائمون من ظل هجير لظل هجير ، لا ماء نظيف ولا كهرباء مستمرة ولا مستشفيات مجهزة. أبناء الشرق من الخونة تحالفوا مع الكيزان فأسكتوهم بشراء ذممهم كما يحدث اليوم بل الآن بل في هذه اللحظة. وذهبت مليارات الشرق لذات النخب التي تبادلت الأدوار اليوم مع تطعيمها - كما كانوا يفعلون مع الجنوبيين- ببعض المكسرات من اللوز والجوز. لم يبلغ أبناء الهامش شيء ، بل وكل الاعلام الذي يتم تصديره الآن هو إعلام عنصري يكرس لإحداث فجوة نفسية بين الشعوب السودانية وهذا ما طالب وأعلن عنه عنه دكتور محمد يوسف على الملأ... إن سياسات الكيزان مستمرة بقوة ، بل وتحت رعاية أمريكية وعربية لتقسيم الدولة إلى أقاليم ثلاثة بواسطة الكتبة والفريسيين من العملاء... مع ذلك: أنا شخصيا لست ضد التقسيم إذا كان سيفضي لأخذ كل ذي حق حقه...فالأسوأ من التقسيم هو أن يتم انهاكك نفسيا واقتصاديا وحقوقيا وإعلاميا عبر وحدة قسرية ظالمة. كل الإعلام اليوم يمارس ذات الإعلام الانتقائي المعادي للآخر أيام البشير عبر تمجيد الذات باحتكار الأضواء... لا يتم منح الآخر أي هامش للحركة ، فأصبح اليتيم جالسا متحسرا في مائدة مقفلة على لئام مجموعة واحدة تعطي وتنزع ، تبسط يدها وتغلها متى أرادت ذلك. ومن ثم فالتمكين يظل مستمرا. لا توجد نزاهة في كل ما حدث ، منذ الاستقلال وإلى اليوم افتقد الشعب بكل مكوناته النزاهة المطلوبة لإدارة الدولة إدارة عادلة (قانونيا واقتصاديا واعلاميا). ولذلك استمرت الصراعات حتى اليوم. وإني أنذركم بأن تتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة إن كنتم تنصتون. السيد حمدوك عليه أن يفهم بأن المسألة ليست بالبساطة التي تماثل بساطة شهرته الفجائية ثم حمله بالطائرة ليكون رئيس وزراء. لا..هذه الدولة منهارة تماما ، وما يحدث اليوم ليس أكثر من تكريس لمزيد من الغرق والانهيار. ولا زلت أدعوه إلى تبني موقف واضح تجاه قوى الهامش ، موقفا محايدا ونزيها ، وعميق الرؤية. وأن يحدد موقفه بشكل حاسم تجاه التوجه الإعلامي المستفز بشكل يومي لهذه القوى. كما أدعوا القوى المهمشة إلى التحالف والتعاضد ، بدلا عن الوقوع في فخ الاستدراج الفردي لخارج القطيع تمهيدا للافتراس بدلا عن الحلول العادلة والشاملة والذي ظل أس بلاء هذه الدولة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة