:: لقد انتصرت ثورته، ولهذا يفرح شعبنا اليوم، وكل قادمات الأيام باذن الله .. ويبقى حب للوطن هو تذكرة الدخول إلى ساحات الفرح .. والحمد لله، ثم المجد للشهداء، والشكر للثوار والجنود، وهم يفتحون لبلادهم وشعبهم نوافذ الفرح و أبواب الأمل .. لم ينتصر المجلس العسكري، ولا قوى الحرية والتغيير، ولا تجمع المهنيين، ولكن انتصرت إرادة الشعب وهي تنقل البلاد من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة .. !!
:: واختزال ثورة معطرة بالدماء في مجموعات - مدنية كانت أو عسركية - إساءة للشعب، وتحقير لشباب بذل الروح والدم ثمنا لهذا اللانتصار.. وقود الثورة، أي من قادوا مواكب التغيير، ولا تزال على خطى عزيمتهم تمضي المواكب نحو الغايات الساميات ( حرية، سلام، عدالة)، هم من صعدوا إلى العلياء بثبات ويقين، ثم إخوانهم الذين تعاهدوا ألا يبارحوا ساحات الثورة ما لم يكتمل سقوط النظام البائد، ولن يكتمل ما لم تحقق الثورة أهدافها..!!
:: ويفرح الشعب ، لأن تضحيات الشهداء و ملاحم الثوار هي التي أجبرت أعضاء اللجنة الأمنية للرئيس المخلوع على نزع السلطة مع الإعلان عن تسليمها للشعب .. ولولا تضحيات الشهداء، و ملاحم الثوار، لما لما انحازت المؤسسات العسكرية للثورة، ولما كان هذا الفرح.. شكراُ لقناديل الثورة وشموعها.. للشهداء والثوار، وهم يوصلون قطار الثورة السودانيةإلى هذه المرحلة الآمنة، والتي منها تنطلق بلادنا نحو الحرية والسلام والعدالة .. !!
:: فليكن يوم شكر لله، ثم لثوار وثائرات بلادي، وكلهم (أيقونة الثورة).. وإن كل شاب في بلادنا يستحق نصبا تذكارياً يُجسد معاني البطولة والفداء، فان كل ثائرة كانت وستظل (كنداكة).. راهن عليهم الشعب، وكسب الرهان .. و ما خاب رجاء الشعب فيهم، وما خسر الوطن عندما راهن عليهم .. لقد استشهدوا، أصيبوا، اُعتقلوا، جاعوا، عطشوا، استنشقوا الغاز المُسيل للدموع وسهروا على المتاريس.. و..و..!!
:: وتحدوا كل المخاطر، وغامروا بالروح والدم، لينقذوا وطنهم وشعبهم من وحل (الظلم والحرب والفساد)، إلى رحاب (الحرية والسلام والعدالة)، فلهم من الشعب الصابر كل الحب والتقدير.. وكما تعلمون، فالحكومة الانتقالية إحدى مراحل الثورة المهمة للغاية.. وهي ليست المرحلة الأخيرة، ولكنها ( المرحلة الآمنة) ، والتي منها تنطلق ثورة التغيير و البناء والتعمير.. فلتكن حكومة الثورة بحجم تضحيات الشباب و ( آمالهم )..!!
:: لقد تشبّع الشعب بالموت والهجرة والنزوح واللجوء وذُل السؤال في موائد المنح والقروض (ليعطوه أو يمنعوه)، وكذلك تشبع البلد بكل رذائل النظام المخلوع لحد تمزق المليون ميل مربع إلى (دولتين فاشلتين)..فالحمد لله على جلاء (البلاء)، وهنيئاً لأم وأب الشهيد بحصاد زرع شهيدهما، وهنيئاً لرفيق الشهيد بأن دم شهيده (ما راح).. ويجب أن يتواصل وعي الشباب في حماية الثورة بذات الروح الفدائية، حتى تصبح أهداف الثورة واقعاً في حياة الشعب ..!!
:: وتعلم حكومة الثورة بأن الوقوف في محطة الغضب والحُزن لن يكون مجدياً لبلاد عانت من فساد المفسدين وفشل الفاشلين لحد العجز عن توفير وقود الشهر وقوت العام إلا بذل المنح والقروض ..فالمطلوب هو الانتقال - عاجلاً - من مرحلة الثورة الظافرة إلى مرحلة الدولة المنشودة .. دولة القانون والمؤسسات والكفاءات.. وبدلا عن إهدار الوقت والطاقة في لعن (ظلام الإنقاذ)، فعلى الشعب وحكومته إيقاد شموع الحرية والسلام والعدالة و .. ( الإنتاج ) ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة