الحاكم القاضي بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2019, 01:47 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاكم القاضي بقلم د.أمل الكردفاني

    01:47 AM August, 08 2019

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    هناك تناقض واضح بين مسألة الحياد والديموقراطية. فالعملية الديموقراطية تتطلب إنضواء المرشح تحت كتلة ما ؛ ففي الغالب ينهزم المستقلون نتيجة ضعف تسليط الإعلام عليهم حتى ولو كانوا عباقرة. كما أن المؤسسة الحزبية تمهد الطريق أمام المرشح عبر أعضائها الموزعين على أقاليم الدولة. وهكذا يستطيع المرشح الحزبي تبليغ صوته (جهدا ووقتا) بيسر أكبر مما لو كان مستقلا. مع ذلك يمكننا ملاحظة وجه آخر وهو انحسار هالة القداسة عن الأحزاب السياسية بل ربما أضحت الأحزاب مسخا مشوها في مخيلة المواطنين لأن الآيدولوجيا بركتها صارت ممقوتة إلى حد كبير. واتجه المواطن اليوم نحو الفعالية
    .Effectiveness
    وحيث أن الفعالية تتطلب أقصى حالات الحياد فهنا يكمن التناقض بين الديموقراطية التي هي دائما أو غالبا (مغالبة) وبين الحكم المحايد ، حيث يقف الحاكم في منتصف الدائرة كقاض إداري.
    غير أن البروباغاندا التي صاحبت الدعاية الأمريكية خلال الحرب الباردة تجاه الديموقراطية أعمت الشعوب عن البحث عن أنظمة خارج سمت الطراز المصدر لها من الخارج. وهذا العمى أفضى إلى فشل هذه الشعوب في إدارة دولها ؛ فالديموقراطية (كما هي) هي في الواقع سبب إنهيار تلك الدول وتحولها لدول فاشلة.
    الديموقراطية (كما هي) أقصت أهم ما يجب أن تتميز به السلطة الحاكمة وهو (الحياد) ، وهكذا صدقت مقولة الآباء الليبراليين القديمة التي تقول بأن الديموقراطية ليست أكثر من دكتاتورية الأغلبية.
    فإذا كانت مقاييسنا الهشة للأغلبية هي النصف زائد واحد فإننا نستطيع أن نتحدث عن ديموكتاتورية. وهذا يذكرنا بمسخ المؤسسات الحزبية التي هي ذاتها تخضع (كأمر طبيعي) في الداخل لديموكتاتوريتها التي تفضي في واقع دولنا النامية إلى رفض المهزومين وتمردهم عبر انقسامات متواصلة من تلك المؤسسات.
    (تتجاهل الديموقراطية مسلمات سيكولوجية خطيرة ومركزية مثل الأنانية والعجلة وحب السيطرة) ، ولذلك فهي في الواقع تعاني من الداخل أكثر من معاناتها من الخارج.
    وكما قد أسلفت فشعوب الدول النامية خضعت لغسيل مخ مستمر طوال أكثر من نصف قرن بحيث لم تعد قادرة على موضعة الديموقراطية كوسيلة وليس كغاية. حصلت الديموقراطية (بوجهها الغربي) على القداسة ، والقداسة تحول دون تنمية النقد ، وانعدام النقد يعني الإحجام عن التطوير والتحديث وأهم من ذلك كله (المواءمة).
    لذلك فالديموقراطيات لم تتكيف مع واقع تلك الدول ، وهنا تم طرح معززات خارجية ، ليس بغرض دعم (الحياد) بل بغرض الاستقطاب ، لتتحول الديموقراطية إلى كوة تقفز منها موجهات ودساتير الإعلام الغربي للشعوب بسيطة المكون المفاهيمي.
    سنتباحث حول الدول الأربعة التي تعاقبت فيها الثورات الشعبية كتونس ومصر وليبيا والسودان وسنجد أنها لم تحمل في الواقع أي آلية للأحلام التي راودت الشعوب خلال فترات الدكتاتورية. لقد فوجئت الشعوب بأخطر ما يقوض أحلامها وهو (عدم الحياد) ، ولذلك ؛ فبدلا عن أن تكون الديموقراطية وسيلة لتحقيق تلك الأحلام تحولت لحديث مسف عن الشرعية وعدم الشرعية في ظل الإستقطاب والانقسام المتواصلين.
    الشرعية هي نفسها تحولت لمسرحية كوميدية ، لأنها اعتمدت على هدم (الحياد) المطلوب في الحكومات المنتظرة وتحولت للكرة بينج بونج ولكن بلاعبين فقيري الدربة.
    (أدبيات المنتج التفاعلي الدولي) هي بذاتها تدرعت بالقداسة العمياء ، فهي لم تناقش حتى الآن في ظل تعارضها (كأدبيات ترسخ للحياد) مع الديموقراطية التي تنزع (الحياد). النزاهة وعدم المحسوبية والمساواة أمام القانون والعلمانية والحرية ...الخ لم تصطدم بالدكتاتورية بقدر ما تصطدم -في الحقيقة- بالديموقراطية نفسها. وهذا الاصطدام تم تلبيسه برؤية ذات قناع بشري ، أي الإنسان اللا إنساني ، اللا عادل ، اللا حقوقي ، القمعي والدكتاتوري الأناني. وهذا غير صحيح في الواقع ، لأن الصحيح هو أن الديموقراطية هي التي عززت طرد الحياد ومن ثم عززت في المقابل قوة تلك الخصائل البشرية. وهكذا فأطراف اللاعبين في الديموقراطية هم دوما أشرار وعملاء في نظر بعضهم البعض. وهم بالفعل أشرار وعملاء لأنهم بغير ذلك لن يتمكنوا من الاستمرار في اللعب ، فهذه هي قوانين التداول الديموقراطي للسلطة. وإن كان الأمر كذلك ؛ وإن كان كل طرف شيطان في نظر الآخر فما المانع من أن يرتد الجميع إلى السلاح الأصلي وهو القوة؟ وحتى لو ضبطت كل الأطراف نفسها على أحسن ما يكون فإن تداول السلطة لا يعني الحرية وإنما نقل القيود من يد لأخرى. وهكذا ينتهي الحياد الذي كان من المفترض أن تبتغيه الشعوب الحكيمة من حكوماتها.
    مع ذلك فلا يوجد بديل حتى الآن ؛ وليس السبب في ذلك ضعف القدرات العقلية للإنسان وإنما لأن تلك القدرات ممنوعة ومحجمة من العمل ضد تقويض المقدس. لذلك فالديموقراطية نفسها صارت كغيرها من الآيدولوجيات سببا للتبلد البشري.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de