* مات القذافي ذليلاً.. * تماماً كما أذل شعبه أربعين عاماً؛ مع كل صنوف القتل... والتعذيب... والتحقير.. * وبلغ التحقير مداه أيام ثورة أبناء شعبه هذا عليه..
* فقد صاح فيهم متسائلاً...ومستنكراً...ومستكبراً: (من أنتم؟).. * ثم بعد أن عثر على إجابة ــ لاقت هوى عنده ــ صاح في جنده (شدوا ال############ان).. * فهم ــ في نظره ــ مجرد فئران...لا تستحق سوى السحق.. * فشاءت إرادة السماء أن يتشبه هو بهذه ال############ان؛ حين طارده الشعب... و (شده).. * فقد عُثر عليه متخفياً في أنبوب صرف صحي.. * ثم مات موتة ال############ان هذه نفسها؛ ضرباً... وسحقاً... وسحلاً... و.... (شدَّاً).. * وإرادة السماء هذه ــ تجاه الظالمين ــ عبر عنها القرآن كثيراً..
*وضرب للناس الأمثال ــ مثلاً تلو آخر ــ لعلهم يتفكرون...ويتعظون... ويرجعون.. * ومن أبلغ الأمثلة الربانية هذه فرعون... وتجبره... وموته.. * وكذلك في عصرنا الحديث أمثالٌ لا حصر لها؛ لقصص طغاة... وقصص نهاياتهم.. * وما قصة القذافي إلا مثال واحد فقط...لأشباهٍ في منطقتنا.. * ولعل آخرهم ــ وقد لا يكون الأخير ــ بشير السودان؛ والذي نافس القذافي طغياناً.. * بل ربما نافس فرعون نفسه في (ما أُريكم إلا ما أرى).. * وبلغت فرعنته حد أن بات يتصرف في شؤون بلادنا وكأنها ضيعةٌ خاصة به.. * يتصرف فيها أرضاً... وسواحل... وموارد... وحتى شعباً.. * ثم الويل لمن يرى خلاف ما يرى؛ فهو (ذاتٌ رئاسية) لا يجوز في حقها النقد..
* ذلكم كله لم (يره) بعض أشياعه... طوال ثلاثين عاماً.. * ولكنهم (رأوا) الآن ــ وبأعين مفتوحة على الآخر ــ ما وقع عليه عند وفاة أمه.. * وأمه هذه نسأل الـله لها الرحمة... والمغفرة... والجنة.. * رأوا ـــ فجأة ــ جوانب إنسانية... وأخلاقية...ودينية؛ غابت عنهم لثلاثين سنة.. * لم يروا ما حدث لضباط رمضان... ولا طريقة محاكمتهم.. * ولا ما حدث لهم عند تنفيذ الإعدام... والوحشية التي صاحبته.. * ولا ما حدث لأمهاتهم... وآبائهم... وذويهم؛ وقد حُرموا حتى من معرفة قبورهم.. * ولا لبعد هذا الأمر عن الدين... والأخلاق... والإنسانية.. *ثم لم يروا ما حدث لضحايا دارفور... وكجبار... والعيلفون... والنوبة... وبورتسودان.. * ولا ما حدث لأمهاتهم... وآبائهم... وذويهم.. * ولا ما حدث لضحايا مجزرة العملة؛ حيث قتلوا في أموال تخصهم... لم (ينهبوها).. * ولا ما حدث لأم مجدي... وهي تستجدي البشير عطفاً.. * ولا ما حدث لضحايا الصالح العام؛ وزوجات ــ وأبناء ــ من مات منهم قهراً.. * كل ذلكم كانت أعينهم في غطاءٍ عن ذكره... وذكر الـله.. * وحين (تفتحت) الآن لم تر إلا ما حاق بالبشير من (عدم رحمة) إزاء موت أمه.. * وتذكروا أن ذلك ضد الدين... والعرف... وأخلاق السودانيين.. * ولكنهم نسوا ــ طيلة ثلاثين عاماً ــ أن الدين هذا ذاته يقول: (من لا يرحم لا يُرحم).. * بل لعلهم نسوا أن إرادة السماء تُمهل... ولا تُهمل.. * لعلهم!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة