مقال قديم متجدد!رسالة مفتوحة إلي المجلس العسكري والقوات المسلحة السودانية بقلم السفير نصرالدين والي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-31-2019, 11:54 PM

نصر الدين والي
<aنصر الدين والي
تاريخ التسجيل: 07-25-2019
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال قديم متجدد!رسالة مفتوحة إلي المجلس العسكري والقوات المسلحة السودانية بقلم السفير نصرالدين والي

    11:54 PM July, 31 2019

    سودانيز اون لاين
    نصر الدين والي-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    هذه ليست رسالة إستجداء، ولا تخاذل، ولا يجب أن تفهم علي تلك الشاكلة، ولكنها تميمة لإفاقة الضمير قبل فوات الأوان.

    وليعلم الجميع أن الثورة ستظل طريقنا، وأرواح الشهداء ودماء الأبرياء أغلي من كنوز الدنيا، وشرف الحرائر لن يتمرق.

    وهي رسالة لا من بين بواعثها هوان أو ضعف، ولا تأتي إنتقاصاً لعزيمة الشباب أو لهيب الثورة المتقد.

    ولكنها رسالة ليست ككل الرسائل. فليقرأها من أراد علي هذه الشاكلة وذاك النحو.


    *السفير نصرالدين والي.

    أيها الشرفاء في قواتنا المسلحة، يقيني أنكم نسلتم من رحم هذه الأمة؟ وخرجتم ونشأتم مثلنا في أحياء وقري ومدن هذا البلد المعطاء. وتشربتم من إرث هذا الوطن من كريم الخصال، والشمم والشموخ، وعرفتم معني التراحم والتكافل وكانت في بيوتكم دواوين للضيوف تشربون معهم شاي الصباح وتستضيوفنهم فوق ثلاث ليال ولا تسألوهم متي يغادرون.

    وكنتم صبية ككل الصبية تنظفون السوح أمام المنازل وتفرشون البروش وتحملون صواني رمضان قبيل آذان المغرب بعد يوم قائظ، صواني (ألمنيوم أو طلس) تتوسطها (كورة طلس) مكتوب عليها رمضان كريم، و في وسطها عصيدة وحولها ملاح ، وبجانبها (كورة) أصغر منها بقليل فيها بعض من بليلة (من لوبه عدس أو كبكبي علي قدر الإستطاعة) وفوقها تمرات معدودة، (وجك) فيه آبري، هذا كل ما تجود به أسرنا في الأرياف والقري وحتي المدن الصغيرة في رمضان الكريم، وهو شهر كريم بحق، وتلك الصينية بسيطه في محتواها ولكنها رمز للكرم عندنا، فهي للغريب والسابلة قبل كل شيء.

    وكنتم فتية كأي من الفتية في نواحي السودان يتشاطرون إرثاً إجتماعياً واحداً، تتسابقون لحمل الأباريق لتغسلوا أيادي الكبار في النهار الحار في المآتم، وتتهامسون فيما بينكم، ولا تشيرون للقادمين الجدد لخيمة العزاء تتشاركون تقديم الشاي والماء لهم.

    وككل أبناء جيلكم، لعبتم كورة الشراب، وتطورت لتصبح (كفراً ببوز)، وتنافستم في سداسيات الغالب فيها يفرح بقون المغربية الأحسن من مية.

    وتعلمتم العوم خلسة، ورجعتم جوعي وغبش، (وشركتم) للسمك والطير، ولعبتم البلي في الشوارع، وكمبلت، وصفرجت، وليلاً تجمعتم حول الرمة وحراسا، وشليل وينو، وشدد، وتسامرتم وعدتم إلي منازلكم لتهجعوا يهد أجسادكم التعب.

    وعندما إشتد عودكم، عرفتم سحر السينما وجذبها، فإصطففتم لمشاهدة الأفلام الهندية المتداخلة في موضوعاتها، وعشقتم شامي كابور، وحفظتم ما كان يقوله، وأحببتم سبنا، وهمتم بأغانياتها وغمزات طرفها، ورقصها وغنجها، وعدتم للبيوت خلسة تتحسسون الخطي حتي لا يعلم الأب بكم، وعندما يتناهي إلي مسامعكم أصوات المغنيين في مكان ما في المدينة في عرس ما، كُنتُم تتسللون لتذهبوا زرافات ووحدانا وتتمايلون طرباً وأعينكم مشرعة تتابعون العروس في رقصها الذي كان يقام أمام الجميع وتختلسون النظر البريء لمن تميل قلوبكم إليها من فتيات الحي حباً عذرياً لا وصل فيه ولا تواصل.

    ثم تقدم بكم العمر، فتزاملتم مع أصدقاء الصبا في صفوف الدراسة في المدارس كلها، ثم إفترقت بكم الطرق، وفرقتكم مصائركم، كل يبحث عن رزق كتبه له الله. وها هي دروب الحياة جمعتكم مرة أخري في سوح الوعي الوطني كل من منظوره وعطاءه. فجلستم إلي بعض، طرفي تفاوض، أحدهما يمثل قوي الحرية والتغيير، جماع الشعب السوداني، والآخر تمثلونه أنتم، مجلساً عسكرياً!!!

    سؤالي لكم، أليس في كل ذلك من موروث وإرث شعبي، ورابطة عقد يجمع بينكما؟ أليس هناك ما بفرز جماعاً وطنياً مشتركاً بينكم وبيننا نحن (الملكية) كما تسموننا نحن غير العسكريين؟ فقد سمعت تلك العبارة من صديق وأخ عزيز علي بعد دخوله من الكلية الحربية بعام واحد فقط، كنّا سوياً في سابقات العهود في مقاعد الدرس، وفي كل دروب الحياة، لا فرق بيننا، أما الأن فقد أصبحت أنا بين ليلة وضحاها في نظره أدني مكانة منه، مجرد (ملكي) وهي عبارة تأباها أنفسكم، وإن أحدكم أحب إليه الموت من أن يقال له (يا ملكي)، حتي بقية القوات النظامية الأخري بالنسبة لكم (ملكيه). فقد أصبحتم بين ليلة وضحاها الأميز بيننا، والأرفع مقاماً، والأكثر علواً، لأنكم وبكل بساطة إرتدتم مصنع الرجال كما يسمون الكلية الحربية، و حتي الطلبة الحربيًن يتبخترون بزيهم وعصيهم وهم ينتظرون بص الكلية عصر الجمعة عند إنتهاء يوم الراحة الذي قضوه وسط أسرهم، وأصبحت أنا وغيري من السودانيين كافة من سلك طريقاً آخراً في حياته، مهندساً كان أو طبيباً، أو مدرساً، أو غير ذلك، مجرد (ملكي) بمجرد أننا سلكنا طريقاً آخر في خشاش الأرض، أليس هذا ما حدث ويحدث في مفهومكم؟

    أسأل الله أن يكون قد غيرتم تلك المفاهيم البالية في فكركم، لأنني لا أشك في وطنيتكم ولا حبكم لأبناء شعبكم وإخوتكم من أمثالي، فنحن وغيرنا ولدنا في هذه الديار العامرة بالحب والكبرياء ونهلنا من ذات المعين الوطني، أحببنا تراب هذا الوطن وهبوبه وطينه وشمسه، فهو لن يبرح حدقات عيوننا وحنايا صدورنا، فهو فخرنا وعزنا، وكرامتنا، وطن لن نقبل أن تذل فيه حرائرنا ويدنس فيه شرفهن، ولا تداس فيه كرامتنا وتمرق تحت (بوت العسس والعساكر)، ولا نقبل أن تلسع سياطكم ظهور أباءنا، ولا تُستباح فيه دماءنا، وتزهق فيه أرواحنا، نحن أعظم من كل ذلك، نحن أكرم من كل ذلك، نحن أفضل من كل ذلك، وأتسآئل كيف أعطيتم أنفسكم كل الحق في فعل كل ما يدنس كرامتنا ويلطخ عزتنا، في ثورة صفق لها العالم وإحتفي بها، إلا أنتم؛ فأنتهكتم أعراض حرائرنا في نهار رمضان، وصياحهن تتقطع معه نياط القلوب وهن يستغثن ويستحلفن مغتصبهن ألا يفعل، أليست لديكم أخوات؟ ألم تكفيكم ما أسلتم من دماء؟، وما حصدتم من أرواح بريئة في كل شبر من وطننا العزيز؟، ولم يسلم منكم حتي التلميذات والتلاميذ وهم يحملون كراسات الدرس وأقلام الرصاص؛ مقابل الرصاص الذي تتوشحًونه وكأنه السوميت،

    ومن ثم تأتون بكامل نياشينكم بقاماتكم المديدة وكأنكم تتحدون جبروت هذا الشعب العاتي، وتجلسون بكل ثقة وإعتداد لتنكرون أمام عيون الكامرات والعالم بملء أفواهكم بأن لا علاقة لكم بما حدث، (وقد حدث ما حدث) ، ترمون باللائمة علي ما أسميتموهم بالمندسين تارة، وهم يمشون بين الناس علناً، وكتائب الظل تارك أخري وهم يتبخترون في النهار القائظ، كيف لجيش يأبي علي نفسه وصفه (بملكي) ، أن يقول ما تقولون؟ أنسيتم أنكم خرجتم من مصنع الرجال وعرين الأبطال؟ كيف بحق السماء تنامون في مخادعكم؟ وما هو إحساسكم إذا عدتم يوماً إلي بيوتكم ولم تجدوا أحد فلذات أكبادكم، فقد قتله أحد جنودكم برصاص غادر؟ هل ستقولون لأمه الثكلي بأنكم لا تعرفون من أطلق الرصاص علي وجه التحديد؟، وتقولوا لها مثلما قلتم للشعب السوداني وأنتم تتبختروت في كامل نياشينكم التي تزين كتوفكم وصدوركم؟ يا تري هل تفقدهم جارة تثكل إبنها الفتي الغض أو جار كُنتُم في يوم ما ترفعون معه الفاتحة في وفاة والده؟ هل ذهبتم وقدمتم واجب العزاء في أي من الشهداء؟ هل إمتلكتم الجرأة وأنتم الأكثر إقداماً بيننا نحن (الملكية) لتقولوا لشعبكم نحن نتحمّل مسؤولية ما جري لبناتكم وأبناءكم؟ نحن من حرق قلوبكم بإهتمامنا بحماية أنفسنا ونحن نفاوض علي عقيقة لم تنحر بعد وملك لم نتوج له (وكيكة لم نتقاسمها بعد) ، وقلتم لأؤلئك الذين حرقتم قلوبهم شيء ما يضمد جراحهم؟

    ألم تسمعوا بالجاويش الشهم عِوَض إدريس ذلك المحارب السوداني القديم الذي كان يتبع لرئاسة بلوك الهجانة في الأبيض والذي شارك في الحرب العالمية في ليبيا، وعندما سمع بأن ضابطاً بريطانياً برتبة برقدار قد إقتاد فتاة ليبية عنوة إلي الثكنات العسكرية وهم بإغتصابها وهي تقاوم، فما كان من الشاويش عِوَض إلا أن أخرج بندقيته وأردي الضابط البريطاني بثلاث طلقات، وعندما قدم لمحاكمة عسكرية، سئل عن السبب الذي دعاه لقتل الضابط، فقال وبشهامة وشجاعة لا توصف "أنا سوداني إفريقي عربي مسلم، وهذه الفتاة ليبيه إِفريقية عربية مسلمه، إذن هي أختي، وأنا لا يمكن أن أترك أن يفعل بها هذا" فقام الإنجليز بتكريمه ومنحه نيشاناً. وكرمته وزارة الدفاع السودانية!!!! فماذا أنتم فاعلون بمن إغتصب حرائرنا في نهار رمضان وصرخاتهن قد صمت آذان العالم؟؟؟؟ أليس من عبرة تأخذونها من الجاويش السوداني الأصيل عِوَض إدريس يُذكركم بشرف العسكرية الذي أقسمتم علي حمايته، أتتركونه يمرق أمام أعينكم؟.

    أيها العسكريون، ولا أستثني منكم أحداً، تذكروا أن إرثاً ثقافياً غير مادي نتشاطرته ويعيدنا معاً إلي ماضي من سنوات الطفولة والصبا الأولي؟ إرث توارثناه أباً عن جد؛ وهو الشجاعة والإقدام عند الحارة، (ما بننفزر)، قفوا مع أنفسكم أمام مرآة الحق العام وتأملوا ما يجري ويمور الآن في الوطن؟ لا تخافوا إلا الله، ومقامع حديده التي تنتظر الزنادقة المرده قبل عقاب الدنيا، تذكروا دائماً أنكم لستم مثلنا، فقد خرجتم من مصنع الرجال وعرين الأبطال، أما نحن فلسنا سوي (ملكية).

    إنني أعي وأفخر وأقدر أن الشجاعة والإقدام وسام في صدر كل جندي سوداني، ويكفينا فخراً ما ذكر في تاريخنا الحديث بطولات الأورطة السودانية في فيرا كروز في المكسيك، عندما إستعان نابليون بالجنود السودانيين في معاركه ضد العصابات في المكسيك، وسطر التاريخ سجلاً حافلاً بالبطولات محل فخرنا نحن السودانيون، وذكر كيف كانت بطولاتهم وكسبهم لكل المعارك وتميزهم بالإنضباط العسكري ونظافة الهندام؛ وكذا حال جنودنا الأشاوس في قندر، والقلابات، وعصب، وليبيا، وحرب التحرير في الجزائر ونصرة للمحاربين القدامي في المغرب، وبطولات فيلكس دارفور في هايتي عندنا أشعل جذوة النضال ضد المستعمر الأجنبي وقدم روحه فداءاً لتلك المباديء الكونية وعلق في مشانق ذاك البلد البعيد، ثم فورت لامي، وأشاوس شيكان، وأم دبيكرات، وكرري، وأم درمان، وما حكته للأجيال بطولات وسلاسل قيدت بطلنا ود حبوبة، وعثمان دقنه، ورأس غردون في أسنة رماح المجاهدين، وإستشهاد الخليفة وصحبه بعد صلاتهم وتقيدهم لأنفسهم بالعمم ليموتوا معاً. هذه عبر ولمحات من تاريخنا، وأرث لقواتنا سجلناه في قلوبنا وضمائرنا قبل أن يسجله الأعاجم بصدق وحيرة في موسوعاتهم. ولا تنسوا عمنا الجاويش عِوَض إدريس.!!!

    أليس في كل ذلك ما تستلهمونه وأنتم الآن أمام محك وإمتحان وطني؟

    إمسحوا الغبار عن أعينكم، وتفكروا ملياً فيما تقولون وتعلنون، فليس القول فذلكة نطقية ولا تحاذق علي الآخر، فالكل في وعي جمعي خالص، وأنصتوا للآخر رغم إختلاف الرؤي وإن تباينت المذاهب وأقيلوا عثرة الوطن حتي لا ينزلق في غياهب جب يذهب بالغث ولا يبقي علي ما ينفع الناس، إفتحوا صفحة في سجل التاريخ وأكتبوا أسماؤكم بأحرف من نور. أليس في ذلك عين الثبات علي الرأي في الأرث العسكري؟

    فإنني والله أربأ بكم من تباعد الخطي بكم، ومن الغيبوبة الجماعية وظلامية الرؤية التي ستفارق حتماً بينكم والروح الوطنية، وتنسيكم شظف عيش شعبنا الكريم وبذله وتضحياته وإسترخاص أرواحه ودماءه، في ثورته الإعجازية، و لا أشك في أنكم مثلنا فقدتم عزيزاً في خضم هذه الثورة؟ وسمعتم نواح أم فجعت في المنزل المجاور بإستشاهد قرة عينها، ألم تروا أن السودانيين جميعاً قد تلفحوا بإزار من الضيم والبؤس والأسي ودكاً من الزمن، وتركت المآسي جروحاً غائرة في قلوبهم ونفوسهم؟ فالوطنية لا تتجزأ إخوتي، فلا تدعوا شهوة السلطة تسلب منكم حاضراً وتكاد تسلب ماضياً وفخاراً وكبريائاً تليداً.

    فأنا لست نزقا في تحليل شخصيته أي منكم، وليس بيني وبين أي منكم مخصمة، فلن أقذع في حقه كتابة، ومن بينكم صديق وأخ في موقع القيادة الأن وهو يسمعني ويعي ما أقول، وأنتم تعلمون حقاً أن من بيننا أصدقاء صبا أخيار يتطلعون لوقفه فيها شهامتكم ووطنيتكم المعهودة مع شباب ما يزالون يصنعون الحاضر ويمهدون لبناء المستقبل بوعي وفكر وإباء ولا خصومة لهم عليكم.

    بردوا حشي الأمهات بإعتراف وتحمل مَسؤولية من قتل أبناءهم وسفك دماءهم وإغتصب حرائرهم في نهار رمضان، وتلك جريمة مفزعة ومخيفة لم يعهدها أو يعرفها مجتمعنا، وحاكموهم بشفافية ، وضعوا يدكم في أيدينا في إباء وشمم وعزة وفخار وسجلوا أنصع صفحات تاريخ لشعبنا الأبي، وأنبذوا من يتخفي بينكم خلف أجندته ومصلحته الخاصة، تأخذه شهوة الحكم ووهج وبريق الصولجان بقياده لا يستحقها ويجركم معه لمستنقع آسن، قفوا معنا في صف واحد لبناء الوطن، كما كنّا نفعل في النفير، قبل أن تفوت هذه الفرصة السانحة من أمامكم. فمن الجهل ألا نميز بين النقد والسفاهة، فإنتبهوا أن من بينكم من يحاول إستنساخ الخبراء الذين يدعون زوراً العلم بضروب المعرفة، تنضح بهم قنوات التلفاز، يفذلكون قولاً لا يفهمونه هم، ويعتقدون بأنهم بهذا يناطحون الخبراء ممن بلغوا شأواً في العلم رفيعاً، فالثلة الأخيرة هي عماد بناء الوطن قاصدة سمو مكانته بين الأمم، إعترافاً بفضله عليهم، وهم كثر يملأًون بُطُون سهول الكون وما بعد بحاره وشتاته القصي.

    وتذكروا أن الشعب قد فوض من يقوده، ولكن لا أحد فوضكم بأن تحكموننا، فلا السلاح الذي بأيديكم، ولا ما حزتم عليه من نياشين، ولا حتي إدعاءكم بالإنحياز إلي الثورة يكفل ما تتشبثون به وتتشدقون به، فالشعب السوداني إستحق بثورته وتضحياته أن يتمتع بحرية طال ما تاقت لها أرواحهم ، فلا بتكميم الأفواه، و لا بسياط تلسع ظهور الشرفاء من أبناءنا تذلهم وتحاول إخناعهم بغير ذنب إغترفوه ستسيطرون وتمسكون مقاليد حكم يستحقه هذا الشعب البطل، وتذكروا أن القهر لا يبني وطن، والقوة لا ترجح وزناً، عودوا إلي ثكناتكم،

    وليشارك الأطهار منكم في حماية ظهر الثورة ويفخر وهو يحكي لأحفاده ملحمة أخري كان واحداً من أبطالها. لا تدسوا رؤوسكم في الرمال كالنعام، هناك طريق واحد يخرج البلاد من هذي الحالة وهذا المأزق الذي وضعتم أنتم الرطن فيه، ولست بحاجة لتذكيركم به. فأنتم تعرفونه جيداً، وهناك مطلب واحد فقط لا بديل له، سلموا السلطة لمستحقيها اليوم قبل الغد، فما تزال أمامكم فرصة لتخطوا ولو سطراً واحداً كما فعل أسلافكم في كتاب تاريخنا الناصع.

    اللهم إني بلغت، فأشهدوا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de