الحيرة التي تصيب الانسان لماذا يعمل السودانيون علي ضياع الوقت في الحوار حول قضايا السلطة ومع ان المطلوب واجب الاتفاق حول الوطن الذي نريد ان نعيش معا. وقد كان هناك تجربة أمامنا في الجنوب السودان التي عولجت علي أساس انها مشكلة دينية لان الجنوبيون يرفضون الشريعة والشمال لا يرضون للشريعة بديلا مع ان كل اهل السودان يعلمون تماما ان المشكلة ليست دينية وأهل السودان الشئ الوحيد الذي متسامحين فيه هو الدين ،مع ذلك تم تقسيم السودان بوصفة دوائية غير صحيحة . مع ان التقسيم ليس كان الخيار الوحيد بل تم دفع الجنوبين دفعا للانفصال و تم التقسيم بسبب عدم الاعتراف بالمشكلة في الأساس بانها مشكلة حقوق المواطنة المتساوية واليوم نبدأ في تكرار المكرر مع ان المطلوب هو الحوار بين الطبقات الاجتماعية المختلفة المبنية علي العرقية و التي مسؤل منها فكرة الدولة التي قامت علي أساس مؤسسات القبلية واستخدمت هذه المؤسسات أساليب مختلفة للاستمرار منها الدينية والقومية واليسارية واليمنية والقومية والبعثية وغيرها وكان اخرها محاولة تغيير الديموغرافي بانتاج الدعم السريع وابادة الشعب. و ان التصور للحوار الناجح معروف هو ان يكون جميع النخب النيلية التي تكونت منهم السلطة التي ورثت الاستعمار في جانب واحد من طاولة الحوار والبقية في الجانب الاخر من الطاولة علي نموذج جوهانسبرج ليتفقوا علي اعادة بناء مؤسسات الدولة بالمعايير القومية ووضع الأسس لاحترام المواطنة وقوانين صارمة تساوي بين الناس وتحارب العنصرية وان كل الذي يتحدثون عنها في أدس ابابا يأتي بعد ذلك لان الصراع العرقي تعالج بالحوار مؤسس بين القوميات وليس بين التنظيمات السياسية فان تجاوز مرحلة الأساس يكفي ان يكون سببا في انهيار كل شئ تم بناء عليه وفوق ذلك مضيعة للوقت واهدار مزيد من الأرواح فان الذين فقدوا مئات آلاف من الارواح انهم لم يكلفوا شخصا ليتحاور بالنيابة عنهم في اثيوبيا وبالتالي لا احد ملزم بالقرارات التي تتم اتخاذها ما لم تعالج المشكلة الطبقية بشكل واضح وهذا من المحال لان أطراف الحوار الماثلة لم تكن صالحة للتطرق علي المشكلات العرقية الأساسية لان معظمهم لم يعترفوا حتي بان هناك مشكلة حقيقية في الأساس . واحسب انها لا يمكن علاجها بتوزير بعض الأفراد أيا كانت مواقعهم . واذا كان الانقسام فيما تبقت من السودان غير وارد فان البدائل هي استمرار الحروب وفي النهاية وبعد خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحية نجمع علي ان الحل في نموذج كوديسا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة