بسم الله الرحمن الرحيم المشهـــــد والصــــــــــورة في مســـــــــرح الســــــــــودان !!! منذ أكثر من ستين عاماُ وأهل السودان يمارسون نوعاُ من سلوك المجانين .. حيث الكل يشتكي .. وحيث الكل يرمي اللوم والعتاب على الآخر .. أنا أشتكي وأنت تشتكي وذاك يشتكي وهو يشتكي وهي تشتكي !! .. والكل يرى صورة البراءة في الذات ثم يرى صورة الشر والغدر في الآخر !.. ومن يجتهد عاقلاُ ليوازن إنسان السودان في كفة الميزان يكتشف كومة من العيوب في ذلك الإنسان مهما ينتمي لجنس من الأجناس أو ينتمي لجهة من الجهات ! .. وتلك حقيقة تجعل الساحة السودانية تعيش السنوات تلو السنوات في دوامة الإخفاقات والفشل .. ويضحك العقلاء من الناس في هذا البلد حين ينادي المنادون بحكومة ( الكفاءات والمهارات ) .. وكأن ذلك المطلب يمثل عصا موسى الذي سوف يمحق السحر ويحق الحق .. ولا يدرك هؤلاء المنادون بأن الطبع السوداني هو الطبع السوداني الموروث منذ القدم .. ذلك الطبع الذي لا يتبدل ولا يتغير مهما تتبدل المواقع والوظائف .. .. فالسوداني هو السوداني .. لا تميزه صفة الكفاءة والمهارة بالتبدل حين تتاح له الوظيفة .. ولا يتحول عن سلوكه وأسلوبه وطبائعه الموروثة إلا للحظات معدودة من قبيل الحماس والمجاملة .. ثم يعود لحاله وأحواله القديمة .. حيث التساهل والاتكالية والبيروقراطية .. وحينها يجري عليه المثل السوداني الذي يقول : ( عادت حليمة لقديمها !) .. ومطلب حكومة ( الكفاءات والمهارات ) قد يكون مكسباُ حقيقياُ في أية دولة من دول العالم إلا في دولة السودان .. حيث ذلك الإنسان الذي لا يتبدل ولا يتحول بالفطرة لغرابة في الحكمة ! .. والمضحك في الإنسان السوداني أنه دائماُ وأبداُ يظن أن النجاح والتطور يتم لمجرد التغيير في السياسات والحكومات والمظاهر والأسماء والشخصيات !! .. ولا يدرك إطلاقاُ أن النجاح لا يكون ولا يتم إلا بالتخطيط السليم والدراسة والمثابرة والإنتاج الوفير .. والأهم من كل ذلك أن التطور والتقدم والخروج من قوقعة الفشل والإخفاقات لا يتم إلا إذا تبدلت طبائع وسلوكيات الإنسان السوداني جوهرياُ وعميقاُ .. وبذلك القدر الذي يجبره على الإخلاص للوطن وللمجتمع قبل الإخلاص للنفس وللذات .. وحتى ذلك الوقت فسوف يعيش أهل السودان نفس المسرحية الهزلية التي تعودوا عليها منذ الاستقلال .. حيث المسرحية الهزلية التي تماثل الأحوال في عنابر المجانين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة