*كم مرة حج نبينا عليه السلام؟ *مرة واحد فقط... فقط واحدة......وهي حجة الوداع.. * رغم أن البيت الحرام على مرمى حجر منه.. * وهذا مجرد تذكير للذين يحرصون على الحج كل عام... ولو (كسر رقبة).. * ولو على نفقة الدولة... أو هيئة الحج والعمرة... أو مال الناس.. * ومن الناس هؤلا ــ من غير المسؤولين ــ من يحج ولو كسر رقبة حاجة أسرته.. * ويبقى السؤال المهم: لماذا هذا الهوس على أداء الحج كل عام؟! * أو كل عامين... أو ثلاثة... أو أربعة؛ مع كثير عمرات؟! * الإجابة بكل بساطة نجدها كامنة وراء أكمة ما يصاحب هذه الشعيرة من إعلان.. * إعلانات (دنيوية) تروج لأداء الحج... وتُعلن عن العودة منه.. * وتأخذ هذه الإعلانات ــ والدعايات ــ أشكالاً مختلفة؛ كلها ذات طابع دنيوي.. * فإما تكون كتابةً على جدران بيت الحاج... تجزم بأن حجه مبرور.. * أو تكون تصويراً للحاج (المسؤول)....مع إعلانات تهنئة بقبول حجه.. * وإما تكون إخباراً عبر وسائل الإعلام... تُعلم بعودة الحاج (الوزير) كما ولدته أمه.. * ويتمادى البعض منا في الخلط بين الديني... والدنيوي.. *ويتمادى ــ أيضاً ــ في عدم القدرة على التفريق بين النفاق والإخلاص.. * ونتمادى نحن في السكوت عن الحق... كما الشيطان الأخرس.. *وننسى جميعاً القسم الرباني في الكتاب الكريم (ولتُسألن عما كنتم تعملون).. * تماماً كما ننسى أن ثمة ذنوباً لا يمحوها الحج... مهما كثر.. * وأن لا أحد سوى الله وحده يعلم إن كان الحج مقبولاً... أم مردوداً... أم (مرجوماً).. * وأن الحج إن كان بمال أولى به ذوو القربى فلا حاجة لله فيه.. * ورموز العهد البائد ــ ممن كانوا يهرولون إلى الكعبة كل عام ــ نسوا أمراً مهماً.. * نسوا أن أموال حجهم هذه كان أولى بها شعبهم.. * فالحج مرة واحدة على المستطيع؛ ورسولنا حج مرة واحدة.. * ولكن من رعاياهم من كان يتألم في اليوم ألف مرة؛ جوعاً... ومرضاً... وغبناً.. * فالدين عندنا صار محفوفاً بكل ظنون الرياء... والأماني.. * ليست الأماني العذبة.. كما في الأغاني.. * وإنما كما في الحديث (العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).. * وعنوان عهدنا البائد هذا كان الانسياق وراء أهواء الدنيا.. * ثم الانسياق وراء داعي الحج ــ والعمرة ــ طمعاً في مغفرة الآخرة... وثناء الناس.. * ومن قبل تحدثنا عن انسياق تجاه مكبرات الصوت بمساجدنا.. * وقلنا إن هذا الانسياق قد يكون بفعل غواية الشيطان...(سوقاً) نحو هاوية الرياء.. * فالذي يحب أن يسمع الناس صلاته وتلاوته وتهجده فهو منافق.. * والذي يحب أن يحتفي الناس بحجه وعمرته فهو منافق.. * والذي يحب أن يعلم الناس بفعل (خاص) بينه وبين خالقه فهو منافق.. * ورسولنا الكريم عليه أتم صلاة وتسليم ــ حج مرة واحدة.. * ولكن كم مرة حج الذين أياديهم ملطخة بدماء الناس... وحق الناس... وعرق الناس؟ * وأولهم ــ بالطبع ــ رئيسهم المخلوع؛ أكثرهم حجاً... واعتماراً. * بعدد مرات رجمهم الشيطان... قطعاً.. * والشيطان يضحك!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة