لا يملك المرء عند تذكر أحداث ثورة 19 ديسمبر وما استطاعت أن تحققه من نجاحات وإنجازات باهرة، من خلال إتباع طرق سلمية ومبادئ غاية في الرقي والتحضر، بسواعد فتية وفئة نابهة من شباب الأمة وبدماء طاهرة زكية، إلا أن ينحني بكل إجلال لكل مكتسبات هذه الثورة ولكل من شارك فيها أو أيّدها. يا شعب السودان العظيم.. لقد قمت بأعظم ثورة في تاريخك، بل بثورة من أعظم ثورات العالم، فرضت على الدنيا احترامك وإجلالك، ولدت فيها من جديد، نفضت عن نفسك كل ما كان ينسب إليك من سلبيات، وانصهر كل أفرادك في بوتقة واحدة، فظهر المعدن النفيس، تجلى في الولاء العظيم لله ثم للوطن والأمة، تصرفت طيلة فترة الثورة بأرقى ما يمكن من سلوك وحرص على الوحدة الوطنية، وسلمية الحركة وسلامة الممتلكات العامة والخاصة، وتكافل اجتماعي، واهتمام رائع بقضايا الأمة والشأن العام، وعشق للحرية المسئولة، ونثق الثقة كلها في أن هذه الصفات الجليلة سوف تتمسك بها في المستقبل حتى يتبوأ الوطن الحبيب مكانه اللائقة بين الأمم. ماتحقق ليس قليلا قد لايكون مرضيا للجميع لكنه خطوة واسعة للمستقبل امامنا الكثير والثورة بناء انا عن نفسي لست من الذين يخونون وفد التفاوض فلست أكثر وطنيه من وفد التفاوض لقوى الحرية والتغيير لأ يوجد تفاوض إو تسوية يمكن أن تكون مرضية لجميع إلا طراف ولكنها مساحة عمل جديدة لفك سيطرة المجلس العسكري ومحاصرة الكيزان لأ يوجد أتفاق في العالم يسقط القصاص لدماء الشهداء. فهذه الدماء لأ يجوز فيها العفو. أو السهو لن يكتمل النصر إلا بالعدالة لكل شهيد. والعقاب لكل من شارك في القتل والتعذيب في الثلاثين عام من حكم الحركة الاسلامية ولن نرضى بغير إنجاز الثورة كاملة غير منقوصة، ولن نتراجع عن المطالب التي بنينا معا ينتظرنا عمل ضخم ودؤوب مشروع بناء وطن والشباب الذي مهروه بدماءهم الزكية .الوطن الحلم الذي يجسد اشواقهم وطموحاتهم في الحياة الكريمة التى يستحقونها بجدارة .الآن يتسع الطريق شيئاً فشيئاً، فلا تضيقوا بل شدوا الأيادي بالأيادي وساووا الصفوف بالصفوف، وسدوا الفراغ بتلاحم المناكب كما سددتم الطرقات بالمواكب الثورة فعل مستمر يتحول إيقاعه من التظاهر والمواكب والمسيرات الي العمل والانتاج في مستوي عبقرية الثورة ومجدها . وان لزم الامر تعود المظاهرات عند الضرورة بإعتبارها حقا أصيلا من الحقوق الأساسية في النظام الديمقراطي ندرك تماما ان الثورة ستمضى في حقل من ألغام في ظل الدولة العميقة لكن بالحكمة والرجاحة والتدبر والحصافة ، و بسلطة القانون تستقوي عليهم جميعا وليس بالسلاح، كما هم يفعلون واتمنى أن يكون قادة ثورة ديسمبر قد تعلموا من كل أخطاء الماضي و استخلصوا منها الدروس و العبر يهتدون بها لبناء وطن ياوى كل مواطنيه و يعانقهم جميعاً على السواء دون تمييز (عرقى أو ثقافى أو دينى أو جهوي). و لتأسيس سودان يستند إلى الأسس المذكورة، نحن نحتاج الى حكومة كفاءات انتقالية (بعيدة عن تأثير الماضي ) وازالة كل التشوهات القديمة و الموروثات الهدامة و وضع بنيات حديثة و غرز قيم إجتماعية جديدة تستند إلى نظام تعليمي جديد يستظل بنظام حقيقي يعطي لكل إقليم الحق في استغلال و تنمية موارده مع الالتزام التام بما يربطه مع المركز و الأقاليم الأخري.
العنوان
الكاتب
Date
ماتحقق ليس قليلا قد لايكون مرضيا للجميع لكنه خطوة واسعة للمستقبل امامنا الكثير والثورة بنا بقلم يح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة