|
رسالة إلي حبيبتي (المدنية ) بقلم سابل سلاطين
|
05:37 PM July, 03 2019 سودانيز اون لاين سابل سلاطين-USA مكتبتى رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
– واشنطون [email protected] وعدتيني يا حبيبتي (المدنية ) أن تأتي في شتاء بارد يلثمني علي شفتاي التي تكتويان من حرّ الشوق والتلهف اليك . تحترق كل أعضاء جسدي المتلهفة إليك بتباشير قدومك الميمون علي محطات الإنتظار . كان الوعد أن تأتي في (ديسمبر ) ومضي , ومضي معه الرائعون من جيل تطرزت ثيابه من نبل النضال من أجلك . وتعطرت بعبق الأريج ووقفت أنتظر بشاراتك القادمة من أفق المستحيل , الذي يرفض أن يفتح أبوابه لقدومك الميمون . إنتظرتك في (يناير) ولا خبر سوي( نعيق) غراب العسكر المشئوم و (نقيق) ضفاضع (الجنجوكوز) في بركة الإنتظار , مرت شهور الأنس الجميل , وتلاقحت أفكار المحبين وتوهجت دواخلهم بالسجّال الفكري والتعبد في محراب الحب من أجلك أيتها (المدنية ) الفاتنة التي يتباهي بك كل عاشق إكتوي بنار (الجنجوكوز ) , تسيل دموع العاشقين إليك أنهمارا , وتؤرق ذكراك مهجهم بالليل سهرا في التفكير فيك ,ووساداتهم التي يتوسدونها ليلا تبللّت من سيول أمطار الدموع المنسكبة من شدة الشوق إليك ومن سياط (الجنجوكوز). وجاء (فبراير ) وإشتد زحام المكان بالمحبين وتكسرت الضلوع من زخمّ الحب الكامن من وجع اللحظات الأليمة من فراقك أيتها (المدنية) الغالية , أتخيّل ضفائرك الطويلة الزرقاء التي تمتد كمجري النيل العريق , أشتم روائح عطرك الميمون الذي يجعلني أسيرا أقف علي أطلالك الغالية وأنت تعرفين أيتها (المدنية ) أن حبك قاتلي , وأنك مهما تأمري القلب يفعل. وجاء (مارس) و حصلت كوارث ولكن كوارث الحب العظيم يتحملها المحب وإن كانت علي مضض , تثور دواخلي من أمواج الكوارث العالية ولكنني أخفف من غضب اللحظات القاسية بذكري حبك العميق الذي يتوغل في داخلي وأنشد قدومك الميمون بين مفاصل اللحظات القادمة , و تبني اللحظات والايام جدار يحجبني عنك ولكنني دائما أحطم أسوار الثواني وأفتح ثقبا للضوء لكي يشع جمالك من بين ثقوب المساحات علني أحس بوجودك جنبي أيتها ( المدنية ) الغالية . ينذف جراحك الغائر في (إبريل ) للقاؤنا نحن الأحبة الضائعون في حظيرة العشق , و العوازل الذين يحرموننا من حرارة اللقاء لا يعرفون معني شوق الاحبة , ووجع الاحبة وبعد الحبيب. كأنهم ولدوا من رحم غير رحمك ودرسوا (الجنجوكوزية) منهجا (قوقازيا) لا يعرف الرحمة ولا يزرع زهور الأمل لجيل القادمين . ( مدنيتي) في عينيك رغبة تدعوني الي الإقتراب منك وفي شفتيك يحترق صبري باللقاء , وفي خديك الندييّن أزرع ألف سنبلة حب وأحصدها وأحملها علي كتفي المتعب من العمل وأطحنها علي ( مرحاة ) من الحجر وأصنع من دقيقها عجينا أخبز منه (رغيفا) لكي أطعم منه الصغار قبل أن يقتلهم الجوع و قبل وصولك . ومن حلاوة فمك أيتها ( المدنية ) أصنع حلوة وسكر وعسل أغذي به جيل من المستقبل المنتظر لكي يؤدي ضريبة حبك ايتها الغالية . ومن دموع عينيك التي تزرف زخات.... زخات من شوق اللقاء أيتها (المدنية ) أسقي غابات أزهار الحب المزروعة علي قلبي أزهارا لكي أوزعها لجيل المستقبل لكي يتعلم كيف يدخل مدارس حبك أيتها (المدنية ) الاصيلة . لا تتآخري كثيرا إن أطفالك يهتفون بقدمومك الميمون ويزرفون دموع الآسي شوقا اليك . وفي (مايو) التي تذكرنا بزعيق عسكر مضوا منذ سنين علي نفس النهايات لفحتهم ثورات الغضب الكاسر فأصبحوا كلمات من التاريخ .إن (الجنجوكوز ) لا يقرؤون التاريخ جيدا فإن صفحاته عامرة بالثورات التي تغلبت علي كل الفصول العسكرية القامعة . تعودنا علي الموت من أجلك أيتها (المدنية) لأن الذين قد ماتوا فداء في سبيل أن يظفروا بك وبوجودك بينهم عاشوا في داخلنا لوحات نخلدها ونقدس تضحايتها من أجلك . جلسنا في كراسينا علي ضفاف موانئ العالم في الغربة نترقب وننتظر قدومك بين سفن القادمين علنا نتصنت همس أسماك البحار القادمة من مؤاني أخري لكي تأتينا بخبر قدومك الميمون , ولكننا نعلم أن (الجنجوكوز ) قد باعوك وقبضوا الثمن !!! ولكن نعلم أن ثوارنا في الأرض يحرقون بهتافاتهم السلمية كل عهود ومواثيق الخيانة الوطنية التي تريد (الجنجوكوز) من خلالها التحكم في مقاليد البلاد و مصير العباد . يا (مدنية) يا أنثتي العذراء أعطنيّ وطنا ينسيني حب كل الأوطان ... أعطنيّ إلهاما لكي أتنبأ بساعات قدومك من بين قبيلة ( الجنجوكوز ) لكي أكتشف الحد الفاصل بين يقين حب الأوطان الصادق وخيانة ( الجنجوكوز) . قد علمني حبك حينما جاء (يونيو) أن أموت شهيدا من أجل أن تأتي وحيدة مغردة تشهدين لي بحبك القديم وعشقك الابدي و بأنك لا تتركيني وحيدا لهؤلاء الرافضون قدومك الميمون و الذين تاجروا بعرضك وإنتهكوا حرماتك , ولبسوا أقنعة في الظلام لكي لا نراهم , ونحروا وقتلوا وضربوا , و الذين كانوا ينتظروك علي أعتاب المكان وتوضئوا بدماء الشهداء وأقاموا بعد ذلك صلواتهم الخاصة وطقوسهم (الجانجوكوزية ) وقالوا (لمسيلمهم) أقمّ صلاة (الجنجوكوز) وأنكرّ وأنسج من وحي خيالك العريض كلمات تخرجنا من بين أزمات المصير . وهؤلاء الذين إنسلخوا من جلد ثورتك الطاهرة حينما باعوا أنفسهم بثمن بخّس لقبيلة (الجنجوكوز) فما ربحت تجارتهم وكانوا هم الخاسرون . ولكن أحبتك البرّرة المتيمون بحبك الخالد في دواخلهم أغلقوا كل منافذ الإنتهازية وقتلوا طموحات (الجنجوكوز) في إغتيال قدومك ومازالوا يحملون مشاعل الثورة والنضال من أجل أن تأتي حرة طليقة من بين سجون ( الجنجوكوز) . لولاك يا ( مدنيّتي ) الحلوة لما إرتقي شعوب العالم الأول لمراتب العلم والرقيّ والتقدم والمجد التليد , فأنت من يخلق للشعب هويته ويرسم له مستقبل مشرق بالآمال الكبيرة وأنت من يترك الطفل يحلم بمستقبله منذ ولادته ... وأنت من تحتضنين الأطفال في حنان وعطف وحب ... وأنت من يوزع الأزهار في الطرقات فرحا بالنجاح . لم نتذوق طعم حنانك وعطفك منذ ولادتنا ولكننا عرفنا في الغربة والمهجر معني أن تحكم (بالمدنية ) وتستنشق هواء مدني وأن يكون لك (دستورا مدنيا ) يصيغ لك قانون حياتك وتصرفاتك . ننشدك أيها الجميلة والمعلمة الأصيلة كل ليل قبل أن تغمد أجفاننا , وعندما تشرق الشمس ونصلي المكتوبة في غلس ندعوا الله في أن تأتي إلي بلادي المتعطش شعبها إليك والي عطفك وتحنانك الكبير . والثورة إندلعت ... شعارات ترددها القلوب وينساق علي مساراتها طموحات الثوار الي أن تتحقق المدنية ... وعصينا .... عصينا علي الحرية منو بوصينا ؟؟؟؟!! غير آمالنا وأهدافنا التي ترسم لنا الطريق الي المستقبل المشرق !!!!
|
|
|
|
|
|