صراع الحلزونات..مجلس عسكري..تجمع وهميين..تجمع تغيير لا يتغير فهمه... بقلم د.أمل الكردفاني
09:00 PM June, 29 2019 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر في قرى دولة بشرق آسيا يتجمع العشرات من الشباب حول حلبة لا تتجاوز مساحتها نصف متر مربع. وفي محيطها زانتان بطول نصف متر أيضا تتعلق فوقهما زانة ثالثة بعرض نصف متر كذلك ؛ يتدلى منها مشمع بلاستيكي. يرسل شابان حلزونتين لتتعلقا بالستارة البلاستيكية وتبدأ لعبة مقرفة ومملة جدا يراقبها الجميع فاغري الأفواه مستثاري الأفئدة. الحلزونات كائنات مخاطية لذجة ، تستطيع التعلق والزحف على كل سطح املس..تاركة خلفها خيطا طويلا من مادتها المخاطية المقززة.... يفصد مالكا الحلزونتين رأسي الحيوانين الصغيرين بمفصدة صغيرة حادة على نحو محدد..فتتقلص رأس الحلزونة منكمشة داخل صدفتها وتسير ببطء نحو النهاية... وكما قال الشاعر عادل إمام: الحلزونة يامو الحلزونة. كل دولة اليوم لها لاعبها في الصراع الداخلي لبلاد السوء الدان. الشعب الذي يؤمن بكل مهدي منتظر لم يزل ينتظر مهديا حقيقيا .. مع ذلك فالشعب ليس مجردا من كل وعي ؛ فلكل جماعة مواصفات خاصة في مهديها المنتظر... ولكل حلزونة تورشين يفصد رأسها لتخرج زاعقة: (انا المهدي المنتظر..من لم يؤمن بي فقد كفر).. وللشعب حلم بالفردوس الأدنى بعد أن بارت تجارة الفردوس الأعلى. وهو الآن مستعد أن يبحث عن نجاته في (خشم البقرة). وحيث أن الشعب لا يملك أساسا بقرة..فإن جموعه تتجمع وتصرخ مغنية: (يا طالع الشجرة..جيب لي معاك بقرة). ومنذ طفولتي كنت مندهشا من وجود أبقار فوق الأشجار حتى جاءت ثورتنا المجيدة ورأيت أن الناس لا يأبهون لمواقع مراتع الأبقار الوهمية .. فسواء كانت فوق الأشجار أو في قيعان المحيطات فليس ذلك بالمهم..فالمهم أنهم سينتظروا الأبقار ليفتحوا (خشومها) ثم يستنقذوا الفردوس المفقود...وهكذا يقف الشعب منذ المهدية وهو يرى العالم من حوله يتشمم صاعدا ذرى الحق والعدل ويتيمم تبر العلم والعمل والأمل..في حين لا يزال هو واقفا ينتظر أبقاره المجنحة السائمة فوق رؤوس الأشجار الأشجار .. وأقول الحق والحق أقول ؛ أن هذه الأرض ليس بها من سقم ولا علة إلا بمن يمشون فوقها ورؤوسهم إلى أسفل وأرجلهم إلى أعلى ؛ كان ذلك ديدنهم منذ الخليقة الأولى ؛ أو (الخلية الأولى بحسب الإيمان وعدمه). لا يتناصحون وإن نصحوهم لا يستنصحون. كل له قرن وحيد بين صدفة مقلتيه..يهرول في اتجاهه الواحد أصم وأبكم لا يلوي على شيء من الحق ولا البصر ولا البصيرة .. حتى ينغرس بقرنه انغراسا مؤلما في لحاء الواقع المر... ومن من الحلزونات اللذجة اليوم لا يعرف حل الأزمة البهيمية العجماء. هم يعلمون حتى وهم في غمرة طغيانهم وعميهم أن الحل واضح كوضوح الشمس في خاصرة السماء ... غير أن لكل حلزونة أمل في بلوغ خط الاستئثار بالمغنم بعد سقوط الحلزونات الأخرى. وكل دولة داعمة تحمي حلزوناتها وتفصد رأسها بمفصدة حادة لتدفع بها إلى التصاعد ، ولن ينال النصب من هذه الدول بل النصب يناله من يقفون خلف حلبة صراع الحلزونات وهم يمكأون ويصدون بقلوب واجفة. والحلبة تمتلئ ببقايا إفرازات الحلزونات المخاطية اللذجة ، حتى تنطمس معالم حدودها ، والمشجعون شاخصة أبصارهم لا يعلمون من أمرهم شيئا ولا يكادون يفقهون قولا...والحلزونات لا تبلغ خط الفوز أبدا... كذلك يركسهم الله في جهالتهم ركسا. اللهم أخرجنا منها خروجا لا راد لنا من بعده أبدا.

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

صراع الحلزونات..مجلس عسكري..تجمع وهميين..تجمع تغيير لا يتغير فهمه... بقلم د.أمل الكردفاني

مكتبة الفساد

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع: at FaceBook

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook