أحد أولياء أمور الشباب المغدور بهم أمام القيادة صباح يوم ٢٩ رمضان رأيت من المناسب نشرها في عمود (الحق الواضح) ، يقول :الحق الواضح أحد أولياء أمور الشباب المغدور بهم أمام القيادة صباح يوم ٢٩ رمضان رأيت من المناسب نشرها في عمود (الحق الواضح) ، يقول :لقد نجح (تجمع المهنيين السودانيين) في حشد أبنائنا في ساحة الاعتصام وقبلها في المظاهرات والمسيرات .. وأفلح في تعبئتهم وشحنهم بالحماس الشديد ، واجتهد لأن يبقوا في ساحات الاعتصام وإن غادروا الساحة للحظات فإنه يجتهد لرجوعهم وبقائهم عبر وسائل عديدة أبرزها (اللايفات) التي أصبحت مصدراً رئيساً للتلقي لدى الشباب الذي سلّم نفسه لتجمع المهنيين ، وكان آخر بيانات أصدرها تجمع المهنيين ونشرها في صفحته بعد فجر يوم فض الاعتصام ؛ ظل يناشد فيها بدعم الاعتصام وتسيير المواكب إليه ويكرر هذه العبارة : (نداء عاجل .... نتوجه بالنداء لكل المواطنين في العاصمة بتسيير المواكب الآن والاتجاه إلى ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة لدعم اعتصامنا الفتيّ ضد صلف المجلس العسكري وجنونه السلطوي).وقد لبى أبناؤنا لتجمع المهنيين طلباتهم حيث رأوا بحسب قناعاتهم أن في ذلك أداء واجب تجاه الوطن العزيز ..ولكن...!!*لم يأت الخبر لأبنائنا المغدور بهم بفض الاعتصام حتى يتمكنوا من مغادرة المكان قبل وقوع الكارثة وقبل أن يخترق الرصاص صدورهم ويستقر في جماجمهم ، وقد علمنا بمعرفة كثير من الناس لخبر الفض قبل وقوعه ومغادرة القيادات للمكان ، وإلا فليخبرنا من شاء بأسماء القيادات التي قتلت أو قتل من أقاربها من الدرجة الأولى.*لم يكن تجمع المهنيين موجوداً مع أبنائنا - وقد اجتهد ليقربهم من الساحة ليبقوا فيها حتى بعد وصول حشد كبير من القوات بنداءاته المسموعة والمقروءة – لكنه لم يكن بقربهم في صباح يوم فض الاعتصام !! ليحسن توجيههم ويبذل جهوداً لنجاتهم فضلاً عن أن يحميهم !! وقد رأى الناس كيف كان هلعهم وهم يواجهون الرصاص الحي ولا يعرفون ماذا يصنعون ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.*لما قتل أبناؤنا لم نجد واحداً من تجمع المهنيين يحصيهم في المستشفيات ، ولا أن يجتهد في التعرف عليهم ومن ثَمَّ التوصل لأهلهم ، ولم يكن للتجمع - الذي جمَّعهم في أرض الموت - خطة لأن يضع أسماءهم في قوائم ويحدد الجهات التي تم توجيه جثامينهم إليها ، وقد دخلنا أكثر من سبعة مشافي ونحن نبحث عن جثمان ابننا دون جدوى .*تم ترحيل أبنائنا على عدد من المشارح في العاصمة وقد كنا في رحلة بحث في المشارح لمدة يومين لم نجد في تلك الرحلة - التي لا تنسى - فرداً واحداً من تجمع المهنيين ليتعرف على الضحايا أو ليبحث عن معلوماتهم عبر أي مستندات في ثيابهم .. أو حتى يقوم بحصر العدد في كل مشرحة.*لم نر أحداً من (تجمع المهنيبن) مشاركاً في التشييع لأبنائنا ؛ بل إن (المتاريس) التي أمر ووجه بوضعها هذا التجمع تسببت في حرمان أهلنا من المشاركة في التشييع ، وقد عانينا معاناة كبيرة في حركة نقل الجثمان من المشرحة ثم إلى المقبرة.*حتى هذه اللحظة لم يأت وفد أو فرد من (تجمع المهنيين) لتعزيتنا - وإن كنا لسنا بحاجة إلى تعزيتهم - لم يأتوا لأنهم لا يعرفون ذلك وليس في بالهم ، وهم لا يحسنون أداء ذلك طالما أن صنيعهم لا يرتبط بأداء إعلامي وأثر (تهييجي حماسي) .. لكنهم قد أحسنوا استغلال ابنائنا في حياتهم بحشدهم حتى اللحظات الأخيرة ، وأحسنوا استغلالهم بعد مماتهم برصد أسمائهم في قائمة الضحايا ، فإنهم قد اهتموا بأسمائهم وقد كتبوا بعضها خطأ ولم يسعوا للتأكد منها ، ولم يهتموا بجثامينهم ولا بحال أهلهم وذويهم الذين عاشوا ساعات وأيام بحثاً عن جثامينهم و(الجمرة تحرق الواطيها) .. وبلا حياء أو خجل فإنهم قد رسموا بأسمائهم خريطة السودان ، وهذا هو يبدو الجانب (المهني) الأهم لدى (تجمع المهنيين) !! وإن الذين شاركوا في قتل أبنائنا هم :من نفذ ومن أمر بالقتل وكذلك شارك في قتلهم كل من زين لأبنائنا المغرر بهم البقاء في هذا المكان سواء ببيان أو رسالة مرئية أو رسالة صوتية أو غير ذلك ونحن خصماؤهم يوم القيامة.يا (تجمع المهنيبن) عن أي مهنية تتحدثون؟! وهذا هو صنيعكم.يا لسقوطكم ويا لخيبتكم !! وأنتم شركاء من باشر القتل وأطلق الرصاص.. ونحن خصماؤكم في يوم تشخص فيه الأبصار..كتبه : ولي أمر أحد الضحايا المغدور بهم في صبيحة ٢٩ رمضان ١٤٤٠
alintibaha
العنوان
الكاتب
Date
رسالة من ولي أمر أحد الضحايا إلى : (تجمع المهنيين)! بقلم البروفيسور عارف الركابي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة