وقف شيطان جبرة بوجهه الندي الذي لا يعرف شمس السودان و من خلفه زخرفة فاخرة يقوم بالمهنة التي احترفها كل من لا يتقن شيئا و هي التحدث نيابة عن الله. رغم ترديده كلاما يعرفه ابن السابعة عن حرمة الدماء، ظهرت شماتته تفوح من فمه لا يخطئها سامع في يوم فقد فيه السودان عددا لم يعرف بعد من خيرة شبابه في فض اعتصام القيادة و حدث به من الجرائم ما لم يكن في الحسبان. في خطبته يحرص حرصا شديدا على تسمية الشهداء بالمتوفين. عبد الحي يوسف هو مثال حي لطبقة ترتزق بالدين و تدعي وكالة الله على الارض. منها تدر ربحا وفيرا، فلل، سيارات، أرصدة في البنوك و وظائف لا حصر لها.
عبد الحي لا تهمه الشريعة و الا لظهر غضبه على الدماء التي سفكت في اعتصام القيادة أو الذين قتلهم النظام البائد في دارفور. فكما يردد، قتل النفس من أكبر الكبائر. كل ذلك لا يهمه. ما يهمه نظام يدعي تطبيق الشريعة و لو كذبا. فذلك يضمن له وجود مجالس في الدولة ليترزق منها مثل هيئة علماء السودان و هيئات الرقابة الشرعية في البنوك. عبد الحي جزء من عصابة ضخمة من الشيوخ لا يهمهم السودان لكنهم مستعدون للتظاهر بعد مقتل الارهابي بن لادن او مقتل طفل واحد في فلسطين. التدخل في ادق تفاصيل حياتك مهنتهم. فهم يعلمون بالضبط كيف تدخل الحمام إلي كيفية إدارة الدولة. و كل هذا ليس كلامهم. هو كلام الله، تكفر إذا خالفتهم. مؤهلات هذه الفئة يجدر أن تؤخذ بالحسبان فهم على قدر عال من الذكاء و الاجتهاد و إتقان اللغة العربية و حفظ النصوص و الاهم من ذلك موهبة في الخطابة و قدرة على دغدغة العاطفة الدينية. أدى كل ذلك إلى سيطرتهم على البرامج الدينية و لهم نشاط منظم على الإنترنت مع إتقان في العرض و الإخراج. في ذات الأثناء هناك غياب تام لممثلي الإسلام السمح المتسامح. انتشار هؤلاء المشايخ و تمويلهم الخليجي يسر لهم القيام بأكبر عمليات تغيير المفاهيم و غسل عقول الناس و القضاء على التسامح الديني و التدين السهل البسيط و استبدال ذلك بالإسلام السلفي الذي قوامه الحكم على الناس و التكفير و التبديع و عدواة الفن و الجمال.
لكي يستطيع السودان دخول الحضارة الحديثة و إرساء السلام و التعايش يجب أن يكون عبد الحي و أمثاله فئة معزولة منبوذة يتبعها المهووسون و الجهلة. املنا جيل الشباب المنفتح الواعي الذي لاينخدع بكلام الدجالين. فجيل الكبار قد راح ضحية شيطان جبرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة