إن الهجوم على الصادق المهدي يجيء من اللاهثين وراء الشهرة لأنهم يعرفون أي حديث عنه يسترعي انتباه القراء، وهم كان عليهم أن ينتقدوا أنفسهم قبل انتقاد الصادق فماذا قدموا للسودان بالرغم من أنهم متعلمين ولكنهم غير مثقفين فالثقافة سلوك ولا يمكن لمثقف أن ينتقد شخص بسبب سنه فكلنا سنكبر. وهذه ليست منقصة. كما أن أي هجوم على الصادق يأتي من أشخاص يتبعون لأحزاب مرجعيتها خارج السودان مما يعني أنها غبر وطنية ولا نريد أن نقول إنها عميلة، كما أن هذا الهجوم على الصادق يشتت جهود المعارضة ويصب في مصلحة النظام القائم الذي رفضه الشعب. وكل الهجوم على الصادق هو هجوم على شخصه وليس على سياسته مما يدل على أن من كتبوه لهم مصالح شخصية في هذا الهجوم الذي لا ينبني على أي أساس. وكما قال الدكتور الحبر هو فض قبينه. والفترة التي قضاها الصادق في السجون والمعتقلات والمنافي أضعاف الفترات التي تولى فيها رئاسة الوزراء بمعنى أن لم تتح له فرصة كافية لعمل ما يريده. وهناك جهات دولية تخشى الصادق ولذلك تحرك شخصيات لا وزن لها لتهاجمه هجوماً شخصياً لأنه لا يوجد شيء عام يدينه ففي عهده لم يتم فصل أي شخص ولا اعتقال أي شخص أو إعدام أي شخص كما نرى الآن وفي ظل الحكومات العسكرية التي انقلبت ضده.
جاء السيد الصادق المهدي رئيساً للوزراء قبل الإنقاذ
ﻭﺒﺩﺃ ﻋﻤﻠه ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻹﺼﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ أﺴﺎﺱ ﻜل ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺩها. وكان في أول رئاسة له للوزراء قد طبق دفتر الحضور والإنصراف في المكاتب الحكومية لإنهاء التسرب، ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﺫﻟﻙ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ حتى ﻗيامﺍﻹﻨﻘﺎﺫ".
وجاءت الحكومة الديمقراطية برئاسة السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بعد الإنتفاضات وقد قام بمحاولات للإصلاح الداخلي والخارجي، فداخلياً قام قام بتخفيض سعر الجازولين الذي يستخدم في ري المزارع وآلياتها والمواصلات العامة التي يستخدمها الجمهور فخفض أسعار المواصلا ثم قام بدعم القمح المزروع في السودان وكانت الحكومات التي قبله تدعم القمح المستورد فقط وكان هذا يسبب خسارة للمزارعين السودانيين فأحجموا عن زراعته، كما طالب وزير تجارته آنذاك السيد مبارك الفاضل المهدي أمريكا بأن تقدم للسودان مدخلات إنتاج بدلاً عن القمح.
وفهمت أمريكا من هذا أن السودان يريد أن يحرر قراره السياسي بالاكتفاء الغذائي في وقت تريد فيه أمريكا أن تتحكم في قرارات الدول بأسرها بمدها بالقمح، كما انتبهت إلى أن مثل هذا الإجراء سيكون سابقة تحتذي بها الدول الأفريقية الأخرى وغيرها، وربما يستطيع السودان إنتاج قمح يمول به تلك الدول مما يقوي مركزه الإقليمي. وعلى الجانب الدولي قام السيد الصادق المهدي بمحاولة لتكوين محور دولي إسلامي لمواجهة القطبين الكبيرين آنذاك، أمريكا وروسيا وذلك بالاستعانة بالدول الإسلامية التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي السابق وما لديها من قوة نووية، وقام بالطواف على تلك الدول بالاضافة إلى إيران والعراق للصلح بينهما لتوحيد الصف الإسلامي. وقد أثارت هذه التحركات بالاضافة إلى إتفاق السيد محمد عثمان الميرغني مع الراحل الدكتور جون قرنق للوصول لسلام في السودان حفيظة أمريكا التي قامت بتحريض منسوبي الحركة الإسلامية في السودان والتي كانت قد كونتها في السابق لمجابهة المد الشيوعي، حرضتها، لتقضي على النظام الديمقراطي في السودان قبل أن يتمكن من تحقيق أهدافه الوطنية التي تضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة وهكذا قام إنقلاب الإنقاذ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة