|
Re: لمن تصوب السهام.. بيان الشيوعي.. ام موقف ال (Re: مقالات سودانيزاونلاين)
|
الابن الفاضل / وائل محجوب لكم التحيات وللقراء الكرام هنا صوت واكب الأحداث السياسية بالسودان منذ الاستقلال عام 1956 .. في بداية مشوار الحياة السياسية بالسودان كانت المنافسة القوية بين ثلاث قوي حزبية كبيرة وهي : ( حزب الأمة السوداني وحزب الشعب الديمقراطي وحزب الوطن الاتحادي ) ،، بجانب حزبين صغيرين ( بالمفهوم الوزني والثقلي في تلك الأيام ) ،، وهما ( حزب الجبهة الإسلامية والحزب الشيوعي السوداني ) ،، وهذان الحزبان مثلا في الساحة السياسية السودانية قمة المناورات والمهارات ،، حيث عرفا بالنشاط والتنظيم العالي والمراوغات السياسية الماهرة في تاريخ السودان ،، وذلك رغم تواضع عددية المنتسبين لهما في تلك السنوات الأولى للاستقلال !،
الأحزاب السودانية الأساسية كانت مكونة من أحزاب طائفية وهي ( حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي ) بجانب حزب الوطن الاتحادي الذي كان يمثل النخب السودانية المثقفة في تلك الأيام ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك الحزب قد خسر المكانة الثقافية المميزة يوم أن وافق على الاندماج مع حزب الشعب الديمقراطي الطائفي ،، وبذلك فقد الهيبة والقيمة حتى هذه اللحظة ،، وذلك رغم محاولات الترميم المتكررة لاحقاُ دون جدوى ،
ومع مرور السنوات لاحظ الشعب السوداني أن الأحزاب الطائفية بدأت تفقد الأهمية تدريجياُ حين اعتمدت طوال حياتها على الولاء الطائفي الأبدي ،، وذلك دون التجديد في برامجها واستراتيجياتها ،، ولم تحسب يوماُ أن الأتباع ينتقصون عددياُ مع مرور السنوات ،، حيث الأجيال التي ترحل بالموت ،، وكذلك لم تحسب حساب الأتباع الذين قد يتبدلون بالعصرنة والحداثة والوعي ،، وبالتالي فإن تلك الأحزاب الطائفية كانت تموت من داخلها وهي لا تدري ،، وتلك صورة تمثل أغبى صورة في تاريخ الأحزاب السياسية .
الحزب الشيوعي السوداني فقد أعتمد فقط على المهارات والمناورات لإثبات وجوده في الساحة السياسية السودانية ،، وتلك المناورات أجلبت له الكثير والكثير من النكبات الكبيرة ،، والتي حطمت معنويات الحزب حتى النخاع ،، بل أصابت الحزب في المقتل يوم أن جرى إنقلاب هاشم العطا ،، ومنذ ذلك التاريخ المشئوم في مسار الحزب الشيوعي السوداني فإن الكثيرين من أعضاء الحزب النشطين الفعالين قد تخلوا عن ذلك الحزب كلياُ ,, وبذلك فإن تواجد الحزب الشيوعي في ساحة السياسة السودانية يعد مجرد تحصيل حاصل ،، وكان الأجدى بالأعضاء المخلصين لذلك الحزب أن يعلنوا تصفية ذلك الحزب تحت مسمى ( الحزب الشيوعي السوداني ) رسيماُ ،، وإنشاء حزب سوداني جديد يحمل اسماُ وطيناُ من الأسماء التي توافق مزاج الشعب السوداني .
أما حزب الجبهة الإسلامية فإنه قد ثابر وخطط وعمل ليلاُ ونهاراُ ،، وأخيراُ استطاع أن يخلق قاعدة جماهيرية عريضة في ساحة السياسة السودانية ،، وخاصة وهو الحزب السوداني الوحيد الذي كان يواكب ويركز على الأجيال الجديدة في مراحل التعليم الأكاديمي وخلافها ،، فلذلك من الغباء جدا جداُ محاولة إقصاء تلك الأغلبية الجماهيرية السودانية وإنكار تواجدها ،، وليس من السهل إطلاقاُ إطفاء الهمة لدى أجيال هي مازالت في قمة عنفوانها ,, وهي أجيال رضعت وفطمت من أثداء تلك الفكرة الانتمائية ،
فإذا عرفت مواقف وأحوال تلك الأحزاب السودانية بحيادية تامة وبطريقة بعيدة جداُ عن الانحياز لحزب من الأحزاب السودانية فسوف ترى في مقالك ذلك نوعاُ من الضحالة والمضحكة التي لا تليق بالعقول ، وخاصة حين ترى أن الحزب الشيوعي يستحق الإشادة حين يكون صريحاُ وليس الإنكار بالعكس !!،، فيا عجباُ ويا عجباُ من حكم يناقض حقيقة ذالك الحزب الماكر الخادع !! ..
أقول هذا القول وعزة الله لم انتمي يوماُ من الأيام لحزب من الأحزاب السودانية ،، ولا أدافع عن حزب من الأحزاب ،، ولكن لا بد من نصيحة للأبناء والأجيال الجديدة الذين ما زالوا على جهل بالحقائق ،، والذين نحبهم ونعتز بهم كثيراُ ،، ولا نريد أن تجري عليهم تلك المقولة المشهورة في قواميس الأحزاب الشيوعية في كل بلاد العالم ,, حيث يصفون التابعين الأبرياء من الأجيال الجديدة بصفة ( المغفل النافع ) .
بابكر صالح عثمان
|
|
|
|
|
|