اللهم ارحم شهداءنا وانصر ابناءنا وبناتنا في سوح الإعتصام وكل شبر من بلادنا..
بعد قراءة متأنية لأحداث ليلة البارحة وما سبقها من المفاوضات في أيامها القليلة الماضية، يمكن الوصول إلى نتيجة واحدة فقط. لكل قبلها يجب تناول عناصرها مفصلة:
تنحية عمر نذير الشؤم هي عملية حقيقية وقف من ورائها تنظيم المؤتمر الوطني والحركة اللائسلامية والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين إضافة إلى دول محاور الشرق الأوسط بمعسكريها.
أولا: المؤتمر الوطني لتهميشه كتنظيم بواسطة عمر نذير الشؤم وإرتهان كامل المؤتمر لإرادة عمر، علاوة على تهميش قادة المؤتمر والحركة اللائسلامية. وهناك تسجيل مبذول لعمر نذير الشؤم وهو يقسم متبجحا بأنه لن يسلم الحكم للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو أي مخلوق.
ثانيا: التنظيم العالمي للإخوان المسلمين يعتقد أن حكم عمر نذير الشؤم وأفعاله وتصريحاته وسمعته وتحالفه الأخير مع محور الإمارات والسعودية قد ألحقت جميعهاالضرر بتنظيمهم وهمشت حركتهم مع علمهم بأن السودان هو أول دولة حكمها الأخوان من خلال إنقلاب يونيو 89 المشؤوم. وإذن فإن عمر نذير الشؤم بسبب خوفه من المحكمة الجنائية قد قام بإختطاف الحكم منفردا من إخوان الداخل وأصبح يعرض حكم الإخوان في السودان ومصالحهم للنهاية.
ثالثا دول محاور الشرق الأوسط: محور قطر - تركيا ينقم على عمر نذير الشؤم تحالفه مع محور الإمارات- السعودية بدلا من الوقوف مع "الحلفاء الإخوانيين الطبيعيين" وهو موقف يتطابق مع موقف التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. محور الإمارات والسعودية ويضم بدرجة أقل مصر يعتقد أن عمر ظل يراوغ بعدم قطع علاقاته مع قطر وتركيا وعدم مشاركته في حصار قطر طالما أن عمر نذير الشؤم شريك أساسي في حرب اليمن التي يقودها المحور.
وإذن فإن كل الجهات المذكورة مجتمعة تجمع مصالحها على ذهاب عمر نذير الشؤم من الحكم، ولكن يجب في نظرها إستمرار بقية النظام في الحكم. الإختلاف يكمن في أن بعضها يرى استمرار نظام الحكم مرحليا لضمان مصالحها الحالية ويمثل ذلك محور السعودية والإمارات، بينما يرى البعض الآخر الاستمرار الدائم لنظام حكم المتأسلمين ويمثل ذلك محور قطر وتركيا إضافة إلى كل من المؤتمر الوطني والحركة اللائسلامية والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
غني عن القول إن تقاطع المصالح هذا إتخذ من إنطلاق الثورة السودانية العظيمة فرصة ذهبية للإطاحة بعمر نذير الشؤم بأقل التكاليف. لكن استمرار الثائرين في الاعتصام وإصرارهم على إقتلاع النظام من جذوره ووعيهم بأن الثورة لن تصل إلى غاياتها إلا بذلك قد فاجأ حسابات الجميع وأربكها.
وإذن لا مندوحة والحال هكذا من فض الإعتصام بالقوة حتى يمكن للنظام أن يستمر في الحكم بعد إزاحة عمر نذير الشؤم، وإلا فإن الثورة السودانية العظيمة سيكتمل نجاحها وستشكل تهديدا لمصالح الجميع.
وعليه فإن فض الإعتصام بأي ثمن هو ما تسعى إليه كل تلك الجهات، وأنه يحقق أهدافها بغض النظر عمن يقوم به سواء أكان ذلك كتائب الظل أو الجيش أو قوات الدعم السريع أو جهاز الأمن. وبالتالي أيضا الأمر سيان بالنسبة للثورة السودانية العظيمةطالما أن من يقوم بمحاولة فض الإعتصام بغض النظر عن هويته هو عدو للثورة السودانية العظيمة ولشبابها ومستقبل بلادنا.
اللهم ارحم شهداءنا وانصر ابناءنا وبناتنا في سوح الإعتصام وكل شبر من بلادنا. قموا إلى ثورتكم يرحمكم الله.
المجزرة الأخيرة في موقع الاعتصام يوم 13مايو هي كانت محاولة تصفية حسابات قديمة بين جماعات تنتمي لأطراف متحاربة في منطقة معروفة ،، ولكن تدخل القدر في لحظات حرجة للغاية ،، ومع الأسف الشديد فإن الربكة الغير متوقعة أوقعت شهداء في الأبرياء من المواطنين المعتصمين وكذلك من جانب الجهات الرسمية التي لم تحسب حسابها إطلاقاُ حين يجتمع أعداء الميادين في ساحة الاعتصام .. وهي تلك الجماعات التي تعرف بعضها البعض جيداُ وتحفظ الوجوه رغم مرور السنوات ,, والفكرة كانت استخدام ( قناصة ) يجيدون قتل الرؤوس المطلوبة بين الجموع ،، ولكنها كانت فكرة في غاية البلادة وعدم المهارة ،، حيث أن ساحة الاعتصام هي ساحة اضطراب تتوجس فيها النفوس وجلاُ ولا تحتمل مناوشات الأطراف التي تسعى من أجل أخذ الثأر !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مقالات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست